بعد رفع الدعم.. ماتت الحُجَّة وانقطع اللسان

بعد رفع الدعم ستغيب حجة طالما كانت الحكومة تدفع بها كلما ووجهت بسؤال عن عجزها وفشلها في حلحلة الأمور الاقتصادية..
ظلت الحكومة منذ مرحلة رفع الدعم الأولى تصور لنا الأمر وكأن العائق الوحيد لنجاح برنامجها وخطتها الاقتصادية هو الدعم الذي تقدمه للسلع أي هو الذي (يغرق المركب) وكانت تقول على لسان المسؤولين ووزراء الاقتصاد والمالية إن حجم الدعم الذي تقدمه الحكومة لسلعتي القمح والبترول لا يمكن أن تستمر فيه أي دولة من دول العالم..
وتقول إن مشكلة سياسات الاقتصاد القديمة أنها تقدم الدعم للشرائح الغنية وأن الإصلاحات الاقتصادية التي تنشدها وتخطط لها وتدرسها تقتضي رفع الدعم عن السلع حتى يكتب الله لها النجاح.
حسناً.. رفعتم الدعم الآن ولم يعد لديكم عند المواطن حجة أخرى، يا عباقرة الاقتصاد.. انتهت حجتكم تماماً.. دعونا نرى هل ستنجحون في معالجة الأزمة الاقتصادية بعد نهاية أسطوانة الدعم هذه..؟
المشكلة ستكون أكبر بعد غياب الحجة ولن يكون لأصحاب البرنامج الاقتصادي أي مجال لتحميلنا جزءا من مسؤولية فشلهم وعجزهم عن معالجة وإنجاز الإصلاح الاقتصادي.
الحكومة كان لها قبل رفع الدعم على الأقل لسان تتحدث به نظرياً، وكانت لديها فرصة لاستخدام أداة (لو).. أما الآن فلا مجال لـ(لو).
فقط تواجهون الحقيقة والواقع الذي يقول إن رفع الدعم كلياً، لن يعالج أزمة الموارد المالية أو يعوض فاقد خروج الموارد البترولية من ميزانية الدولة.
رفع الدعم لا معنى له في ظل استمرار أزمة القطاعات الإنتاجية، من زراعة وصناعة.. ومن قبل تم رفع الدعم خلال موازنات الحكومة في 2011 و2012م وحدثت أحداث 2013 ولم تحل أية مشكلة بل لا يزال العجز موجوداً.. لذلك هو مجرد سهم محدود في الميزانية لا يغطي عجزاً ولا يروي ظمأً وستكون كل الذي فعلته الحكومة أنها مزقت ورقة شفاعة ومذكرة تفهُّم لموقفها نسبياً وحجة على لسانها كانت تبيض بها وجهها حين تتواجه بعدم الرضا العام في لحظات الضيق الشديد.
أما بعد الآن فلن يكون للحكومة في حالة عدم قدرتها برغم رفع الدعم على إحداث أي تقدم في الاقتصاد، لن يكون لها وجه مع المواطن الذي رفعت عنه الدعم وقطعت حبال التقدير لموقفها من جانبه وهي تصر أن ما تقدمه من دعم في الخبز والوقود كان هو سبب مشكلة ميزانيتها وعجزها الاقتصادي ثم استمرت مشكلة الاقتصاد واستمر عجزها وعجز الميزانية.
التفكير السليم والمنطقي والمقبول في توجهات رفع الدعم عن السلع هو تطبيق سياسة إعادة توجيه الدعم بشكل كامل لمن يحتاجونه.. وهذا لا تحققه تلك الزيادة المحدودة في رواتب الموظفين كما أن من يريد أو ينوي إعادة توجيه نفس مبالغ الدعم لمن يحتاجونه لا يتحدث عن سد عجز الميزانية بواسطة رفع الدعم والذي يفيد معنى وهدفا آخر من رفع الدعم هو نيته في توفير مبلغ الدعم أو جزء كبير منه للمساهمة في دعم الخزانة العاجزة .
على كل حال تم رفع الدعم وها نحن ننتظر تلك النتائج السحرية التي حدثنا عنها عباقرة الاقتصاد السوداني في الحكومة حين كانوا يحدثون عن الدعم الذي (غرق المركب).
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي
يا استاذ جمال خلينا من حلايب ، نحن الليييييلة دي شنو؟
يا أستاذ جمال الحجج والمبررات كتيرة لا تعجز الحكومة عن انتاج موديلات جديدة . فهي لله لا للسلطة ولا للجاه !!!
بكرة تشوف !
يا استاذ جمال خلينا من حلايب ، نحن الليييييلة دي شنو؟
يا أستاذ جمال الحجج والمبررات كتيرة لا تعجز الحكومة عن انتاج موديلات جديدة . فهي لله لا للسلطة ولا للجاه !!!
بكرة تشوف !