براغماتية المعارضين.. وميكيافلية الموالين

ليس من السهل افتراض أن كل شيء صحيح.. هكذا يقول الفلاسفة.. حتى الجرد الحسابي الدقيق الذي عرضه بالأمس صديقنا الاقتصادي والمسؤول الحكومي الدكتور عادل عبد العزيز عن تبريرات رفض الشعب التركي للانقلاب.. سيكون عادل نفسه هو أول من ينقلب عليه إن قررنا تطبيق معياره ذاك في الخرطوم.. خلص عادل إلى أن المواطن التركي قد أجرى حسابا سريعا مع نفسه فوجد أن المكاسب الاقتصادية التي حققها مع حزب العدالة والتنمية كانت كبيرة فقرر الخروج ضد الانقلاب.. وهذا يعني أن المواطن في الخرطوم الذي بلغ به الأمر هذا الأسبوع فقط حد شراء قطعتي خبز بجنيه.. يحق له أن يؤيد أي انقلاب عسكري يقع في الخرطوم.. وبصيغة أخرى من حقه ألا يخرج لحماية النظام القائم ضد أي تحرك لإسقاطه..!!
المعارضة السودانية التي هللت لبوادر الانقلاب حتى قبل تبين وجهته.. كان تبريرها الوحيد أن أوردوغان صديق (الجماعة) وأن تركيا تحتفظ بعلاقات ممتازة مع نظام ـ في نظرهم ـ قمعي وحشي دموي إقصائي.. إلى آخر ما في جعبة المعارضة من مصطلحات.. المعارضة التي تنام وتصحو على الديمقراطية.. المعارضة التي تقاتل ليل نهار لاسترداد الديمقراطية.. تنازلت عنها سريعا.. لا لأي شىء غير أن يخسر النظام الذي يعارضونه حليفا..!! أما الموالون من عموم الإسلاميين.. فكان مهيبا ومجلجلا تنديدهم بالتآمر على الشعوب.. بليلٍ.. ثم تنديدهم بأقوى الأصوات لأي انقلاب عسكري.. أو أي استخدام للقوة كما قال بعضهم.. لتغيير إرادة الشعب التركي.. نعم إرادة الشعب التركي هي الأهم.. ثم آخرون من دونهم.. كان انشغالهم بالحكومة الإسلامية.. لا النظام الديمقراطي..!! وإذا تعاملت بعض المعارضة مع أحداث تركيا ببراغماتية لم تحرص على إخفائها.. فإن الموالين تعاطوا مع الأمر.. في المقابل.. بميكيافيلية سافرة.. ومافيش حد أحسن من حد..! غير أن المفاجأة الكبرى.. قد كانت ذلك الغزل العام الذي أطلقه البعض على الشعب التركي.. المعلم.. والملهم.. الشعب حاضن الديمقراطية الذي هب للذود عنها.. بضراوة.. كما قالوا.. ومضى الترويج إلى آخر الشوط لتخيلات افتراضية ما كان لها أثر في الواقع.. وكما المواقف التي أوردناها سابقا انطلقت من تقديرات ذاتية لم تكن لها علاقة بالمبادىء.. فالترويج انبنى كذلك على تصورات متخيلة ومفترضة لخدمة أهداف خاصة أيضا.. فبعض المعارضة التي تغنت ببطولات الشعب التركي كان لسان حالها يقول.. ليتنا نفعل مثله . يمكننا أن نفعل مثله.. يمكنكم أن تفعلوا مثله.. أما الموالون الذين طبلوا للهبة المباركة فقد أرادوا القول بأن ذاك الشعب شعب مسلم.. ولا شك قد عادت أشواقهم إلى سنوات التمكين.. ومن بين هؤلاء وأولئك لم ينظر أي طرف بموضوعية لتقييم قوة الانقلابيين أصلا.. ومدى قدرتهم على إحداث التغيير المطلوب ابتداء.. وكما يقول العسكريون.. إن الانقلاب العسكري إذا نجح يصبح ثورة.. وإذا فشل يكون تمردا.. ولأن الإعداد لم يكن جيدا.. فحركة عسكر الأتراك لم تتخط حاجز التمرد.. وحسب..! أما التغني بديمقراطية الشعب التركي وكتبنا ومناهجنا ما زالت تعج بقصص التركية السابقة والباشبوزق.. والاضطهاد والاستعباد.. فهذه محض بدعة أخرى من بدعنا..! والله المستعان.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. التركية السابقة كانت زمااان ياحبوب…..نوم اهل الكهف وانت لسه مع الزمان الغابر فالشعوب اتغير والتركية السابقة استعمار ودا شعب يحكم نفسه اليوم

  2. ان استمر اوردخان باالانحراف عن تركيا اتاتورك . عليه انتظار دبابات الجيش التركي الحقيقية .
    الانقلاب مجرد رسالة للتنبيه عن اهتزاز تركيا الاتاتوركية .
    ردة فعل رجب اوردخان الاستباقية هي محاولة تطهير القوة العسكرية التركية من معتنقي
    الاتاتوركية الحافظة علي المبادئ الاتاتوركية .
    اذن الصراع التركي في بداياته وعلي الرقم من استعانة اوردخان بالقوة الليبرالية التركية
    والعالمية الا انه سوف يهدم غزله بمعاويله .

  3. أنت كذاب يا محمد لطيف…
    انت كذاب تافه
    المعارضة السودانية لم تهلل على الاطلاق للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا…وأتحداك أن تأتى بمقال أو عمود…أو جملة مكتوبة..أو منطوقة ثثبت بها صحة إدعاءاتك…أنت كذاب…ولا عجب!!!
    وقوف المعارضة السودانية…وكل شرفاء العالم ضد هذا الانقلاب…لا يعني تأييدنا (وتأييد الآخرين)لمجمل سياسات رجب طيب أردوقان ومواقف حزب العدالة والحرية التركي….ولكن هذا شأن تركي داخلى تحدده أركان وقوى وأحزاب ومنظمات سياسية تركيةارتضت صندوق الانتخابات وسيلة مرضى عنها مجتمعيا للوصول وللتبادل السلمي للسلطة…لذلك من وقف ضد هذا الانقلاب هو كافة المجتمع التركي ممثلا بقواه وطلائعه الحية …قدمت تضحياتها الجمة -صرف النظر عن طبيعة أردوقان ومنظمته الحزبية الحاكمة دستوريا-للمحافظة على المسار الديموقراطي كمنهج يكفل الاستقرار وترسيخ الممارسة وتعظيم التجربة.
    ..ما يجب ان تكتبه…وتغافلت عنه لأنك تكتب بمناهج الكذابين ومزوري التاريخ…أن نظام أنسبائك الذي التحقت به (فرط أشفار..وشفة)يناقض نفسه بنفسه…فكيف لنظام انقلابي …بل إنقلب وتآمر على سلطة هو جزء أصيل فيها…بل والقوة الثالثة في برلمانها في يونيو89…كيف له (أن يهلل لفشل انقلاب اسطنبول؟؟؟!!)…هذا ما يجب أن تشرحه لنا يا محمد لطيف…أيها الكذاب الأشر

  4. بقيت ما زي زمان
    وانت لمن تغني للمهدية والميرغنية برضو نسيت انو عمايلهم فى اهلنا السودان
    والذاكرة ايضا تعج بالجوارى وكتلة المتمة

  5. أ. محمد لطيف لك التحية
    أن يؤيد شخص ما الديمقراطية التركية ويفرح لهزيمة الانقلاب ويتغزل في إنجازات أردوغان فهذا شيء طبيعي ، كما أن دفاع شخص ما عن نظام الإنقاذ برغم كل مساوئه فهو شيء نقبله لأنه اختياره .
    أن يقوم شخص ما بتأييد ديمقراطية تركيا والفرح لانتصار أردوغان وتمجيد إنجازاته ، وفي نفس الوقت يتولى ذات الشخص تأييد نظام الإنقاذ والدفاع عنه ، فهذا ما يدعوا للدهشة والذهول .
    كيزان السودان مصابون بمرض انفصام الشخصية .

  6. يا لطيف منك يالطيف, سيبك من تركيا ممكن تحدثنا عن إنقلاب جماعتك الذي مضي عليه 27 عاما وممكن تكشف لنا كيف اسست مركز طيبة برس المشبوه , وممكن تحدثناعن تمويل صحيفة الأخبار سيئة الذكر , اخيرا ممكن تحدثنا عن البيت الفخيم الذي تسكن فيه الآن, ثم ممكن تدينا تصريح واحد للمعارضة تؤيد فيه إنقلاب تركيا , تراه بعيدا يالطيف ونراه قر يبا يوم يفر المرء من شارع البلدية

  7. التركية السابقة كانت زمااان ياحبوب…..نوم اهل الكهف وانت لسه مع الزمان الغابر فالشعوب اتغير والتركية السابقة استعمار ودا شعب يحكم نفسه اليوم

  8. ان استمر اوردخان باالانحراف عن تركيا اتاتورك . عليه انتظار دبابات الجيش التركي الحقيقية .
    الانقلاب مجرد رسالة للتنبيه عن اهتزاز تركيا الاتاتوركية .
    ردة فعل رجب اوردخان الاستباقية هي محاولة تطهير القوة العسكرية التركية من معتنقي
    الاتاتوركية الحافظة علي المبادئ الاتاتوركية .
    اذن الصراع التركي في بداياته وعلي الرقم من استعانة اوردخان بالقوة الليبرالية التركية
    والعالمية الا انه سوف يهدم غزله بمعاويله .

  9. أنت كذاب يا محمد لطيف…
    انت كذاب تافه
    المعارضة السودانية لم تهلل على الاطلاق للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا…وأتحداك أن تأتى بمقال أو عمود…أو جملة مكتوبة..أو منطوقة ثثبت بها صحة إدعاءاتك…أنت كذاب…ولا عجب!!!
    وقوف المعارضة السودانية…وكل شرفاء العالم ضد هذا الانقلاب…لا يعني تأييدنا (وتأييد الآخرين)لمجمل سياسات رجب طيب أردوقان ومواقف حزب العدالة والحرية التركي….ولكن هذا شأن تركي داخلى تحدده أركان وقوى وأحزاب ومنظمات سياسية تركيةارتضت صندوق الانتخابات وسيلة مرضى عنها مجتمعيا للوصول وللتبادل السلمي للسلطة…لذلك من وقف ضد هذا الانقلاب هو كافة المجتمع التركي ممثلا بقواه وطلائعه الحية …قدمت تضحياتها الجمة -صرف النظر عن طبيعة أردوقان ومنظمته الحزبية الحاكمة دستوريا-للمحافظة على المسار الديموقراطي كمنهج يكفل الاستقرار وترسيخ الممارسة وتعظيم التجربة.
    ..ما يجب ان تكتبه…وتغافلت عنه لأنك تكتب بمناهج الكذابين ومزوري التاريخ…أن نظام أنسبائك الذي التحقت به (فرط أشفار..وشفة)يناقض نفسه بنفسه…فكيف لنظام انقلابي …بل إنقلب وتآمر على سلطة هو جزء أصيل فيها…بل والقوة الثالثة في برلمانها في يونيو89…كيف له (أن يهلل لفشل انقلاب اسطنبول؟؟؟!!)…هذا ما يجب أن تشرحه لنا يا محمد لطيف…أيها الكذاب الأشر

  10. بقيت ما زي زمان
    وانت لمن تغني للمهدية والميرغنية برضو نسيت انو عمايلهم فى اهلنا السودان
    والذاكرة ايضا تعج بالجوارى وكتلة المتمة

  11. أ. محمد لطيف لك التحية
    أن يؤيد شخص ما الديمقراطية التركية ويفرح لهزيمة الانقلاب ويتغزل في إنجازات أردوغان فهذا شيء طبيعي ، كما أن دفاع شخص ما عن نظام الإنقاذ برغم كل مساوئه فهو شيء نقبله لأنه اختياره .
    أن يقوم شخص ما بتأييد ديمقراطية تركيا والفرح لانتصار أردوغان وتمجيد إنجازاته ، وفي نفس الوقت يتولى ذات الشخص تأييد نظام الإنقاذ والدفاع عنه ، فهذا ما يدعوا للدهشة والذهول .
    كيزان السودان مصابون بمرض انفصام الشخصية .

  12. يا لطيف منك يالطيف, سيبك من تركيا ممكن تحدثنا عن إنقلاب جماعتك الذي مضي عليه 27 عاما وممكن تكشف لنا كيف اسست مركز طيبة برس المشبوه , وممكن تحدثناعن تمويل صحيفة الأخبار سيئة الذكر , اخيرا ممكن تحدثنا عن البيت الفخيم الذي تسكن فيه الآن, ثم ممكن تدينا تصريح واحد للمعارضة تؤيد فيه إنقلاب تركيا , تراه بعيدا يالطيف ونراه قر يبا يوم يفر المرء من شارع البلدية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..