موسم الأمطار قد بدأ هل فاجأكم ؟

مع بداية فصل أي خريف تتكرر أزمــة تصريف مياه الأمطار ؟ وكيفية تجنب كوارث السيول ؟ أزمــة لم تجد الإدارات التي من أسمها متخصصة في مثل هذه الأمور : التخطيط !! الشئون الهندسية !! الدفاع المدني !! البلديات !! منظومة متكاملة ؟! حتي رئاسة الجمهوية لم تجد لها حلول آنية (حق المطره بالمطره) ناهيك عن حل جذري ؟! وكل عام يذهب ضحاياها مئات المواطنين، وتلحق بهم أضراراً بالغة في الممتلكات وحتي المصالح العامة والخاصة لم تسلم من الضرر، وأمطار الأمس اللهم أجعلها أمطار خير وبركة، جميع الناس مبسطوين بالجو الجميل والنسيم العليل في هذا الشهر المبارك، ولكن سراعان كررت مشكلة التصريف بالكربون في أول إختبار ! مطار الخرطوم واجهة البلد يسبح في بركة من المياه ؟! ونفق عفراء فخر شارع أفريقيا يحتاج إلي تنفس صناعي ؟! وبعد أيام ستظهر المشاكل المترتبة والراتبة المياه الراكضة والناموس وهلم جرا.
كما هو معتاد يتسابق المسئولين من كل حدب وصوب والي الخرطوم مع وزارة التخطيط والدفاع المدني وزارة الصحة و رئاسة الجمهوية في الإهتمام بأمر المواطن ؟! للحد من هذه الكارثة ودرء المخاطر ! وبعد ذلك نسمع في الأخبار قطر أتبرعت بطائرتين واحدة خيام والثانية أدوية ؟! والخارجية تشيد بأواصر الأخوة بين البلدين والتعاون المستمر …الخ ولاننسي أيضاً نصيب السودانيون من هذا السباق ؟! في الداخل تجد حملات النفير من الأهالي لمساعدة بعضهم البعض لتخفيف معاناة المتضررين بقدر ما يستطعون، ونجد السودانيون بالخارج في حالة من الإستنفار القصوي ، خاصة في مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة ومنها المواقع المصنفة معارضة للحكومة سودانيز أون لاين والراكوبة وسودانيات وغيرها، تجد عشرات الموضوعات المطروحة للدعم والمساندة لهذه الكارثة الراتبة سنوياً ؟
وهذا أمر يفتخر به اي سوداني أصيل ! تعاون السودانيون فيما بينهم وتكافلهم وتراحهم، ولايوجد هذا كثيراً في بلدان العالم لسببين الأول أن معظم شعوب العالم ليس لديهم الإيثار وهذا الإرث السوداني من التقاليد في مساعدة الآخرين خاصة النكوبين، والأمر الثاني هو أن حكومات تلك البلدان لم تجعلهم في حاجة إلي ذلك ! الصرف الصحي فيها مئة المائة، وإن لم يكن غير ذلك فهو ليس مشكلة كالتي في بلادنا، صحيح نسمع هنا وهناك سيول وأمطار غزيرة ، ولكن هذه فعلاً كوارث طبيعة فوق العادة وليست سنوية، وتتحمل الدول كل تبعات هذه الكوارث في الوقوف بجانب المواطنين بحق وحقيقة، وتفي بالتعويضات اللازمــة لاي إضرار وخسائرة . و ما لم نسمع به هو أن تحمل حكومات تلك الأهالي المسؤولية ؟! إن منازلهم في مجاري السيول أو من الجالوص وغير مطابقة للمواصفات؟! كما صرح بذلك بعض المسئؤلين في كارثة العام الماضي .
وأيضاً لم نسمع بأن في الأرجنتين حملات نفير من الشعب لدعم المتضررين هناك ، وأرجنتيز أون لاين أون لاين تعنون صفحتها الأولي بحملات النفرة ؟! أو في موزنبيق حملة نفير، وصحيفة الراكوبة فيها تدعم أهالي العاصمة مابوتو؟! إن هذه المشكلة معروفة للجميع وهي بلا أدني شك مسؤولية الحكومة ؟! الحكومة التي لم تفي بأبسط حاجة للمواطن في تعليم، صحة أو تخفيف أعباء المعيشة، تحاول أن تتنصل أيضاً من مسؤولياتها في حماية المواطنين من خطر السيول والأمطار ، جيش من الوزارات الإتحادية ومثله في الولايات وقائمة يصعب حصرها من المعتمديات وحدث من غير أرقام عن البلديات، جيش عرمرم من المسئؤلين هم في الحقيقة غير مسئؤلين ؟! هولاء عصابة من المحتالين !! يتقاضون رواتبهم الشهرية وحوافزهم الدورية ونثرياتهم المفتوحة من موال الناس التعابة والغلابة ، نقول لهم حسب التقويم الميلادي موسم الأمطار قد بدأ ونرجو أن لا يكون فاجأكم ؟!
[email][email protected][/email]
ليس هناك من يفكر في أمر البلد من رموز النظام بل كل همهم لهط المال العام والسمسرة والإستيلاء على الأراضى وكل من تجرأ لكشف ذلك فعقابه الضرب والسجن وممنوع من النشر،، الفساد في السودان يبدأ من بيت البشير ورهطه من لصوص ولصات الإنقاذ وهم رأس الحية،، إن أمر تصريف فيضانات الخرطوم كل عام يحتاج إلى إستراتيجية وهذا معدوم ولقد كانت فيضانات العام الماضى كافية للتنبيه ولكنها فاتت بالرغم من طواف البشير وأركان حزبه على طائرة هليكوبتر لمشاهدة المعاناة والمأساة التى ضربت الشعب ليس في العاصمة وحدها بل في أرجاء القطر كله وما كان سيفعل ذلك لولا حرمانه من المرور فوق الأراضى السعودية في طريقه سرا إلى إيران،، ويمكننى تقديم مبادرة مختصرة في نقاط لوضع إستراتيجية لحل هذه المشكلة السنوية المتكررة أوجزها في نقاط:
1/ تكليف كليات هندسة المساحة بجامعتى الخرطوم والسودان لرسم خريطة كنتورية للعاصمة المثلثة وضواحيهاتبين الانحدارات وميلان الأراضى لتصريف المياه.
2/ تقسيم العاصمة لقطاعات صغيرة ترتبط بمجارى صغيرة وكبيرة لتصريف المياه المتراكمة نحو الأنهر الثلات.
3/ تكوين فرق مجهزة بالآليات لرصد بقع تراكم المياه في أى منطقة وحفر المجارى اللازمة لربطها بمجارى التصريف الفرعية والرئيسية.
4/بناء المجارى الرئيسة وقفلها لتكون أنفاق دائمة لتصريف المياه أما المجارى الصغيرة بعرض وعمق نصف متر مثلا فيمكن أن تكون مفتوحة مع بناء كبارى للسير والمرور فوقها.
5/ ميزانية المؤتمر الوطنى لعام واحد وهى أصلا من الخزينة العامة ستكفى لتطبيق هذه الاستراتيجية في كل أنحاء العاصمة وضواحيها.
6/ ضرورة حجز الوديان والخيران الكبيرة خارج العاصمة من الوصول للنيل وتحويلها لبحيرات صناعية لتربية الماشية وزراعة العلف وتغذية المياه الجوفية.
7/ الحل الجذرى يتمثل قى بناء مجارى صرف حديثة لتصريف المياه وفضلات دورات المياه وإنشاء مراكز لمعالجتها بطريقة صحية مع الإستفادة من المياه الناتجة لرى أشجار الشوارع والطرق السريعة مثلما هو مشاهد في السعودية ودول الخليج,
لكن من يفكر والكل يهرول نحو اللغف واللهط وهى لله.