الخرطوم ومقديشو?«ثنائيات» الجغرافيا والثقافة والاقتصاد..

تقرير: نفيسة محمد الحسن
هناك ثنائيات في العلاقات الافريقية ..خاصة التي تجمعها الروابط الشعبية والجغرافية?ويتميز السودان بعلاقات متوازنة مع محيطه الاقليمي.. لكن تضرب العلاقات السودانية الصومالية بجذورها في أعماق التاريخ إذ يربط بين الدولتين تاريخ مشترك.. وتداخل إنساني وثقافي وملامح وتقاليد? بالاضافة الى تعرض البلدان لضغوط متشابهة من القوى الغربية جعلت مساحة التقارب اكبر..وتشمل الرابطة الاسلامية لكلا البلدين العمود الفقري للعلاقة بين الشعبين?.
كما ان جامعة افريقيا العالمية لاتقل دوراً في تزويد العلم والمعرفة بابناء الصومال ويقدر عدد الخريجين من ابناء الصومال للعام اكثر من 4000 طالب وطالبة?من خلال كل الروابط المتداخلة بين البلدين اختار الرئيس الصومالي محمد عبدالله السودان وجهة له في أوّل زيارة يقوم بها للسودان بعد انتخابه من قبل برلمان بلاده في الثامن من فبراير الماضي امس الاول ?ويثمن المراقبون الدور الكبير الذي يلعبه السودان على المستويين الاقليمي والدولي وانتهاجه مدرسة دبلوماسية متميزة جعلته محل تقدير واحترام المجتمع الدولي في الصراع الدائر بالصومال? ويجد المراقب في تنامي العلاقات السودانية الصومالية ان السودان يعد من ابرز المناصرين لوحدة واستقرار وأمن الصومال والتعامل بشفافية لرتق نسيجه الاجتماعي باعتبار ان فرقاء الصومال خاصة الاسلاميين لديهم ثقة كبيرة في السودان للتأثير القوي من الناحية الثقافية والتعليمية ..فالمشارب الثقافية عند الاسلاميين في الصومال مشارب سودانية وعلى رأسهم الشيخ شريف?
تحول العلاقة?
حول اهمية الزيارة اكد وزير الدولة بالخارجية حامد ممتاز إن زيارة رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية إلى البلاد تأتي في إطار تطوير العلاقات بين البلدين واجراء مباحثات في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية?
وأضاف ممتاز تُعد الزيارة بمثابة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين نحو الأفضل سيما وتناول الحديث حول الأمن والاستقرار في الصومال حتى يعود لها الاستقرار السياسي والأمني.
مظلة اقتصادية وتعاون ثنائي?
وقال الرئيس البشير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان في ختام الزيارة ان العلاقات السودانية الصومالية قديمة ومتجذرة.. مؤكداً جاهزية السودان لاستعادة الصومال بعد معاناة الحرب التي شهدتها زمناً طويلاً?
واعرب الرئيس الصومالي عن تقديره لجهود السودان حكومة وشعباً لبلاده ، مؤكداً حرص حكومته على تحقيق السلام والاسقرار في بلاده والتعاون مع كافة الجهات لتحقيق ذلك..ممتدحاً الدور الفني الذي يقدمه السودان في مجال التعليم خاصة استيعاب الصوماليين في الجامعات السودانية?
و ناقش الرئيسان في القضايا المشتركة سبل تعزيز العلاقات المختلفة بينهما وتم الاتفاق على إنشاء مظلة اقتصادية بين بلدان القرن الإفريقي?وقال فرماجو إن تكوين هذه المظلة الإقتصادية يمكن أن ترفع مستوى إقتصاد المنطقة و تقلل من حالات التوتر التي تشهدها عدد من دول القرن الإفريقي.. وعبر فرماجو عن الامال التي تعلقها مقديشيو على الخرطوم بما تتميّز بها من مكانة سياسية وقوّة دبلوماسية، في مساعدة الصومال على الخروج من وضعه الراهن إلى مرحلة جديدة من الاستقرار?.
كان فرماجو قد تعهّد إثر انتخابه رئيسا للصومال بانتهاج سياسة خارجية ترسخ التعاون مع دول الجوار والعالم على أساس الاحترام المتبادل، مبديا تصميما على معالجة الأوضاع الأمنية ومواجهة الأزمة الاقتصادية ومحاربة البطالة.
تعاون رياضي?
وعقد وزير الشباب والرياضة عبدالكريم موسى اجتماعاً مع وزيرة الشباب والرياضة الصومالية / خديجة محمد ديريا ..بحث خلاله الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال تطوير الرياضة..وأعرب د/ عبدالكريم موسى عن إستعداد السودان لدعم ومساندة الصومال في مختلف المجالات?وقام الجانبان بجولة تفقدية في المدينة الرياضية..وتم التوقيع
على اتفاقية في مجال تطوير الرياضة.
الرئيس المعتدل?
وجد الرئيس فرماجو اعترافاً دولياً..ووصف بالرئيس «المعتدل» ?وهو أول رئيس تعترف به الولايات المتحدة الأميركية منذ الإطاحة بالرئيس سياد بري.
ويعد فرماجو من الأكاديميين الصوماليين البارزين?اهتم بالسياسة لاحقاً? خاض معركته الانتخابية بعد أن انشأ «حزب السلام والتنمية»، الذي خاض به الانتخابات، وكان مؤملاً انتخابه رئيساً للوزارة بعد استقالته منها في عام 2011، على خلفية رفضه لاتفاقية كمبالا بين الرئيس شريف شيخ أحمد ورئيس البرلمان آنذاك شريف حسن الشيخ آدم.
وتلقي دوائر سياسية مهتمة بالأوضاع في الصومال على الرئيس فرماجو آمالاً واسعة في إعادة الاستقرار للبلاد..خاصة وأنه أعلن أن من بين أولوياته الرئيسية «ملف المصالحة الصومالية» ووقف سيل الدماء الذي لم يتوقف منذ الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق محمد سياد بري 1991، والذي دخلت بعده بلاده في حرب أهلية طاحنة.. لم تتخلص من آثارها بعد? مسرح للجماعات..
باتت الصومال مسرحاً للجماعات المهددة للاستقرار بعد حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي التي تردّى فيها الصومال منذ سنة 1991 مع سقوط حكم سياد برّي.. وعانت حركة الملاحة الدولية لسنوات من مجاميع القرصنة البحرية وجماعة الشباب المتشدّدة التي لا تزال تنشط في البلد وتحاول منع عودة الاستقرار إليه?.وبحكم موقعه المشرف على المحيط الهندي والمطل على خليج عدن? مثّل الصومال أحد معابر السلاح المهرّب.
آمال فرماجو?
وعلى الرغم من تعرض الرئيس فرماجو لعملية انتحارية نجا منها عقب فوزه مباشرة ?فإن الرجل ومؤيديه تعهدوا يبذل جهودا كبيرة من أجل إعادة السلام والاستقرار في البلد المطل على أحد أهم المداخل البحرية في العالم?.
وبعد توفر الارادة السياسية والشعبية بين السودان والصومال يظل المستقبل المشرق ينتظر العلاقة بين البلدين في الدعم والتطوير.. وقد عبرت عن ذلك كلمة الرئيس البشير. مؤكدا حرصه على استقرار وسلامة الصومال ووحدة اراضيه.
الصحافة.