مقالات وآراء سياسية

التجهيل..!ا

حديث المدينة

التجهيل..!!

عثمان ميرغني

حملت أخبار الصحف قبل يومين.. نبأ إعلان وزارة التربية بولاية الخرطوم إغلاق عشرات المدارس الخاصة.. بعدة أسباب.. أهمها تغافل هذه المدارس عن تدريس بعض المواد مثل العلوم العسكرية.. ولشح اتفاق بيئة هذه المدارس مع المعايير المطلوبة. وبدون حاجة للتفكير العميق.. هذه المدارس المهددة بالإغلاق لا تدرس هذه العلوم لأنها ربما بالكاد لديها معلمون لتدريس المواد الضرورية.. أو لأن هذه المواد أصلاً لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة للطلاب الذين يتجنّبون إهدار وقتهم فيها.. يبقى السؤال. إذا كان الأمر هكذا في المدارس الخاص.. فكيف به في مدارس الحكومة نفسها.. هل تدرس جميع مدارس الحكومة جميع المواد المقررة ؟؟ هل لديها معلمون لتدريس هذه المقررات؟؟ حسناً.. المدرسة الخاصة التي لم تلتزم بالمقرر.. وتجاهلت المقررات (غير الضرورية).. هل تستحق الإغلاق؟؟ أم المساعدة لتتمكن من تدريس كل المواد؟؟ بعبارة أخرى.. هل المدارس الخاصة.. تؤدي عملاً ومهمة (تكميلية!!) لوزارة التربية.. أم أنها مجرد (منافس) للتعليم الحكومي.. تستحق الذبح بأيسر ما تيسر من أسباب.. ولمزيد من الإيضاح.. المواطن الذي يضع أمواله في التعليم الخاص.. هل هو مجرد مستثمر مثله والبقالة أو البنشر أو المصنع.. أم هو مواطن يخفف عن الحكومة واجب تعليم كل أطفال السودان. فيتحمل عن الحكومة جزءاً منهم.. والأوجب ?بهذا الفهم- أن تساعده الحكومة بدلاً من أن (تدس المحافير).. وتطارده بنفس الطريقة التي تطارد بها المحليات فريستها.. حسناً. لنفترض أن جميع أصحاب المدارس الخاصة.. وعلى قلب رجل واحد.. أعلنوا توقفهم عن العمل وإغلاق مدارسهم.. هل تستطيع الحكومة استيعاب جميع التلاميذ في مدارسها؟ بل حتى ولو دفع هؤلاء الطلاب نفس ما يدفعونه للمدارس الخاصة.. في تقديري أن هناك خطأ مبدئياً ومنهجياً في نظرة الحكومة للتعلميم عموماً.. وللتعليم الخاص على وجه التحديد.. الحكومة تفترض أن التعليم الخاص هو من عمل الشيطان ويقصد به منافسة وإشانة سمعة التعليم الحكومي.. ولهذا تطارده بالجبايات والرسوم.. على تتصوروا أن كل طالب في التعليم الخاص تدفع عنه مدرسته جباية (بالرأس) للحكومة.. بدلاً من أن تدفع الحكومة للتعليم الخاص لأنه يحمل عنها وزر تعليم مئات الآلاف من التلاميذ.. وفي الماضي.. الجميل.. عندما كان التعليم يسمى (التربية والتعليم) كانت الحكومة تعين المدارس الخاصة وتطلق عليها (المدارس المعانة).. لأن الحكومة تدرك أن هذه المدارس الخاصة تساعدها في توفير مقاعد لمن لا تستطيع الحكومة تعليمهم. لو كنت المسؤول.. لدفعت من مال الدولة للمدارس الخاصة عن كل تلميذ تؤويه.. ولو حاول صاحب مدرسة واحدة أن يغلق مدرسته لأرسلت إليه وزير التعليم نفسه ليساعده في تخطي مشكلاته ومواصلة مسيرة التعليم.. إذا لم ينصلح حال التعليم.. فلا تنتظروا أن ينصلح حال البلاد.. ألم يلفت نظركم في أي تشكيل وزاري أن وزارة التعليم دائماً وزارة ترضية.. من نصيب حزب يركب في الحكومة (صحبة راكب)..!!

التيار

تعليق واحد

  1. انهار التعليم والصحه والخدمه العامه والاقتصادو الاخلاق والغناء والعمارات و رئيس اللجنه الشعبيه وقت زرزروه فى رسوم الكهرباء الاضافيه المشت جيبو واخونا النافذ جدا بعد الويكالكس و الوزير الموقع العقد المليارى وامين الحكومه الدخل ابنته المفصولة اكاديميا من جامعه لجامعه حكوميه وواصلت زى العجب ومشروع الجزيره والمشروع الحضارى ومشروع السره المسكينه الماقدرت تدفع القسط وحسه وفى الحين جوه السجن وانااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..