أخبار السودان

جريمة إعتقال الدكتور مضوى !!

زهير السراج

* أتفق مع الزميلة (فاطمة غزالى) بصحيفة (التيار) وكل الذين طالبوا باطلاق سراح الدكتور (مضوي إبراهيم آدم) الأستاذ الجامعي المعتقل منذ ديسمبر الماضى، بدون توجيه أية تهمة له أو حتى التحقيق معه، وإذا كان هنالك ما يستوجب اعتقاله ومصادرة حريته، فلا بد من إخطاره بالتهمة أو التهم التى اعتقل بسببها ـ وكان يجب أن يحدث ذلك قبل اعتقاله ــ وتقديمه للعدالة لتحكم له أو عليه، ولكن اعتقاله هكذا بدون أية تهمة فهو مخالفة صريحة لحقوقه، وللدستور والقانون والمواثيق الدولية !!

* وليست هذه هى المرة الأولى التى يعتقل فيها الدكتور مضوى بدون أية تهمة، إلا إذا كان ما يقوم به من الدفاع عن حقوق الانسان السودانى هو جريمة فى نظر السلطات، وفى هذه الحالة يجب أن تفصح الجهة التى اعتقلته عن القانون الذى يُجرِّم المدافعين عن حقوق الانسان فى السودان ويضعهم فى المعتقلات، إلا إذا كان سرا عسكريا لا يجوز إفشاءه أو الكشف عنه، وليس هنالك قانون بهذه الصفة حتى فى أسوأ الدول انتهاكا لحقوق الانسان، إلا إذا كانت تحكمها الأشباح !!

* أذكر أننى كنت معتقلا فى نيابة الجرائم الموجهة للدولة قبل حوالى إثنى عشر عاما بسبب ممارستى للكتابة الصحفية بدون توجيه تهمة لى، وإلتقيت فى المعتقل عرضا بالدكتور (مضوى) الذى أخبرنى أنه ظل معتقلا شهورا طويلة بدون توجيه تهمة له أو اطلاق سراحه، ثم تكررت مرات اعتقاله واطلاق سراحه بنفس الطريقة، ولم يحدث أن وجهت له أية تهمة، أو قدم لمحكمة وجدت أنه مذنب أو ارتكب جناية أو حتى جنحة يستحق عليها العقاب، إلا إذا كان الدفاع عن حق الناس فى الحياة الكريمة هو مخالفة فى مفهوم نظام الانقاذ ــ كما ذكرت الزميلة فاطمة ــ وهو بالفعل كذلك مع الاعتقالات والانتهاكات الكثيرة التى تعرض لها كثيرون فى السودان، بسبب المطالبة باحترام حقوقهم أو دفاعهم عن حقوق الآخرين !!

* دكتور (مضوى) هو أحد أكثر الذين دافعوا عن حقوق الانسان السودانى، وناله ما ناله من أذى مستمر طيلة 27 عاما بسبب ذلك، ولكنه لم يتقاعس أو يتنازل عن مبادئه، وظل مدافعا شرسا عن حقوق الانسان، وهو ما يستحق عليه الاحترام والتوقير من الدولة السودانية ، وليس الأذى والاعتقال ومصادرة الحرية والآلام التى لحقت بأسرته، ومما يفخر به المرء أن الدكتور نال من التقدير الدولى الكثير، ومن ذلك فوزه بجائزة ( فرونت لاين ديفندرز) فى عام 2005 ، وهى جائزة دولية مرموقة تمنح لأميز المدافعين عن حقوق الانسان فى العالم، فضلا عن الاحترام والتقدير الكبير الذى يجده من شعبه وطلابه بكلية الهندسة جامعة الخرطوم، وكل الذين ظل يدافع عنهم بلا كلل او ملل او خشية من أحد، والمنظمات الدولية التى تعرف تاريخه الناصع فى الدفاع عن حقوق المواطن السودانى !!

* يعانى الدكتور مضوى ــ كما ذكرت فاطمة فى مقالها الجرئ ــ من أمراض مزمنة، فضلا عن كبر السن، ولقد أضرب عن الطعام فى معتقله عدة مرات احتجاجا على اعتقاله التعسفى، وهنالك مخاوف كبيرة بشأن صحته وسلامته، وهو ما يستدعى وقوف الجميع معه، وإدانة ما يحدث له، ومطالبة السلطات باطلاق سراحه فورا، أو تقديمه للعدالة، أما تركه هكذا يعانى المرض ومصادرة الحرية ومكابدة ظروف الاعتقال الصعبة، والحالة النفسية السيئة التى تعانى منها أسرته، فهو جريمة كبرى، وانتهاك صريح لحقه فى الحرية والحياة الكريمة، الأمر الذى لا يرضاه دين، أو قانون، او أخلاق !!

* أطلقوا سراح الدكتور مضوى وكل المعتقلين السياسيين، وهى مطالبة لن نكف عن الافصاح بها، ما دام فينا عرق ينبض بالحياة.. وأضم صوتى لأسرته بتحميل السلطات مغبة هذا الانتهاك الجسيم لحقوقه، وحقوق كل المعتقلين الذين يقبعون فى معتقلات النظام، بدون ذنب أو سبب سوى مطالبتهم بالحياة الكريمة لشعبهم والدفاع عن حقوقه!!

الجريدة الالكترونية
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بدرية الترزية وبتوع الامن ليس همهم حقوق الانسان السوداني ودولة القانون والعقوبات المسلطة علي السودان ولكن يهمهم نيل نجمة الانجاز في البطش باهل السودان …اللهم فك اسره وارجعه لاهله سليما معافا ….نحن في امتحان لمدة 6اشهر لرفع العقوبات او ارجاعها وعين العالم متجهة نحو بلدنا !!!!….
    تاكي موتاكة…..
    انها ليست كلمة بالياباني…..
    ولكن سوداني قاصد ما تقفل الباب للاخر

  2. ان اعتقال هذا الدكتور واعتقال الكثيرين من الذين يقولون لا لنظام الانقاذ يكشف الانتهاكات الجسيمة التى يقوم بها هذا النظام طوال فترة حكمه ويكشف الدرك السحيق الذى وصل اليه من حرمانه للمواطنين من ابسط حقوقهمو المتمثلة فى الحرية. ان هذا النظام فقد ابسط مقومات البقاء واصبح عالة على هذا الشعب الابى. ان الدولة البوليسية ليست هى الحل ان الحل يكمن فى بسط قيم العدالة والمساواة والفضيلة .

  3. عدم توجيه الإتهام من جانب جهاز أمن النظام للدكتور مضوي يدل على تفاهة “الجريمة” التي ارتكبها والتي قد تكون مجرد السخرية من الرئيس الذي أصبح أضحوكة في العالم والتي ستدل بوضوح أن جهاز الأمن يعتقل من لا ينتمي إلى النظام الفاسد بأتفه التهم. سيتوسع جهاز الامن في صلاحياته حتى يأتي اليوم الذي يقوم فيه محمد عطا، كما فعل زين العابدين بن علي بالحبيب بورقيبة، باعتقال البشير نفسه بحجة أن البشير قد أصابه الخرف ولم يعد قادراً على تسيير شئون الدولة وسيجد محمد عطا المجرم من الحيثيات – ومن الآن – ما يكفي لإثبات كلامه!

  4. عدم توجيه الإتهام من جانب جهاز أمن النظام للدكتور مضوي يدل على تفاهة “الجريمة” التي ارتكبها والتي قد تكون مجرد السخرية من الرئيس الذي أصبح أضحوكة في العالم والتي ستدل بوضوح أن جهاز الأمن يعتقل من لا ينتمي إلى النظام الفاسد بأتفه التهم. سيتوسع جهاز الامن في صلاحياته حتى يأتي اليوم الذي يقوم فيه محمد عطا، كما فعل زين العابدين بن علي بالحبيب بورقيبة، باعتقال البشير نفسه بحجة أن البشير قد أصابه الخرف ولم يعد قادراً على تسيير شئون الدولة وسيجد محمد عطا المجرم من الحيثيات – ومن الآن – ما يكفي لإثبات كلامه!

  5. بدرية الترزية وبتوع الامن ليس همهم حقوق الانسان السوداني ودولة القانون والعقوبات المسلطة علي السودان ولكن يهمهم نيل نجمة الانجاز في البطش باهل السودان …اللهم فك اسره وارجعه لاهله سليما معافا ….نحن في امتحان لمدة 6اشهر لرفع العقوبات او ارجاعها وعين العالم متجهة نحو بلدنا !!!!….
    تاكي موتاكة…..
    انها ليست كلمة بالياباني…..
    ولكن سوداني قاصد ما تقفل الباب للاخر

  6. ان اعتقال هذا الدكتور واعتقال الكثيرين من الذين يقولون لا لنظام الانقاذ يكشف الانتهاكات الجسيمة التى يقوم بها هذا النظام طوال فترة حكمه ويكشف الدرك السحيق الذى وصل اليه من حرمانه للمواطنين من ابسط حقوقهمو المتمثلة فى الحرية. ان هذا النظام فقد ابسط مقومات البقاء واصبح عالة على هذا الشعب الابى. ان الدولة البوليسية ليست هى الحل ان الحل يكمن فى بسط قيم العدالة والمساواة والفضيلة .

  7. عدم توجيه الإتهام من جانب جهاز أمن النظام للدكتور مضوي يدل على تفاهة “الجريمة” التي ارتكبها والتي قد تكون مجرد السخرية من الرئيس الذي أصبح أضحوكة في العالم والتي ستدل بوضوح أن جهاز الأمن يعتقل من لا ينتمي إلى النظام الفاسد بأتفه التهم. سيتوسع جهاز الامن في صلاحياته حتى يأتي اليوم الذي يقوم فيه محمد عطا، كما فعل زين العابدين بن علي بالحبيب بورقيبة، باعتقال البشير نفسه بحجة أن البشير قد أصابه الخرف ولم يعد قادراً على تسيير شئون الدولة وسيجد محمد عطا المجرم من الحيثيات – ومن الآن – ما يكفي لإثبات كلامه!

  8. عدم توجيه الإتهام من جانب جهاز أمن النظام للدكتور مضوي يدل على تفاهة “الجريمة” التي ارتكبها والتي قد تكون مجرد السخرية من الرئيس الذي أصبح أضحوكة في العالم والتي ستدل بوضوح أن جهاز الأمن يعتقل من لا ينتمي إلى النظام الفاسد بأتفه التهم. سيتوسع جهاز الامن في صلاحياته حتى يأتي اليوم الذي يقوم فيه محمد عطا، كما فعل زين العابدين بن علي بالحبيب بورقيبة، باعتقال البشير نفسه بحجة أن البشير قد أصابه الخرف ولم يعد قادراً على تسيير شئون الدولة وسيجد محمد عطا المجرم من الحيثيات – ومن الآن – ما يكفي لإثبات كلامه!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..