
شهد الأسبوع المنصرم حوادث متلاحقة تتراوح ما بين انفلات أمني إلى فتنة قبلية تنتهي بحصد الأرواح وبلا سبب. انفجر شرق السودان ناراً بين المكونات السكانية في مدينة بورتسودان، حصد ذاك الانفجار أرواحاً، ثم هدأ الوضع لكن الأزمة لم تحل.
إنتقل ذات السيناريو إلى مدينة الجنينة بغرب دارفور، دون أي سبب وقع اقتتال بين المكونات السكانية، تطور الأمر إلى إشعال الحرائق وحصد أرواح العشرات وفرار المئات، وإن سألت عن سبب لكل هذا لن تجد.
أمس تجددت المواجهات بين المكونات السكانية في مدينة بورتسودان، أي تجدد ذات السيناريو، غداً يتجدد في مكان آخر.
في ذات الأسبوع، إعتدت مجموعة من عصابات النيقرز على الطاقم الطبي بمستشفى أم بدة، المجموعة المسلحة بالأسلحة البيضاء إقتحمت المستشفى مروراً بأمن المستشفى ومارست الترويع وسط الطاقم الطبي، ووفقاً لبيان أصدره أطباء المستشفى حينما سألوا أفراد الشرطة المسؤولة من تأمين المستشفى ردوا عليهم بما معناه ” دي المدنية العايزنها”.
حادثة مستشفى أم بدة يُمكن أن تفكك طلاسم هذه الانفجارات المفاجئة في بورتسودان أو في الجنينة، أو حتى التفلتات التي تحدث داخل الخرطوم بين الفينة والأخرى.
علاقة عصابات النقرز بالأجهزة الأمنية معلومة للجميع، وكان لها دور بارز في احتجاجات سبتمبر 2013 والكل يشهد، بل نجحت أجهزة البشير الأمنية وقتها في إخماض شرارة الثورة وكان أحد أبرز الأسباب هو الدور الذي أدته هذه العصابات بحرق الطلمبات والاعتداء على السيارات والمارة حتى تصل رسالة محددة إلى الشارع ” أنا أو الفوضى”.
وهي الفزاعة التي ظل المخلوع وأجهزته يرددها دائماً، أن أية محاولة لتغيير الوضع القائم ستكون الفوضى.
ثورة ديسمبر التي خلعت الحكم من البشير مرت بمطبات عديدة، وفي كل مرة يدبر فيها جهاز الأمن خطة لإجهاضها ترتد عليه وتخصم منه، كل المحاولات لجأ إليها جهاز الأمن لدرجة استخدام سلاح التحرش ضد المتظاهرات في مواكب فبراير، وارتد عليهم وبالاً حتى أكمل الأمن حيله المتواضعة وواجه الأمر الواقع.
الآن سقط البشير لكن الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها نظامه لا تزال تعمل بطاقتها الكاملة، ما حدث في مستشفى أم بدة هو حلقة من حلقات تختلف أشكالها لكن هدفها واحد؛ أن يزهد الشعب في الثورة ثم يكرهها ثم يلعنها.
بالتأكيد هؤلاء لم يعرفوا كيف قامت هذه الثورة ولماذا ومن هم جنودها المدافعون عنها بلا أجر..مع ذلك المطلوب التعامل بحسم وصرامة من قبل رئيس الوزراء،الأجهزة الأمنية التي ورثتها الثورة من نظام البشير أكبر عائق في عملية الانتقال، لابد من تغيير فيها وبشكل عاجل.
شمائل النور
التيار
شمو ..
لابد من تغيير عقلية منهجية الجهاز ليتواكب مع الثورة
حاليا 140 الف خيرهم بانضمامهم للجيش او اخذ حقوقهم
لا بد من حماية الثورة ابتداء بالصحفيييين وكشف المؤامرات
قبل وقوعها ونحن لهم بالمرصاد ..
قلمك اليومين بارد وغير متفاعل معانا ..