مقالات وآراء

تكلم يا موسى.. تكلم!!!

• مايكل أنجلو صنع من الحجر تمثالا لسيدنا موسى عليه السلام.. حسب تصوُّره لرسول الله و نبيه موسى..
• تجمع المهنيين صنع من سيدنا حمدوك (مِثالا) لرئيس وزراء السودان , حسب تصوره لرئيس وزراء أمة خرجت لتوها من تحت أحذية دكتاتورية عسكرية متوحشة, بثورة قدمت فداء لها الآلاف من فلذات أكبادها..
• مايكل أنجلو وقف يتأمل تمثال موسى, الذي صنعه بإزميله, مبهوتا.. لم يكن يتصور أن يديه قادرتان على إنجاز تمثال بهذا الكمال و الإتقان..
• تجمع المهنيين السودانيين أيضا وقف يتأمل رئيس وزراء بلاده بإعجاب..
• مايكل أنجلو تصور أنه يقف أمام موسى بلحمه ودمه , فألقى بإزميله إلى الأرض, و لطم التمثال بكفه صارخا :
– تكلم يا موسى .. تكلم !!
• تجمع المهنيين السودانيين .. لم تحدثه نفسه أن يصرخ :
– تكلم يا حمدوك .. تكلم..
• برغم صرخة مايكل أنجلو, إلا إنه لم يكن هنالك سبب قوي – حتى لو كان التمثال هو موسى نفسه – يضطره إلى الكلام.. فكلام التمثال كان مجرّد رغبة حالمة لدى صانع التمثال، لا هدف لها سوى إشباع غرور الفنّان بتصوُّره أنه (خالق)..
• أما (صرخة) تجمع المهنيين التي لم تغادر حنجرته بعد, فهنالك ألف سبب يبرر انطلاقها في الآفاق..هنالك ألف سبب يجعل رئيس وزرائنا يتكلم.. هنالك شعب يطحنه الغلاء المفتعل , تكلفه قيمة المواصلات من و إلى مكان عمله أكثر من راتبه!! و هنالك, في الوقت ذاته, مئات الملايين من مال هذا الشعب المطحون ذاته, كانت في طريقها إلى جُبِّ الفساد, لولا زميلنا د.مزمل أبو القاسم, رضي الله عنه..
• هنالك بيان ركيك , أريد به (نفي) الفساد, و لكنه أكده, و أكثر من ذلك, أكد القابلية الدائمة و النهمة للفساد في حكومة السيد رئيس الوزراء, و لكنه لم يتكلم…
• لم يقل البيان “الخجول” الذي أعلن إلغاء الصفقة المشبوهة، لم يقل : إلى أية وجهة ستحول المليارات التي كان قد جرى اعتمادها لشراء خمس وثلاثين سيارة جديدة؟ هل سيتم توجيهها لاستيراد الدواء المعدوم؟.. هل ستوظف لاستيراد بصات لتخفيف حدة أزمة المواصلات؟ أم يتم اعتمادها لاستيراد وقود .. كان ينبغي أن يُترك الكلام في هذا الشأن للسيد رئيس الوزراء.. لكنه لم يتكلم!!…
• هنالك انهيار يومي في قيمة عملتنا الوطنية , سببه مضاربات في الدولار, بأيدي شركات و بنوك يعرفها الجميع.. يستحيل أن يكون رئيس الوزراء آخر من يعرفها!!.. لكنه لم يتكلم..
• هنالك تباطؤ مقصود في محاكمة أفراد عصابة البشير على فسادهم الظاهر الذي يراه كل (عابر سبيل) ولا يحتاج إلى ما هو أكثر من تفعيل قانون (من أين لك هذا), و معظم أولئك الفاسدين طلقاء يمشون في الأسواق و يعقدون الاجتماعات الرامية إلى بث الفتن و ضرب الاقتصاد و تعبئة الشارع ضد حكومة السيد رئيس الوزراء، و قد حقَّقُوا الكثير من مراميهم على أرض واقعنا البائس.. و لكن رئيس الوزراء متواطئ بالصمت مع تمثال موسى..
• هنالك انعدام كامل لجميع الأدوية المنقذة للحياة, مرضى السكر لا يجدون (الإنسولين) بل وحتى الأمراض المستوطنة في السودان(كالملاريا و التايفويد) لا يجد الناس أدويتها ، و معظم المضادات الحيوية البسيطة تخلو منها أرفف الصيدليات.. لكن السيد رئيس الوزراء يضن علينا بالكلام , و لو من باب الشفافية التي كنا نظن أنها أول ثمرات ثورة عظيمة, أطاحت بأعداء الشفافية, ليقول لنا , مثلا: ما الذي يمنع توفير الأدوية المنقذة للحياة بالصيدليات? ألا تكفي إيرادات عشرات أطنان الذهب التي تحدثنا عنها حكومة السيد رئيس الوزراء, لاستيراد بضعة أطنان من الدواء?.. دع عنك الوقود ، دع عنك الدقيق ..
• لا نعلم الغيب.. و لا نعلم يقينا السبب الذي يمنع السيد رئيس الوزراء عن الكلام.. بل نتمنى في الحقيقة أن يحكمنا أناس قليلو الكلام, لكن هنالك دائما قضايا تستحق الكلام ..
• سيدي رئيس الوزراء.. لكي يتحمل هذا الشعب معكم فواتير الثورة, يجب أن يعرف تفاصيل ما يجري.. هذا الشعب الذي ملأ الآفاق و الساحات في الثلاثين من يونيو، و قبلها ، و بعدها , يمكنه احتمال أي شيء.. ما عدا أن يكون مجرّد (أطرش في الزفة)..
• كان (السابقون) يعاملون الشعب باعتباره “قاصراً”.. و غير مؤتمن على (اسرار) الحكومة.. لم يكن ذلك غريباً من حكومات جاءت تحكمه رغم إرادته، فأطاح بها ، و لكن لابد أن تعلموا أنّ حكومتكم هذه، التي جاء بها الشعب عنوةً و اقتداراً، لا تملك أن تتعالى عليه أو تتخذ أسراراً تضِنُّ بها عليه.

علي يس
[email protected]

تعليق واحد

  1. حمدوك يعلم كل شيء و لكنه ماسك العصا من النص و حاليا لا يستطيع أن يقول كل شيء فربما يفقد حياته و ما محاولة اغتياله إلتي جرت سابقا إلا نوع من التهديد المبطن..هناك مافيا خطيرة تتحكم في البلد لا تتورع عن عمل أي شيء من أجل مصالحها ..حتي حميدتي يعلم عنها و ألمح لذلك عدة مرات من غير إفصاح..لكن طالما قبل حمدوك بالمسؤولية فعليه أن يصارح الشعب بما يجري أو يستقيل و ينسحب من المشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..