جهاز تحديد المواقع الـ" GPRS " قادهم من لندن الى صينية بانت بامدرمان

لم تكن الصدفة وحدها سببا يجعل كلا من البريطانيين عازف الروك ( شون لين) والمهندس (قوين روبرت) ان يلتقيا بالسودانى (رماح عبد القادر) و الجنوب افريقى (رايان ساندرسون), فاربعتهم تعارفوا على بعضهم البعض من خلال موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك, و توطدت علاقتهم اكثر عندما تحولت صداقتهم من العالم الاسفيرى الى عالم الواقع, من خلال رحلة سفر طويلة جابت عدة دول اوربية وافريقية, كان السودان ومدنه المختلفة جزءا منها ،و محطة لشباب قرروا ان يلتقوا و يوثقوا لهذه المغامرة التى بدأت بفكرة… و انتهت بتطبيق!

من هنا بدأت الحكاية

و تبدأ قصة الحكاية المثيرة التى نشأت فى عالم الانترنت الافتراضى وانتهت الى واقع عندما قرر عازف الروك البريطانى شون لين الذى يبلغ من العمر 22 عاما, ومواطنه المهندس المتخصص فى الطاقة الشمسية قوين روبرت 28 عاما, والجنوب افريقى رايان ساندرسون 24 عاما, و الحائز على الماجستير فى الاحياء الدقيقة, القيام برحلة حول العالم بالسيارة تبدأ من لندن و تنتهى بجنوب افريقيا, من خلال تمويل ذاتي اشترك فيه ثلاثتهم لتنفيذ الرحلة, حيث قاموا بالاتصال بشركة تايوتا لشراء سيارة تستطيع تحمل رحلة تجوب كل ارجاء العالم, و بالفعل تحصلوا على سيارة ذات دفع رباعى لاند كروزر, و قاموا بتجهيز ميزانية الرحلة, و كاميرات التصوير, و الحواسيب الشخصية, و تكفل المهندس قوين روبرت باعداد اجهزة الطاقة الشمسية لتزويدهم بالطاقة الكهربائية خلال رحلتهم الطويلة,

و يضيف رماح عبد القادر ان اصدقاءه لم يكونوا يعرفون السودان الا بعد ان تعرف عليهم فى الفيس بوك و عرفهم كثيرا بالسودان،بل وحببه اليهم الشيء الذي حدا بهم لاعتماد برنامج زيارة السودان فى قائمة رحلتهم.

خط سير الرحلة

* الشبان الثلاثة بداوا مغامرتهم بفرنسا , ثم الجزائر مرورا بتونس و المغرب و مصر و ليبيا, و عندما هموا بدخول السودان طلبوا من رماح رقم الموبايل.

يقول "رماح" عند وصولهم لمدينة حلفا اتصلوا بى و اخبرونى بأنهم فى طريقهم الى الخرطوم, و تقابلنا لاول مرة وجها لوجه فى ام درمان فى صينية بانت من خلال جهاز تحديد المواقع GPRS , و دعوتهم الى منزلنا و تعرفوا على افراد اسرتي و اصدقائي, ومكثوا معى فى البيت لعدة ايام تبادلنا اطراف الحديث وتعرفنا عن قرب اكثر كأول مره نلتقى فيها, وطفت بهم كل مناطق الخرطوم السياحية والاثرية, حيث زرنا الطابية, وبيت الخليفة, ومتحف السودان القومى, ثم يمضي "رماح" ضاحكا : و اكلتهم كمان شية فى قندهار و ضوقتهم سمك جبل اولياء, واعجبوا جدا بالسودان و السودانيين وتعاملهم فى اي مكان نذهب اليه.

يقول رماح والذى يسكن ام درمان حى العرضة, انه تعرف عليهم اصلا في الفيس بوك عبر مجموعة او "قروب" يسمى over land in the sun تهتم بتجارب السفر و الترحال و التوثيق حول العالم, واستمرت العلاقة بيننا اسفيريا لاكثر من عام نلتقى فى الفيس بوك ونتحاور و نعلق فى حائط المجموعة, و حتى ذلك الوقت لم ير احدنا الآخر الا من خلال الصور الشخصية فقط.

توتى تسحرهم

و يحكي رماح عن اعجابهم بجزيرة توتى, وافتتانهم بها "سحرتهم الجزيرة ..بطبيعتها وطيبة اهلها" شاهدوا مقرن النيلين عن قرب واستمتعوا بجمال النيل وخضرة توتى, التى خيموا فيها لمدة ستة ايام استضافهم خلالها صاحب مزرعة بلا مقابل مادي, لتبدأ بعدها رحلة طويلة الى مدن السودان المختلفة امتدت لمدة شهر كامل, و يضيف رماح قمنا بتجهيز تصاريح التنقل داخل السودان من الجهات الامنية, و عندما وصلنا الى شندي ارجعونا الى الخرطوم بسبب عدم اكتمال بعض الاجراءات, و قمنا باكمالها وعدنا مرة اخرى الى شندي فى نفس اليوم, و اقمنا فى منزل جدي لعدة ايام ذبحوا لهم فيها الخراف و اكرموهم, وذهبت بهم بعدها الى البجراوية حيث شاهدوا الاثار و الاهرامات السودانية, ومن ثم اتجهنا الى عطبرة لساعات معدودة لاخذ مؤونة السفر, وواصلنا سيرنا نحو بورتسودان بعد ان خيمنا فى الطريق اليها مدة يوم, و مررنا بهيا واجتزنا معا العقبة, و قبل الوصول لبورتسودان اتصلت بصديق لى هناك حيث استضافنا فى منزلهم خمسة ايام , و استمرت الرحلة الى مدينة القضارف مرورا بالدمازين و الدندر ليوم واحد.

بادية..ولبن ابل

و يواصل "رماح" سرد مسار خط الرحلة بقوله اتجهنا من الدمازين الى الابيض مباشرة استغرقت الرحلة يومين مكثنا فى الابيض لمدة يومين وكذلك النهود, وجدنا العرب الرحل و مراحات الابل فى كل مكان, و اكرمونا جدا و شرب "الخواجات" لبن الابل و استمتعوا بالبوادي و جمالها, منها عدنا الى الخرطوم فى يوم واحد, وكان انطباعهم عن السودان و كرم اهله لا يوصف, وكانت النتيجة ان قرر شون لين- عازف الروك الاستقرار فى السودان ليعمل كمدرس للموسيقى و قال" السودان اعجبنى وساعود لابقي هنا لاعمل فيه "

* اذاً هكذا استطاع "رماح" من خلال استغلال أمثل لتطور حركة الاتصالات والتكنولوجيا والانترنت ان يعرف الناس ببلده وثقافة شعبه وطيبة اهله..استطاع تماما ان يعيد تصحيح الصورة على الاقل المهتزة اجتماعيا بفعل آلة الحرب الاعلامية المستغلة بمهارة في عالم السياسة القذر معتمدا في ذلك على جهاز حاسوب شخصي محمول فقط و"سودانيته)! ،مقابل توافر معينات عمل ضخمة لاخرين يمتلكون قدرة تصحيح الصورة باستغلال الفضاء باسره لكن يعوزهم "انفتاح" رماح وسعة افق تفكيره نحو عوالم فسيحة ..ومدي بعيد.

الخرطوم محمد مختار محمد
السوداني

تعليق واحد

  1. ارجو ان احيي عبر هذه النافذة الاخ رماح الذي افلح ان يحيل بعض من فواجعنا الي غمامة تظللنا من لوافح الاستفتاء وظلم اولي القربي . فقد نجح بل افلح في كشف كنوز قيم وسماحة هذا الوطن واستطاع بمعرفته بحسن استخدام التكنولوجيا ان يقدمها الي اصدقائه في دول لاتعرف عن السودان الا الفقر والجوع والحروب والمسغبة
    فلك الشكر والتحية يارماح لانك حملت السودان الجميل علي حاسوبك وفتحت نافذة للعالم ليراه في ابهي الصور .
    وانه لمن الغريب الا اجد احد قد علق عن هذا الاطلالة المفرحة التي يجب ان توفي حقها من الثناء

  2. دى فرصة دعوة للاسلام اوعة تضيعها من خلال المعاملة ولئن يهدى بك الله رجلا خير لك من الكلام البتسوى فيه ده

  3. تقابلنا لاول مرة وجها لوجه فى ام درمان فى صينية بانت من خلال جهاز تحديد المواقع GPRS

    لعل كاتب المقال قصد خدمة الـ GPS و ليس الـ GPRS
    خدمة الـ GPRS تختلف تماماً و هي الخدمة المعنية بتوفير الإتصال بشبكة الإنترنت على الهواتف النقالة أما الـ GPS فهي خدمة تحديد المواقع و الإحداثيات الجغرافية

    GPRS (General Packet Radio Service) is NOT related to GPS (Global Positioning System), a similar acronym that is often used in mobile contexts. Allowing information to be transmitted more quickly, immediately and efficiently across the mobile network, GPRS may well be a relatively less costly mobile data service.
    GPRS can provide instant connections subject to radio coverage. No dial-up modem connection is necessary.

  4. أخونا رماح كتر خيرك عكست صورة طيبة عن السودانيين وأكرمتهم نيابة عن كل السودانيين الأصيلين أولاد البلد وربنا يكتر من أمثالك. أنا حصل لى نفس الموقف بداية 2001 مع جماعة ألمان لاقيتم فى محطة بتروناس للوقود العمارات وأكرمت وفادتهم ورافقتهم حتى مدينة القضارف مسقط رأسى وطبعا قبل كدة عزمتهم فى سوق الناقة قبلما يكون قندهار وإستضفتهم فى بيتى لمدة ثلاثة أيام وعزمتهم حفل زواج أحد أبناء عمومتى فى القضارف وإستمتعوا كثيرا ومازالو يتواصلون معى.
    أنا أيضا أحلم بالقيام بمثل رحلتهم ولكن تكون محصورة فى القارة الأفريقية بعد عمر طويل لو عم السلام ومازال فى العمر بقية.

  5. أخ أبو محمد كلامك جميل، لو إنو أخونا رماح إستغل فرصة وجود هؤلاء الخواجات بيننا و إستغل إندهاشهم في كرم و طيبة قلب المواطن السوداني و إعجابهم بروح المجتمع السوداني بأن هذه هي قيم الإسلام الحقيقية لكان هذا أفضل من ألف خطبة علي المنبر، و لعل رماح فعل هذا، و إن لم يفعل بصورة مباشرة لعله أوصل لهم أن هذه هي قيم الإسلام.
    و أنا شخصياً أعمل مع أجانب صينين و هنود، كل تصرف نتصرفه نحن السودانيون يظنون أن هذا من الإسلام و من قيم الإسلام.
    أما أخي محمود فكلامك صحيح يجب عدم التحييز للعرق أو اللون، أما التحييز للدين فلا بد منه. و إلى أي شي ننحاز إن لم ننحاز للدين؟؟؟
    صحيح ينبغي الإنحياز للدين وفق ما كان ينحاز النبي عليه و السلام و صحابته للدين، كانوا يدعون كل من يقابلهم للإسلام بالحكمة و الموعظة الحسنة كما أمر ربنا عزّ و جلّ و ليس بإسلوب تحريم العجلة الذي إستشهدت به.

  6. عافية منك يا محمود ردك تمام على ابو محمد . الدخل الدين في الموضوع دا شنو يا ابو محمد دا بس الناقص البلد انو الجماعة ديل يدخلو الاسلام

  7. اخى رماح و الله كتر خيرك دا الوجه الحسن للسودانيين فى كل مكان لكن هناك وجه قبيح للسودانيين ايضا داخل السودان و هو معسكرات النزوح فى داخل السودان و
    بالتحديد فى دارفور لو نظرنا للطيبة بتاعنا دى نجد المضاد له فى انفسنا و بشراسة لونظرنا لدارفور كنموزج نجد كل شئ قبيح استخدم ضد اهل دارفور من قتل وتشريد و اختصاب و نهب و نزوح جماعى كما نشاهده الان فى اطراف عواصم دارفور الفاشر و نيالا و الجنينة و الذى فعل هذا كله هم حكامنا ومن بنى جلدتنا الذين هم سودانيين ايضا كما نحن فى دارفور و الجنوب و الشرق و الشمال و الوسط

    السؤال لاخونا رماح جزاه الله خير لماذا لو زرتم معسكرات النزوح فى دارفور لتعكس لاصدقائك الوجه الاخر للسودانيين اطفال و شيوخ و نساء فى المعسكرات لا حول لهم ولا قوة — معليش اخى رماح بقدر ما نحن طيبين ايضا نحن كعبين جدا فيما بيننا معليش
    كان تذهب بهم الى هناك ليروا و يتاكدوا لماذا السودان مهتز اجتماعيا و اخلاقيا وسط دول العالم ايضا العالم استخدم ال GBS و الاقمار الصناعية لكشف ما يدور فى السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..