فاقدو الذاكرة

فاقدو الذاكرة
فيصل محمد صالح
عجيب أمر الذاكرة البشرية، تصبح احيانا مثل ذاكرة بعض الحيوانات التي يقولون إنها لا تحفظ المعلومات إلا لثوان قليلة، لذلك من الممكن أن يعود الحيوان للاصطدام بالحائط المغلق عشرات المرات، لأنه لا يتذكر أنه سبق واصطدم به قبل ثوان. وهكذا بعض البشر، يصطدمون بالحائط مرة واثنتين وثلاث، وليسوا وحدهم من يفعلون ذلك، بل هناك مشجعين من الكتاب وقادة “الرأي” الذين يفترض فيهم الفهم والوعي والاستنارة والرؤية البعيدة، يقومون بتشجيعهم على فعل ذلك بافتراض أن ذاكرة كل الشعب مثل ذاكرتهم.
نسمع جعجعة الحرب ودعاوى استخدام القوة “لحسم الأمور في جنوب كردفان”، بل واستدعاء ذاكرة ساحات الفداء والدبابين، والتهديد بمختلف العبارات والالفاظ، من شاكلة “قادرين على حسم فلان وعشرة زيو”.، وهي عبارات عالقة في الذاكرة، سبق أن استمعنا لعشرات بل ومئات من أمثالها، لكنها مضت مثلما تمضي مياه البحر إلى المحيط، لا يأبه أحد لجزئية منها.
سمعنا هذا الكلام عن الجنوب، وبعضه قيل قبل أن نولد، وتوثق الصحف وأجهزة الإعلام والكتب أقوالا مشابهة لبعض السياسيين السودانيين، مدنيين وعسكريين الذين قالوا إن ما يحدث في الجنوب هو مجرد تمرد يحسمه العمل العسكري الصارم، بل وقرأنا عن تحديدات زمنية لفترة انهاء التمرد عسكريا، وفي الفترات القريبة نسبيا كان هذا واضحا في برنامج ساحات الفداء. ونتيجة لهذا الاتجاه استمرت الحرب الأهلية في بلادنا أكثر من خمسين عاما، مات وتضرر الملايين، وفقدت البلاد كثيرا من شبابها النضر، من الجانبين، راحوا ضحايا الحرب، تدمرت البنيات الاساسية وهجر الملايين أرضهم ومدنهم وقراهم، وصاروا لاجئين ونازحين. بعد كل هذا الثمن الباهظ لم يجد الناس بدا من الجلوس لمائدة التفاوض والوصول لحل سلمي، وحتى لو كان الثمن انفصال الجنوب، وكانت القيمة الأساسية التي راهن عليها الناس هي السلام والاستقرار.
وحين بدأت أزمة دارفور في وقت قريب، بدأ بعض أبناء البلد الحادبين جهودهم لتسوية الأزمة، وإيجاد حل سلمي لها في بداياتها، بل وتوصل أول فريق تفاوضي صعد لأعلى جبل مرة لحل بتكلفة سياسية ومالية محدودة، لكن كان هناك من نظر للأمر بصورة “أن هناك شوية أولاد صعاليك وسنحسمهم عسكريا”. وهكذا ابتدأت الدائرة الجهنمية التي ابتلعت في جوفها كل خيرات دارفور، بأبنائها ومواردها، ووضعت بلادنا في مواجهة المجتمع الدولي في أكثر من ساحة، وهي مواجهات لم تنته حتى الآن، ولا يعلم أحد مآلاتها.
وكان مدهشا أن مفاوضات السلام حول الجنوب تجري على قدم وساق لإنهاء المشكلة القديمة المعقدة، في نفس الوقت الذي يتم فيه التصعيد العسكري في دارفور، لغاية لا نعلمها حتى الآن، لتخلق وضعا جديدا اكثر تعقيدا.
والآن وقد بدأت المواجهات العسكرية المؤسفة في جنوب كردفان، يغذيها المتطرفون من الجانبين، هانحن نسمع من جديد مثل تلك الجعجعة التي ما أورثتنا إلا الفقر والتخلف والانقسام وتدمير حياة العباد والبلاد. لن يستطيع أحد حسم الأوضاع في جنوب كردفان وتحقيق انتصار عسكري حاسم، لن يصل هارون إلى كاودة ويغرز رايته فوقها، وإن فعل فستظهر كاودا جديدة، بحكم طبوغرافية المنطقة وتعقيداتها الإثنية والسياسية والعسكرية. ولن يستطيع الحلو أن يقوم “بتحرير” الولاية أو فرض سيطرته عليها ليقيم سودانه الجديد. كل ما يقدر عليه الطرفان هو إشعال مزيد من النار حتى يتدخل مجلس الأمن ويفرض علينا قوة دولية جديدة في المنطقة، وقد ينتهي الأمر بتقرير مصير وانفصال جديدين هناك.
الاخبار
طرح منطقي عقلاني …. ولكن لمن تدق الاجراس ؟ ومن الذي يفهم ؟ فعاقلو الشعب السوداني اصبحوا صامتون ويتفرجون ويتمنون زوال السودان من ما لاقوه وعانوه
القول ما قلت يا أستاذنا العزيز لكن من يقرأ و من يفكر و من يقنع الديك ؟؟؟ هؤلاء لهم عيون لا يبصرون بها و آذان لا يسمعون بها و قلوب صدئت بأكل السحت من مليار مرتب لفلان و 165 مليون حافز لعلان و 300 مليون مرتب لكضبان و قصور و جواري و فارهات و كروش لا تشبع من اللغف و أحواض سباحة في منزل (…رتي) و زوجاته الأربع و عمارات صابر و زوجاته الأربع و وزير المالية و عقوده العجيبة و زوجاته الثلاث … حين تضربنا الطائرات في الخرطوم و الصواريخ في مدني و يموت أبناؤنا و بناتنا سيقول لنا هؤلاء في التلفزيون : هي لله ، و في الليل يعدون ملياراتهم و يراجعوا استثماراتهم و يمسدون لحاهم و يتجشأون ثم يختارون الجارية (أقصد الزوجة) التي سيقضون ليلتهم معها ..
وقد ينتهي الأمر بتقرير مصير وانفصال جديدين هناك.
وهذا هو الغرض من قيام الانقاذ؟!!! كل سياسات الانقاذ منذ قيامها( سواء في العشرية الاولي بقيادة الترابي) او حينما جنحت الي العنصرية والقبلية ( في العشرية الثانية) تتجه نحو فركشة السودان وفقا لما هو مخطط له وما البشير الا اداة تنفيذ( مع الاسف ربما كان لا يدري اذ ان الامر اكبر من استيعابه) او ربما كان قد تم تجنيده عنما كان بالخليج الطلوب هو ان لا يستقر السودان ولكي يتم ذلك لا بد ان يتم ضربه باستغلال التنوع الذي يذخر به0 سواء دينيا او قبليا) ومع الاسف بلع اهل الانقاذ الطعم ( وذلك لضيق افقهم) فكل قيادات الانقاذ في العشرية الثانية تتفق في نظرتها الضيقة واعتمادها علي القبلية؟!!! لدرجة انك اذا ذهبت الي القصر( حيث ناع وصحبه) يخيل اليك بانك قد دخلت الي احد مجالس العمد والمشايخ) عمركم شفتوا ليكم دولة يتم ادارتها بالطلاقات( وحرم وطلق)
كان الله في عون السودان
أخ فيصل هنالك الكثير من الأمثال السودانية الخايبة.منها هذا المثل المدمر.كان غلب سدها وسع قدها!!!!!!!!!!!!!!!:mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:
جميعنا سمعنا الاية التى تحكى قصة فرعون مع قوم موسى
قال فرعون يصف قوم موسي (انهم لشرزمة قليلون وانهم لنا لغائظون)
وقوم فرعون دعوه بان يحشر فى المدائن من يجمع له السحرة
وهكذا دأب كل ظالم لا يري الا مايراه
يلجأ الى ما يظن انها قوة
وينسى تدبير الله القوى العظيم
دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة
تسلم يا استاذ