من يُنقذ المُنقذ؟!


تأمُلات
? للمرة الثانية على التوالي يلعب صهيب الثعلب دور المُنقذ ليضمن لفريقه الثلاث نقاط، رغم دخوله متأخراً من مقاعد الاحتياطي.
? في المرة الأولى قدم أمام الخرطوم الوطني بعد دخوله كبديل تمريرة عبر الجميع عن إعجابهم بها.
? لكن وكما توقعنا لم نراه أساسياً في المباريات التي تلت ذلك اللقاء.
? بل استبعده مبارك من الكثير من اللقاءات بما في ذلك مباراة المريخ التي كانت تحتاج لأصحاب العقول مثله.
? وبالأمس تكرر ذات المشهد، حيث دخل الثعلب كبديل ليهدي تمريرة الهدف أمام مريخ كوستي.
? ولو لا تمريرته لخرج الهلال متعادلاً.
? لكنني لا أتوقع أن نراه أساسياً في المباراة القادمة، بل أغلب الظن أنه سيعود للدكة.
? فحكاية الثعلب مع الدكة أو الاستبعاد من تشكيلة المباريات كلياً ليست جديدة.
? في العام الماضي استبعدوه من الكشف الأفريقي بحجة أن مدرب الهلال الأجنبي يرى أن لديه عدداً من اللاعبين الأفضل منه من ناحية البنية والقوة البدنية وكأننا نتحدث عن فريق من المصارعين لا لاعبي كرة قدم.
? وحين ضاقوا بالفتى الموهوب ذرعاً أعاروه لنادي سعودي مغمور وضعيف بحجج واهية وضعيفة كالعادة.
? ذكر البعض أن الثعلب يحتاج لمزيد من الاحتكاك، وقد كان رأينا أنه الأفضل في كشف الهلال وقتها.
? وإن احتاج الأفضل للإعارة من أجل المزيد من الاحتكاك فالأولى بالباقين ( الشارع عديل).
? هذا ما أفهمه شخصياً.
? كما نفهم أيضاً أن هذا العمر هو أبهى فترات التألق والعطاء الوافر.
? لكن واضح أن الناس في بلدي يفهمون الأمور بشكل مختلف، لذلك كلما أرادوا التخلص من لاعب يخرجون علينا بمبرر الاحتكاك الواهي.
? في فترات سابقة يبدو أن الكشف لم يسع النعيم وهيثم مصطفى سوياً، فخرجوا علينا بذات الفكرة وأبعدوا الفتى الموهوب.
? وقد ناشدت وقتها قائد الهلال هيثم عبر مقالات عديدة بأن يكون عوناً للنعيم حتى يساهم بنفسه في صناعة خليفته في الملاعب ليظل ذلك جميلاً يذكره له الأهلة حين يترجل، لكن هيهات أن يفكر لاعبونا بهذه الطريقة.
? وفي نهاية الأمر ضاعت موهبة النعيم بين إعارة هنا وإبعاد هناك.
? بعد ذلك ظهرت موهبة وليد علاء الدين التي استبشرنا بها خيراً أيضاً.
? وحين تعاقد الهلال مع المدرب باتريك وجد الموهوب الصغير فرصته وبدأ في تقديم كرة قدم تعجب.
? لكن للأسف شن البعض عليه وعلى مدربه حملات مستعرة.
? وبسبب نفوذ هؤلاء أُقيل باتريك ، وبعد مغادرته اختفى وليد ولم نعد نراه ضمن الـ 18 لاعباً.
? ومع أول مشاهدة للثعلب الحريف تأكدنا أننا أمام موهبة تستحق الوقوف عندها.
? واستمتعنا بعد ذلك ببعض اللمحات والفنيات العالية والفكر الكروي المختلف في الدقائق القليلة التي لعبها صهيب.
? لكن سريعاً ما عاداه البعض، لأي ذنب لا نفهم، ليُبعد أيضاً عن التشكيلة ولا تضمه قائمة الاحتياطي في الكثير من المباريات.
? ويبدو أن الأمر لا يتعلق بمدرب أو جهاز فني، لأن عدداً من المدربين تعاقبوا على الهلال وما يزال الثعلب صديقاً لدكة الاحتياطي بعد عودته من السعودية.
? حتى في زمن الكوكي – الذي بدأ عند عودته لبلدنا بالسؤال عنه- لم نره أساسياً.
? وبعد كل هذه الشواهد هناك من ينكرون التدخل في عمل الأجهزة الفنية بالهلال.
? أصحاب العقول لابد أن يطرحوا سؤالاً هاماً: أيعقل أن لا ينتبه جميع من دربوا الهلال في الفترة الماضية لموهبة الثعلب ليمنحونه المكانة التي يستحقها كلاعب أساسي؟!
? أي مدرب كرة قدم يُمنح صلاحيات الاختيار كاملة لابد أن يبدأ تشكيلته بالثعلب ثم يكمل عليه الـعشرة لاعبين الآخرين.
? ففي ملاعب الكرة السودانية اليوم لا أعتقد أن هناك من يفوق الثعلب موهبة.
? لكن لأنه بلد العجائب يجوز جداً أن يجلس صاحب الموهبة الكبيرة في الدكة أو يخرج من قائمة الـ18 فيما تتضمن القائمة لاعبون لا يستحق الواحد منهم أن يلامس شعار الهلال مجرد الملامسة دع عنك أن يرتديه وينزل به لأرضية الملعب.
? نتابع ما يحدث مع الثعلب وبعض زملائه الموهوبين الصغار، ورغماً عن ذلك هناك إصرار دائم على التعاقد مع مدرب أجنبي جديد.
? ونسألهم : لمن يا قوم ستستقدمون المدرب الأجنبي الجديد؟!
? فما لم يتحلى المجلس بالجدية اللازمة لإيقاف المتلاعبين عند حدودهم ويفسح المجال لأصحاب المواهب الحقيقية لكي يستفيدوا من أي مدرب قادم، سيصبح الأمر مجرد إهدار للمال، مثلما تكرر سابقاً.
? المضحك في أمر المدرب المحتمل أن ( المستشار الإعلامي) للهلال كتبت تقول ( باكيتا ده شنو كمان المالين بيهو المواقع)!
? أيعقل يا جماعة الخير أن تكتب حضرة المستشارة عن مدرب بهذه القامة مثل هذا الكلام؟!
? كيف لمستشار إعلامي في أكبر أندية البلد وأعظمها أن تحاول استصغار مدرب كبير حقيقة دون أن تعلم أن الرجل درب منتخبات شباب أفضل من يلعبون الكرة في هذا العالم ، بالإضافة لبعض الأندية والمنتخبات الكبيرة الأخرى!
? عندما تقرأ عبارة مثل ( باكيتا ده شنو كمان) تظن أن المتحدث أو الكاتب خبير في مجاله وأن المُتحدث عنه نكرة في المجال، في حين أن الوضع مقلوب تماماً.
? باكيتا مدرب كبير وعظيم ومن لا يعرف عليه أن يستعين بغوغل لدقائق معدودة قبل أن يصدم الناس بمثل هذه التصريحات المتفلتة.
? وحسب علمي أن باكيتا تعاقد مع نادي الشرطة العراقي.
? يعني الرجل صار خارج دائرة مرشحي الهلال ويحمد ربه أن انقذه من عبارة ( الكيس الفاضي) في بلد يقيم فيه الخبراء من لا يملكون ذرة من علم في مجالهم.
? وختاماً أود التأكيد على ضرورة أن ينقذ مجلس الهلال الثعلب وأمثاله قبل أن يتعاقد مع المدرب الأجنبي، حتى يجد الخبير القادم العقليات والمهارات التي تستحق أن يعمل معها.
[email][email protected][/email]



