ساس يسوس وما بينهما !

حسن عباس النور
دار حوار بيني وبين احد الاخوان محوره ساس يسوس وهو حوار في رأي يشغل كل العالم خصوصا في ظروف المشاكل العالمية والمحلية . فلا مجال من تجاهله ونحن في السودان تحديدا تجاهل السياسة ترف ورفاهية وانسحاب من مجال هام يؤثر علي كافة مناحي الحياة شئنا أم أبينا !
المحاور من جانبه يرى أن السياسة يجب أن تترك لأهلها علي أساس اعط الخبز للخباز ! إنها لعبة قذرة عفوا علي التعبير , وأن الناس يشغلون أنفسهم دون جدوي عليهم ان يركزوا علي العمل العام والمجتمعى دون إقحام السياسة بأي شكل في مثل هذه المجالات , وهي معوقه تؤدي للجدال والتشاكس والتنافر . وهذه الحجة قد يكون لها مناصرين اخريين .
اردت من جانبي أن أنقل هذا الحوار لمنصات تمتاز بنسبة مقروئية عالية مثل هذه المنصه لاتاحة الفرصة للمزيد من الحوار الهادف المنتج والتثاقف لفائدة أكبر عدد من المتابعين .
كان رأي ان السياسة موجودة في كل نشاط في الحياة بحيث لا يمكن فصلها. فهناك سياسة في الاقتصاد في الصحة في التعليم في الدفاع في الخدمات الاجتماعية في الأمن في الدفاع في قفة الملاح حتى !
في دول أخرى تتوفر فيها أنظمة سياسية مستقرة و أجهزة توفر الخدمات للجميع علي حد سواء , يمكن لأهل تلك البلاد ان يتركوا الخبز للخباز. لكن الشاهد ان مثل هذه الدول لديها نظام محاسبة ومساءلة وفصل بين السلطات ورقابة قضائية و صحفية تحول دون تجاوز للاختصاصات وأي استغلال للنفوذ أو تضارب مصالح أو فساد وإذا تم اكتشاف أي حال من مما ورد آنفا أو ما يعتبر جريمة في قانون تلك البلاد فيتم محاسبة ومجازاة المدان بعض النظر عن منصبه أو مكانته أو وضعه .
هنا تجد دولة القانون والعدل والإنصاف , وعندنا يبقي تطبيق مثل هذه القوانين مجرد اماني واحلام صحيح حتى الآن.
لكن لابد لكل ليل من آخر , بالعزم والتصميم والإرادة يتحقق ما يراه البعض بعيدا , من كان يتصور سقوط النظام البائد بمثل ما جرى !
اما الانشغال فأمر غير مقبول ان زاد عن حده , كشأن الانشغال بمتابعة الكرة أو وسائل التواصل الاجتماعي دون انقطاع ليلا ونهارا . يبقى شيء اخير الامر السئ هو كيفية ممارسة السياسة لا السياسة بحد ذاتها . أما تركها للخباز هذا مثل ترك الشأن السياسي العسكري الشمولي ثم من هو السياسي بمقياسه.
أرى في هذه الدعوة نوع من محاولة عدم إتاحة الفرصة لحوار مجتمعي من خلال اشراك اصحاب المصلحه الحقيقيه واحتكاره من نخب تدعي تمثيل المجتمع وتعمل على تغبيش الوعي بالتالي هذا نوع من …. (سواقة بالخلا).