مقالات سياسية

عودة الوحدة مع جنوب السودان مطلب شعبي لا علاقة “بالكيزان”

أثارت الخلفيات اللاسلاموية لدي نظام الخرطوم حساسية مفرطة لدى شريحة واسعة من المثقفين الجنوبيين دفعتهم دون تردد في إختيار الإنفصال. كانت البداية هي الجهاد ضد الجنوبيين -أبناء الوطن الواحد- ولم يسمي هذا جهادا ضد سكان دارفور والنيل الأزرق، هذه المفارقة الغريبة هي كانت السبب في تأجيج الحرب وتحويلها لحرب دينية على مر تاريخيها الطويل، وأصبح ضحايا الشمال شهداء توزع لهم صكوك الغفران من هنا وهناك، حتي سحبها منهم عراب النظام الترابي بعدما أطاحت به الحكومة نفسها، واعتبر بعد ذلك شهادات الغفران مضروبة ومن مات في الجنوب “فطيس”.

هذا التحول في الحرب أثار جدلا طويلا لم يتوقف بين المثقفين الجنوبيين ذات الاغلبية المسيحية والنظام الاسلامي المتشدد ، وكانت دعوات أبناء الجنوب قبل الإنفصال هي مطالبة النظام الحاكم أن تجعل الوحدة جاذبة للجنوبيين باءت بالفشل، لأن عقلية النظام هي أسلمة الشعب السوداني باكملة على ملة النظام وليس على الاسلام او اي ديانة سماوية أخري، وحتي تصبح سوداني ووطني وفق مفهموم وطنية المؤتمر الوطني. بل يعتبر النظام من يقف في تطبيق الشريعة مسيحيي الجنوب كما اعلن ذلك البشير في خطابه بالقضارف.

وتأكدت النخبة الجنوبية ان النظام عازف عن الاعتراف عن وحدة الوطن، وتعاملت معهم باعتبارهم غرباء على المجتمع السوداني. وهذه حقيقة لاينكرها أحد ولكن نقول أن ثمة مجموعة مقدرة من المثقفين الجنوبيين تدرك تماما مخطط النظام باعتباره لايمثل الشعب السوداني، ويشعرون بمعاناة أبناء الوطن في شرق السودان ومناطق النوبة وفي الشمال ودارفور والوسط المهمش، إذن الجنوب ليس إستثناء في عقلية النظام، وبسبب هذا الإقصاء هناك الملايين من الشعب السوداني خارج الوطن وأجيال داخل الوطن باتت تستشعر غربة بين أهلهم وذويهم جراء فظائع النظام.

في هذا الصدد لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالحزن والأسي حين يجد وطن يمزق من قبل فئة ضالة، ليس لديها رؤية ثاقبة تعذب أبنائها بجهاز أمن لايعرفة الرحمة والإنسانية، تحارب كل أبناء الوطن في كل الاتجهات الجغرافية، وأقتبس جملة خالدة للراحل أروك طون أرك عندما زار الشمالية “أنتو ما عندكم غابة ” كل ذلك بسبب تخبط سياسة النظام “أمريكا روسيا قد دنا عذابها” والآن تعتبر عودة العلاقات مع أمريكا أنجاز غير مسبوق، وببساطة هذا ما كانت عليه العلاقات قبل 1989وحتي الآن لم تصل لتلك المرحلة. إننا في محنة حقيقية من عقلية هولاء، فهل تذهب دارفور الاخري او الشرق والنوبة في الإنتظار.

مهما للغاية أن نستدرك نحن أبناء الوطن في الشمال والجنوب ان لا نكون تبع لشهوات طقمة فاسدة، وضحايا سياسات رعناء، وليس هناك مستحيلا تحت الأرض، ألمانيا بالأمس القريب ضربت لنا مثلا في عدم المستحيل رغم تعقيدات الوحدة بين قوى عالمية وكيد بعض التيارات الداخلية، إلا إن أرادة الشعب هي من صنعت الفارق والتاريخ، وأصبحت الآن قوة اقتصادية الأولى على المستوي الاوربي، بل تقود الوحدة بين بلدان الاتحاد الأوروبي بكل إقتدار، إنها عزيمة الشعوب ونحن ومن ذات الكوكب من السودان الواحد من أرض النيل الازرق والأبيض ونهر النيل ملكنا.

الموارد البشرية والاقتصادية الكبيرة التي تزخر بها بلادنا من ثروة حيوانية ضخمة وبترول وغاز وذهب وأراضي زراعية خصبة، مع ذلك نعاني الامرين في الجنوب والشمال، قد حان الوقت ان نهب نحو وحدة وطننا من جديد، لدينا عزيمة شعب له تاريخ وأرادة لا تلين، فليكن صوتنا واحد ضد كل الانفصاليين، ولما لا تكن ثورة فوق كل القوانين، هنا لا يوجد حتي جدار برلين، الطريق ممهد لكل الثوار العابرين، نحن الشعب في الاول والآخر من الانفصال خاسرين، ولا يمكننا ان نرهن قوة وحدتنا بين أطماع ساسة فاشلين، عودة الوحدة بين السودان مطلب شعبي في الدولتين. والآن من ذا الذى يعلن بداية الواحدة ويصنع التاريخ ويكتب اسمه بأحرف من ذهب وللأبد .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالأمس لفقوا تهم التجسس ضد قساوسة جنوبيين يعيشون في الشمال وكذلك ضد قسيس تشيكي وحكموا عليهم احكامآ قاسية جدآ….فمن اين منطق تدعو الى دعوتك هذه…العصابة الكيزانية رفضت الدولة المدنية وفضلت انفصال الجنوب ولم تعمل شيئآ كي تجعل الوحدة جاذبة….هل تريد بدعوتك هذه ان تعيد الي هذه العصابة آبار البترول كي ينهبوا من جديد بعد ان نهبوا المليارت البترودولارية…عودة الوحدة ممكنة فقط بعد ذهاب هذه العصابة وقيام نظام مدني ديمقراطي…واي شيء غير هذا هي دعوة لإعادة الجنوبيين للعبودية كمواطنين في دولة دينية من الدرجة الثانية او الرابعة

  2. يالسر جميل ما تتعب روحك ياود امك الجنوب قرر الانفصال بذاتو وهما ما صدقوا انفكوا من كيزانك المعفنين وان مايدور عندهم شان داخلى سوف يزول مع الايام وينعموا بالامن والامان والثروة فالمسالة مسالة وقت لاغير اما العودة فنار جهنم ولا جنة الكيزان لقد طلقوا الشمال بالتلاتة ولارجعة ولامحلل

  3. ح يقولوا طينتهم من غير طينتنا على الأقل ارتباطنا بهم منذ قدم التاريخ منهم من وجد الفرصة واندمج بالشمال وانا شاهد على بعض الأسر السودانيه من اصل جنوبي حتى لمن وجدوا الفرصة لغتهم العربيه أفصح منا وهم جزء منا وحينما انفصلوا كأنما قطعه من جسدنا انقطع وذقنا با انفصالهم المرارات الغاصة في حلوقنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..