الحاجة مريم وست البنات وزينب.. تحدي الظروف بمهن هامشية.. قصة كفاح

الخرطوم ? سارة المنا

كثير من النساء تجبرهن ظروف الحياة المعيشية على العمل في أي وظيفة أو مهنة، منهن من درست وحصلت على وظيفة الوزيرة ومنهن من حرمتها ظروفها، سيدات مكافحات مثابرات وجدن حظهن في العمل على المهن الهامشية.

في الصباح الباكر طرقت الباب فوجدتها امرأة كبيرة السن انحنى ظهرها تبحث عن مصدر رزق، قالت إنها تقوم بغسل الملابس داخل الأحياء، حكت (حاجة حليمة) قصتها وقالت: أقوم بتربية سبعة من الأحفاد الذين تركتهم ابنتي المتوفاة وهذا الأمر جعلنى خلال هذه الأيام أطلع كل صباح يوما لكي أوفر لهم الضمانة، مازالت أم محمد تعدد همومها وتحكي عن عصاميتها التي مكنتها من تربيتهم، أم محمد امرأة صبورة مكافحة تتحمل من أجل تربية أبنائها كل المشاق التي تواجهها يوما بعد يوم.

حكاية الحاجة مريم

خمسة وسبعون عاما مضت من العمر ولم تفقد (الحاجة مريم سعيد جبارة الله) نشاطها وقدرتها على مزاولة الأعمال بحيويه، فهي كغيرها من نساء بلادي اللاتي لا يحبذن الراحة ويشغلن أنفسهن بأي عمل، واختارت أن تعمل داخل منزلها في تربية الحمام الذي صار شغلها الشاغل، مريم تقضي جل يومها بجواره تنظف القفص وتنثر له الذرة وتملأ إناء الماء وصارت بينها والحمام إلفة كبيرة ولا تقبل فيه أي شيء باعتبار أنه مصدر رزقها الذي تعتاش ببيعه لتوفر منه لقمة عيشها، لأن الحاجة مريم لا تكل من العمل وطرقت أبواب الرزق رغم تقدم عمرها ولجأت إلى زيادة دخلها ببيع (التسالي، الفول، دقة القنقليز والدوم) معبئة في أكياس وتعمل على بيع الكيس الواحد بأقل سعر للأطفال وتحول العنقريب الذي يعتبر مملكتها إلى متجر صغير ودكان يقصده الأطفال لشراء احتياجاتهم، حاجة مريم امرأة عصامية ضربت مثلا للكفاح من أجل العيش.

ست البنات

(ست البنات) البائعة المتجولة (الدلالية) وسط الأحياء الصغيرة في قمة صمودها وإيمانها بالعلي القدير الذي يقدر الرزق، تحمل (سبتها) طالبة من المولى عز وجل أن يسهل لها كل أمورها ويسهل كل عسير، امرأة حسناء أجبرتها الظروف على العمل في مهنة التجارة البسيطة من ملابس ومعدات منزلية، ست البنات تتعامل في البيع بالأقساط لكسب الزبائن، ومن خلال مسيرتها الصامدة لمجابهة قسوة الدنيا ومرارتها ولا يعرف اليأس لها طريقا ولا تفارقها الابتسامة.

تنظيف أواني المناسبات

كلما أشرقت شمس الصباح حملت (الحاجة زينب) كل همومها وتوجهت صوب المنازل تبحث عن العمل سواء في غسيل الملابس أو الأواني المنزلية وخصوصا في المناسبات التي تقام داخل الأحياء وهي تتقن عملها بإخلاص، محبوبة لدى كل الزبائن الذين يعاملونها مثل الأم، الحاجة زينب رغم كبر سنها لم تستسلم لتقدم العمر، أحيانا يسرقها الزمن وتنام خارج منزلها لتصبح على يوم أفضل من الأمس، زينب تحلم بمستقبل زاهر لأبنائها، هي مثلها مثل نساء بلادي اللاتي ظللن يكابدن المشاق ويتحدين الصعاب التي وضعتها أمامهن ظروف الحياة القاسية.

غسل وكي الملابس

رغم بعد المسافة وأزمة المواصلات تقطع (عائشة) المسافة من دار السلام إلى وسط الخرطوم للبحث عن رزقها من غسل وكي الملابس، عائشة تتحمل كل مشاق العمل من أجل لقمة العيش الكريم بعد أن تركها زوجها وتزوج بأخرى، هؤلاء نساء بلادي اللائي يكافحن للعبور بحياتهن إلى بر الأمان الذي يكفيهن نوائب الدهر

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أكيد هي وامثالهاكثر ذنبها على إخوان الشيطان الذين أفسدوا في البلاد وسرقوا العباد … وللأسف الشعب الجبان متفرررررررررررررررررررررررررررررج!!!!

  2. الله الله عليكن مريم وست البنات وزينب …. كل ما تقومن من النوم عند الفجر وتردن أن تؤدين صلاة الفجر وبعدها …. أرفعن أيديكن إلى الواحد الأحد الفرد الصمد أن يزيل الكابوس الجاسم على قلب كل سوداني أن يزيل هذه الحكومة التي نهبت أموال الشعب السوداني الكريم التي جعلت البلاد تعيش في فقر لم تشهده من قبل … وهم يعيشون في رغد العيش لا حول ولا قوة إلا بالله …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..