من يجني ثمار انفصال جنوب السودان؟!

جاسم الجاسم:

قررت حكومة جنوب السودان، في اجتماع ضم القائم بالأعمال الأمريكي في جوبا ونظيره الإسرائيلي، إيلاء عمليات التنقيب عن النفط في ولاية أعالي النيل لشركات إسرائيلية، وترك أعمال التنقيب في مجال النفط بولاية الوحدة لشركة "شيفرون" الأمريكية.

هذا الخبر تناقلته وسائل الإعلام العربية والعالمية بشكل سريع ودون تعليق، رغم انه يحمل معاني كثيرة ويكشف عن حجم التغلغل الأمريكي والإسرائيلي في دولة جنوب السودان الوليدة. فالخبر يشير بشكل رسمي واضح الى مشاركة أمريكا وإسرائيل عبر دبلوماسييها في جوبا في اجتماعات حكومة الجنوب وبالتالي في رسم سياساته. والخبر يكشف أيضا عن الأطماع الأمريكية الإسرائيلية في ثروات الجنوب خاصة النفط .

يتواكب ذلك مع توافد مجموعات من رجال الأعمال الإسرائيليين إلى جنوب السودان للقاء مسؤولي حكومة الدولة الجديدة لغرض فحص إمكانيات الاستثمار، وأن من بين المجالات التي طرحت للتعاون، ما يتعلق بالقضايا الأمنية مثل التدريب العسكري والاستخبار وتوفير الحراسة لمؤسسات تجارية وحكومية وغيرها.

وتغلف إسرائيل هذا التعاون مع الجنوب في شكل مساعدات إنسانية تقودها منظمة (الطاقم الإسرائيلي لتقديم المساعدات الإنسانية)، التي تمولها التنظيمات اليهودية في كندا. وهذه المنظمة تقوم بنشاط منظم في جنوب السودان، قبل انفصال الجنوب، وبمعرفة من حكومة الوحدة السودانية. وهي التي بدأت في إرسال مساعدات غذائية وطبية، منذ بداية انفصال جنوب السودان. ويكشف شاحر زهافي، رئيس هذه المنظمة ان الأهداف المشبوهة لا تقتصر على تقديم مواد الإغاثة، بل الهدف أن تنقل إسرائيل خبرتها الغنية وتجاربها الكثيرة كدولة شابة، إلى الدولة المبتدئة في جنوب السودان قائلا: " فهناك نواقص خطيرة في هذه الدولة تتعلق بالبنى التحتية والأمية ومستوى التعليم المنخفض والمياه الملوثة والزراعة البدائية، وهناك بالمقابل رغبة جامحة لبناء دولة سليمة تلائم العصر من قيادة الدولة، وهناك من طرف ثالث دول في الغرب معنية بالاستثمار. وهذه فرصة للمبدعين الإسرائيليين أن يدلوا بدلوهم".

والغنائم التي خططت اسرائيل للحصول عليها من دولة جنوب السودان ليست اقتصادية فحسب، بل توجد فوائد إستراتيجية. وعبر عنها صراحة الوزير جدعون عيذرا في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية قال فيها :" لا يمكن تجاهل الفائدة الأمنية والإستراتيجية من التواجد في هذه المنطقة الحساسة، التي يمكن لإسرائيل عبرها مراقبة والتأثير على ما يجري ليس فقط في السودان، وإنما في القرن الإفريقي بأكمله، بما في ذلك البحر الأحمر وحتى مصر أيضاً، على اعتبار أن البوابة الجنوبية للأمن القومي لها تبدأ من جنوب السودان ومنابع النيل بالقرب منها".

ولا يختلف أحد على أن انفصال الجنوب السوداني وجه ضربة قاصمة للأمن القومي العربي وخاصة الأمن القومي المصري لأنه سيؤدي الى وقوع مصر تحت الابتزازات الغربية والإسرائيلية فيما يتعلق بمياه النيل الذي يعد شريان الحياة لمصر. وهناك بعد اقتصادي يتمثل في حرمان الدول العربية من السوق الافريقية التي سيتم إغراقها بنصيب هائل من الصادرات الأمريكية والإسرائيلية المصنّعة في جنوب السودان.

والمشكلة الأهم أن دولة الجنوب ستكون نقطةَ انطلاق أمريكيَّة وصهيونية لتهديد العرب والأفارقة، حيث مِن المتوقَّع بقوَّة أن يُقام العديدُ مِن القواعد العسكرية في جنوب السودان، وهذا يُفسِّر الضغط الأمريكي المتزايد مِن أجل إقامة دولة مستقلَّة في جنوب السودان.

ومن المهم أن نؤكد أن اسرائيل تحركت في الأزمة السودانية وفق مخطط معد سلفا منذ سنوات طويلة والاهتمام الإسرائيلي بالجنوب السوداني لم يكن وليد اللحظة بل من عقود خلت، وقد اعترف القيادي الجنوبي جوزيف لاقو في تصريحات لصحيفة لـ"هآرتس" الإسرائيلية جاء فيها :"إن تل أبيب فتحت قناة اتصالات مع الجنوبيين منذ عقود طويلة، خمسة على الأقل، ضمن تصوّر بن غوريون لضرورة إقامة تحالف أو علاقات راسخة مع الدول المؤثّرة المحيطة بالعالم العربي، مثل: تركيا وإيران وأثيوبيا".

الصمت العربي تجاه أزمة السودان ساعد إسرائيل كثيرا في نجاح مخططها لفصل الجنوب وتقسيم أكبر دولة عربية من حيث المساحة.

والأطماع الإسرائيلية تجاه تفتيت العالم العربي ليس لها حدود، وانفصال جنوب السودان سيفتح شهيتها للمزيد من الانقسامات في مناطق أخرى. وكشف هذا التوجه بشكل صريح الخبير الاستراتيجي والسفير السابق دوري غولد في تصريحات نشرتها صحيفة " هآرتس " قال فيها :" إن انفصال جنوب السودان بصفته جزءاً من استراتيجية تقسيمية ستطال دولاً عديدة ومهمّة من العالم العربي ".

مطلوب يقظة عربية، والاتفاق على وقفة موحدة جادة لإفشال المخططات الإسرائيلية.

**كاتب سعودي**
[email protected]

الراية

تعليق واحد

  1. 1- قال الجاسم"والمشكلة الأهم أن دولة الجنوب ستكون نقطةَ انطلاق أمريكيَّة وصهيونية لتهديد العرب والأفارقة، حيث مِن المتوقَّع بقوَّة أن يُقام العديدُ مِن القواعد العسكرية في جنوب السودان، وهذا يُفسِّر الضغط الأمريكي المتزايد مِن أجل إقامة دولة مستقلَّة في جنوب السودان"…ولماذا تحتاج أمريكا لإستخدام قواعد لم تنشأ بعد في جنوب السودان لتهديد العرب ومصر ولديها قواعد قائمة في العمق العربي في قطر ووجود في مصر، الأردن، موريتانيا وقطر…كلامك الإنشائي دا أبلعه فلا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك الدور هذا يقتصر علي شمال السودان وداهية تخم العرب وأشياعهم.

    2- "مطلوب يقظة عربية، والاتفاق على وقفة موحدة جادة لإفشال المخططات الإسرائيلية"…قول عملتوا ديدبان علي مدار ال24 ساعة حاتعملوا شنو؟…جنوب السودان دولة مستقلة ولها مطلق الحرية في إقامة ما تراها من علاقات دبلوماسية دون وصاية..أفلحوا في لجم عربكم أولا من إقامة علاقات مع إسرائيل ثم تحدثوا عن الغير فنحن لسنا مستعمرة عربية ولا وصاية من أي عربي لابس زيرو (عقال) علينا.

    3- يا أخي إعتقدت أنك ستتحدث عن الصومال (دولة عربية وإسلامية 100%) ألا تحتاج وقفة عربية ولما تأتي الغرب من أقاصي الأرض لنجدة الصومال وأنتم تبعثرون أموال البترول في إجازات المتعة بأوربا التي تأتي بذات الأموال التي أنفقتموها في الدعارة لإطعام إخوتكم. يجب أن تخجلوا من أنفسكم..تحبون الكلام لأنه مجان وتحجمون عن أي شأن يجعلكم تدفعون…مبتذلون حد القرف

  2. انتو مشكلتكم كلها فيي تعاوب اسرائيل مع جنوب السودان طيب رايكم شنو في علم اسرائل الموجود في مصر ام الدنيا ومصر المؤمنة وتعامل دولة قطر …….والاردن ……. لو عرب عرب واسلام اسلام انت مابتجوا جب الناس دى

  3. اذا هذا القلق الان ؟ ارجوكم كف على هذا التخوينات الوهمية ،اصبحنا
    دولة الان . بلاش كركر و ذعيت.

  4. ومن القال ليك السودان دوله عربيه؟؟
    لو موضوع انتشار اللغه العربيه والدين الاسلامى – نقول ليك كل بلدان امريكا اللاتينيه تتكلم
    الاسبانيه وتدين بالمسيحيه – ولم يدعى شعوب تلك الدول انهم اسبانيون .

    هنالك الاستراليون والنيوزيلنديون والكنديون والامريكان ظاااتم يتكلمون الانجليزيه ومسيحيون
    مثل الانجليز – ولم يدعوا يوما انهم انجليز .
    لكن مواهيم السودان والجبهه الاسلاميه القوميه ورئيسهم الفاشل يعتبروا نفسهم عرب اقحاح
    بالرفم من علمهم التام ان العرب يعتبروهم عبيد وبس لسواد لون بشرتهم .

    يعنى اللغه والدين لا يحدد هوية الناس بانهم عرب او انجليز او اسبان – ولكن مين البيفهم حمير
    الانقاد المتاسلمين .

    نحن من شدة كراهيتنا للاسلاميين لظلمهم لنا ومن ورائهم المصريين اعداءنا الحقيقيين
    نفضل الاسرائيليين والامريكان عليهم . والعرب ظاااااااتم لهم علاقات وثيقه مع اسرائيل واليهود

    رجل الاعمال السعودى الامير تلال بن عبدالعزيز شريك فى شرككات اعلاميه مع اليهودى
    مردوخ امبراذور الصحافه البريذانيه والامريكيه .

    روحوا كدا يا منافقين — نحن مع اسرائيل وامريكا والشيذان لانهم على الاقل لم يبيدوا شعوبهم
    كما انتم تفعلون .

  5. JASIM AL;JASIM PRETENDS THAT HE DOES NOT KNOW ISRAEL HAS STRONG PRESENCE IN JORDAN NEXT TO SAUDI ARABIA ALSO IN THE GULF STATES ,ESPECIALLY QATAR, EVEN EGYPT WHO HE SEEMED TO BE MORE CONCERNED ABOUT,, THE ISRAELI FLAG STANDS UPRIGHT IN THE HEART OF CAIRO,,, MY FRIEND JASIM SOUTH SUDAN IS NOT AN ARAB COUNTRY AND IT IS SOVEREIGN STATE ,LIKE ANY OTHER COUNTRY THEY LOOK AFTER THEIR OWN NATIONAL INTEREST,, IF ISRAEL CAN HELP THEM TO USE THEIR RESOURCES AND DEVELOPE IT, ALL WE HAVE TO SAY GOOD LUCK TO BOTH OF THEM
    ALL I CAN SAY TO YOU , WE IN THE NORTH OF SUDAN , WE WILL SOON PURSUE OUR NATIONAL INTERSET,, PEOPLE DO NOT EAT POLITICS OR EMPTY SLOGANS , MOST OF THESE ARABS EXPECT OTHERS ESPSCIALLY SUDAN TO FIGHT THEIR WAR AGAINST ISRAEL WHILE THEY ARE SITTING ON THEIR FAT ARSE , EATING AND DRINKING AND WATCHING BLUE MOVIES

  6. لاحظوا ان الكاتب يقول ان انفصال الجنوب يشكل تهديد للامن القومي المصري دون ان يشير الي دولة شمال السودان …..يعني الامن القومي للسودان ما مهم,,المهم هو المن القومي المصري وبعد ده كلو تقول لي جامعة الدول العربية؟

  7. يا جاسم الجاسم وهل انتم تعتبرون السودانيين عرب؟السودانيين في نظركم عبيد ليس الا .ولعلمك بعد ان يذهب نظام الكيزان الي مذبلة التاريخ فان اول قرار سيكون انسحاب السودان من روضة الدول العربية التي ما قدمت لنا شيئا طوال تاريخها وهي منظمة تعشعش فيها العنصرية الاولوية فيها لمشاكل فلسطين ولبنان ومصر والخليج اما السودان فهو تمامة عدد….. ماذا فعلت جامعة الدول العربية لحل مشكلة دارفور او الجنوب او جنوب كردفان؟ ولماذا اعترضت لبنان علي انضمام السودان لجامعة الدول العربية؟ويا ليتكم وافقتم علي الاعتراض اللبناني علي انضمام السودان لجامعتكم العنصرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..