رموز وطنية (2)

ولد عام 1910م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض من أبناء قبيلة الحسانية.. عاش في كنف خاله محمد عبد الحليم، وقد كان جده لأمه عبد الحليم مساعد الساعد الأيمن لقائد المهدية عبد الرحمن النجومي.. تلقى تعليمه الأولي في الخلوة فالكتاب بالدويم ثم إلى مدرسة أم درمان الوسطى.. تخرج في كلية الهندسة بكلية غردون التذكارية عام 1929م، وعمل بمصلحة الأشغال مهندسًا اهتم بالدراسات الإنسانية والتحق بكلية القانون، ونال الإجازة في الحقوق عام 1938م، عمل في مجال القضاء حتى استقال عام 1946م، ليعمل بالمحاماة.
انتخب عضواً بالجمعية التشريعية عام 1947 واستقال منها عام 1948م. سطع نجمه السياسي كأحد القيادات في حزب الأمة وناضل من أجل استقلال السودان تحت شعار السودان للسودانيين، تدرج في المناصب القيادية في الحزب والدولة، تولى منصب وزارة الخارجية عام 1957م وفي حكومة ثورة أكتوبر 1964م تولى منصب وزارة الخارجية في عام، خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي عامي 1956 والنكسة 1967م وألقى خطبة عصماء باسم الدول العربية وفي فترة الديمقراطية الثانية تولى منصب رئيس الوزراء عام 1967م، وتولى المنصب مرة أخرى عام 1968م إلى جانب مهام وزير الخارجية. وعقدت في فترته القمة العربية صاحبة اللاءات الثلاثة واستطاع بحنكته وخبرته التوسط بين الملك فيصل وجمال عبد الناصر وإزالة الخلافات بينهما.. زاوج ما بين السياسة والقانون والفكر والأدب وكان شاعرًا لا يشق له غبار.. كان زعيم المعارضة داخل البرلمان، ويوم إعلان الاستقلال في الأول من يناير 1956م قال جملته المشهورة وهي لا معارضة اليوم.
يقول في كتابه الديمقراطية في الميزان: برزت خلافاتي مع الصادق المهدي في الأشهر الأولى لعام 1966م، فذات مساء جاء بعض أفراد عائلة المهدي إلى منزلي طالبين مني الاستقالة من منصب رئيس الوزراء حتى يصبح الصادق المهدي الذي بلغ ثلاثين عاماً حينها رئيساً للوزراء.. وكان جوابي هو أن هذا الطلب غريب..! فالصادق لا يزال فتياً، والمستقبل أمامه.. وفي وسعه أن ينتظر، وليس من مصلحته أو مصلحة الحزب والوطن أن يصبح رئيسًا للوزراء الآن..!! بيد أنهم أصروا فتصلبت وساندني الحزب، ثم طلبت مقابلة السيد الصادق من أجل إصلاح الضرر، واجتمعنا وأبلغته أنني مستعد للاستقالة ومنحه الفرصة ليصبح رئيساً للحكومة لو لم يكن السودان في خطر.. وذكرّته بأنه سيتعامل مع السياسي الحاذق رئيس مجلس السيادة الزعيم إسماعيل الأزهري الذي يستطيع أن يلوي ذراع أي شخص.. وليت الصادق رد عليَّ قائلا: إنني مخطئ.. بل قال: «إنني أعرف ذلك ولكنني اتخذت موقفاً ولن أتزحزح عنه»..! وكان تعليقي هو «إنني مقتنع الآن أكثر من أي وقت مضى بأنك لا تصلح لرئاسة الوزارة..
ألا رحم الله محمد أحمد المحجوب
الصيحة
عندما اسقطت حكومته وانتخب الصادق رئيسا للوزراء .القى فى تلك الجلسة خطبة عصماء وارتجل الابيات التالية ( انا ياشعب ماطويت على اللؤم جراحى ولا جرحت إعتقادى …. وكفى المرء فخرا ان يعادى فى ميادين مجده ويعادى) رحم الله المحجوب رجل الدولة المحترم.
عندما اسقطت حكومته وانتخب الصادق رئيسا للوزراء .القى فى تلك الجلسة خطبة عصماء وارتجل الابيات التالية ( انا ياشعب ماطويت على اللؤم جراحى ولا جرحت إعتقادى …. وكفى المرء فخرا ان يعادى فى ميادين مجده ويعادى) رحم الله المحجوب رجل الدولة المحترم.