مقالات وآراء

ثوابت البلاد وتقلبات البرهان

 

من الآخر

أسماء جمعة

قائد الحكومة الانقلابية، عبد الفتاح البرهان، في الفترة الأخيرة، أصبح يستخدم معسكرات الجيش ومؤسساته كمنصات ليرسل منها رسائله الإرهابية والعدائية والانتقامية، ولسان حاله يقول: “لا حرية، ولا سلام، ولا عدالة”.
وما اختار هذه المنصات إلا لأنها تشعره بقوة زائقة تجعله يكابر ويعاند، ويستمر في الأخطاء والفوضى والفشل، معتقداً أنه لن يهزم أبداً.
وفي الحقيقة، لا يمكن وصف رسائله تلك إلا بأنها عجز  وعدم قدرة على التصرف بحكمة، ورغبة في الانتصار للذات، جعلته أكبر مهدد لاستقرار السودان وأحلام الشعب في التغيير .

البرهان

قبل يومين، زار البرهان معسكر المعاقيل بشندي، ضمن حملته الإرهابية التي بدأها منذ شهور. يتنقل من معسكر إلى معسكر، ومن مؤسسة عسكرية إلى أخرى. يخاطب الجنود المقلوبين على أمرهم، والمضطرين لسماعه بالأوامر، وهو يهدد ويتوعد ويطلق الوعود والعهود والالتزامات بلا فرامل، ثم يعود ويخلفها قبل أن ينزل من منصته، منقداً نفسه الشاهدة عليه بأنه ليس أهلاً للثقة.
وليس أدل على ذلك، أكثر من آخر تصريح له في معسكر المعاقيل الذي صرح فيه بما يفسر أنه تخلى عن الاتفاق الإطاري الذي وقعه أمام العالم، مثلما تخلى عن عشرات الالتزامات الأخرى من قبل.
ولكي يجعلنا نعتقد أن ما يقوم به هو من صنع الجيش وليس رغبته هو الشخصية، قال إن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الاتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية، على أي بنود يمكن أن تنال من ثوابت البلاد. وفي الحقيقة، القوات المسلحة نفسها محرجة مما يفعل.
من سوء طالع السودان أن يقع تحت رحمة البرهان، وقد أثبت أنه شخص متقلب لا يحترم العهود والمواثيق، ولا يحترم كلمته، ولن يلتزم بأي اتفاق، وسيظل حريصاً على إبقاء السودان في هذه الورطة التي يستمتع هو بإدارتها.
وعليه، يجب التعامل مع البرهان كمصيبة لابد من التخلص منها ليسلم السودان، فالرجل لا يؤمن بالثوابت لا وطنية ولا إنسانية ولا قيمية ولا حتى دينية. لذلك نقول لكم: “قوموا إلى ثورتكم، فهي الحل المثالي”.

الديمقراطي

تعليق واحد

  1. كلامك سليم مائة في المائة ولكن المشكلة يا استاذه أسماء ان كل الرتب الكبيرة والوسيطة هي “برهانات” من قوم تبع وود الترابي يحصل تطهير في الجيش وكنس كل هذا العفن، فتطهير شخص واحد كالمأفون برهان لن يحل المشكلة كلهم في الهواء سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..