تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية.. التربية تحسم الجدل

الخرطوم: نجدة بشارة
مع اقتراب الموعد المضروب لامتحانات الشهادة الثانوية السودانية في الحادي عشر من يونيو المقبل، تباينت ردود الفعل وسط الطلاب وأسرهم بين مؤيد للدعوة التي أطلقتها لجنة المعلمين بتأجيل موعد الامتحانات ثلاثة أسابيع، وبين رفض وزارة التربية والتعليم تمديد مواعيد الجلوس للامتحانات، وتساءل متابعون على منصات (السوشال ميديا) عن فرص جلوس الطلاب للامتحانات في ذات التوقيت الذي حددته الوزارة مسبقاً، وفي الحال سيواجه الطلاب شبح استمرار الإضراب والتسويف وعدم اكتمال المقررات في بعض المدارس بسبب هذه الإضرابات، وفي حال تأجيل الامتحانات ماهي الدواعي الأمنية واللوجستية للاحتفاظ بنسخ الامتحانات دون تسريب لاسيما وأن مصدر رسمي بالوزارة أكد لـ(الصيحة) اكتمال طباعة أوراق الامتحانات؟ وهل أثَّر الإضراب سلباً أم إيجاباً على السنة الدراسية ومستوى التحصيل، واكتمال المقررات للطلاب؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عليها هذا التقرير.
نفي الوزير
نفى وزير التربية والتعليم المكلف محمود سر الختم الحوري، وجود أي اتجاه لتأجيل امتحانات الشهادة السودانية، ودعا الطلاب وأولياء الأمور والأجهزة الإعلامية لاستقاء المعلومات من مصادر رسمية وموثوقة، وأكد الحوري، خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة السودانية أمس، أن أبواب مكتبه مفتوحة للجميع وأنه متاح تماماً للإعلام بما يتيح تقديم المعلومات وتمليكها للرأي العام.
بين الإضراب والتأجيل
ومؤخراً سارعت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم بالإعلان عن تمسُّكها بموقفها الثابت والرافض لتأجيل امتحانات الشهادة الثانوية، وأوضحت الوزارة في بيان لها أن مبررات ذلك منتفية وغير منطقية في ظل التقويم الدراسي للمدارس والجامعات وارتباط ذلك بعوامل أخرى مثل أحوال المناخ والطقس وأسباب تربوية تجعل التأجيل مضيعة لها، مؤكدة بأنها الجهة الإدارية والفنية الوحيدة التي من شأنها أن تخاطبهم في شأن من شؤون العملية التعليمية والتربوية، وأشارت الوزارة إلى أنها خاطبت كافة المعلمين والمعلمات المنتشرين في كل أرجاء الولاية أن اجتماع إدارات المرحلة الثانوية بمحليات ولاية الخرطوم السابق قد أصدر قراراً بضرورة إجراء مسح فوري وشامل ومكثف لمعرفة مواقف المقررات الدراسية بجميع المدارس وأن ذلك سيرفع لذات الاجتماع الذي سيعقد أمس الثلاثاء، موضحين أن المدارس أبدت مواقف طيبة في المناهج الدراسية.
لماذا التأجيل؟
وكانت لجنة المعلمين السودانيين، قد طالبت بتأجيل امتحانات الشهادة السودانية المزمع انعقادها في الحادي عشر من يونيو المقبل، لثلاثة أسابيع، وعزت اللجنة في بيان طلب التأجيل لضمان تحقيق عدالة الفرص في التحصيل للطلاب، وكشفت اللجنة عن تباين في تحصيل الطلاب بالمدارس الحكومية والخاصة وولاية وأخرى، نتيجة لتداعيات إضراب المعلمين الذي طال أمده لمدة شهرين، مما أثّر على أيام التقويم الدراسي، المعتمدة منذ بداية العام، وأشارت اللجنة إلى دراسة فنية قام بها خبراء كلّفتهم لجنة المعلمين السودانيين، من أجل الوقوف على مدى تأثير الإضراب على سير المقررات الدراسية وأضافت: بعض الولايات لن تستطيع أن تكمل المقررات الدراسية للصف الثالث الثانوي، إلا بعد شهر من تاريخ رفع الإضراب، وهذا هو التوقيت المعلن لبداية امتحانات الشهادة الثانوية .
سلبيات وإيجابيات
قال الرئيس السابق لقسم اللغة الإنجليزية قسم المناهج بخت الرضا، والخبير التربوي بوزارة التربية والتعليم ولاية د. حمدان أحمد حمدان أبوعنجة لـ(الصيحة): إن استمرار تأجيل الدراسة منذ بداية الفترة الانتقالية ولمدة الثلاث سنوات الماضية، وبسبب التقلبات السياسية، والصحية (جائحة كورونا) كل هذه المعطيات أثَّرت بصورة سلبية على الأداء التعليمي في السودان، وأردف بأن أي تأجيل جديد لامتحانات الشهادة سوف يعمِّق الجرح، وأضاف: (لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين) والطلاب تأثروا طيلة الفترة السابقة وتراجعوا أكاديميًا، وأوضح بأن التأجيل المقترح من قبل لجنة المعلمين لمدة ثلاثة أسابيع، لن يسمن ولا يغني من جوع، وأردف (اتسع الخرق على الراقع)، مع احتمال أن تظهر ظروف جديدة مثل تقلبات الجو والأمطار، وزاد: بالتالي أرى لا داعٍ للتأجيل، وأشار حمدان، إلى أن لجنة المعلمين التي تطالب بالتأجيل الآن جزء من المشكلة، وزاد: صحيح أن هدف اللجنة من الإضراب لحفظ حقوق المعلمين، لكن أضر الإضراب بالطلاب وضاعف من معاناتهم، وقال: نحن أولياء أمور ناهيك عن كوننا مسؤولين لا نقبل التأجيل لأنه يخلق المزيد من المعاناة، أما فيما يتعلق بالجانب اللوجستي لتأمين وتحضير الامتحانات، قال: إن الوزارة جهَّزت كل الوسائل الفنية المعينة على الامتحانات، ودفعت تكاليف التأمين للجان الأمنية نسبة إلى أن الشهادة الثانوية تمثل أمن قومي وبالتالي التأجيل يزيد من فرص تسرُّب الامتحانات ويزيد من الأعباء والتكاليف المالية، وأرى أننا لا نؤيد أيِّ تأجيل، وأردف: الوزارة اقترحت المعالجات بتكثيف الجهود والعمل في أيام السبت والعطلات، لإكمال المقررات.
ردود فعل
(الصيحة) استطلعت بعض أولياء الأمور والطلاب بشأن رؤيتهم للتأجل أو قيام الامتحانات في التوقيت، وقالت والدة الطالب عبد المنعم، نجلاء إسماعيل لـ(الصيحة): كنت أتمنى أن توافق الوزارة على مقترح لجنة المعلمين نسبة إلى أن الطلاب تضرروا من الإضراب، وزادت: المفترض توافق الوزارة على التأجيل نسبة إلى أن أغلب المدارس لم تكمل المقررات، أضف إلى ذلك فإن هذه الدفعة أخذت إجازات كثيرة منذ (كورونا)، والأزمات السياسية، وتتريس الشوارع المظاهرات، وزادت: هم مستعجلين على شنو، نفترض جلسوا للامتحان وظهرت النتيجة هناك عدد من الدفعات لازالت في أولى جامعة، بينما يرى ولى أمر الطالب بدر الدين إبراهيم، لا للتأجيل، لأنه سوف يؤثر على بداية العام الدراسي الجديد، ويدخل كثير من الولايات في حسابات الخريف، ويوجد تباين في إكمال المقررات الدراسية، بين المدارس، بعضها أكمل من شهرين وبعضها لم يكمل المقررات.
تأثير وتأثُّر
ويرى المحلل السياسي والأكاديمي د. بدر الدين رحمة، في حديثه لـ( الصيحة)، أن التقلبات السياسية أثَّرت بصورة سلبية على التحصيل الأكاديمي في السودان، وكان الأحرى أن تكون المؤسسات التعليمية صروح لنشر الوعي والعلم بمعزل عن الصراع السياسي، وأضاف: حتى الدولة كان يجب أن تتجنب المواجهة مع المعلمين عبر تقييم حقوق المعلمين بصورة دورية وعدم تحويجهم للإضرابات والاحتجاج للمطالبة بهذه الحقوق، وقال: إن المعلمين ينبغي تمييزهم مثلهم مثل كل المهن والوظائف العليا بالدولة، لأنهم الفئة الأكثر تأثيراً على شرائح الشباب والأجيال القادمة .
الصيحة
ردود مسؤول بوزار التربيةوالتوجيه
عن اسئلة الراي العام عن عدم تأجيل امتحانات الشهادة السودانية
…….
(س) تعليقك على مطالبة لجنة المعلمين السودانيين الوزارة الاتحادية بتأجيل امتحانات الشهادة الثانوية لتعويض فترة اضراب المعلمين لأجل عدالة الفرص في التحصيل الاكاديمي للطلاب حيث انهم يتنافسون جميعا على نفس مقاعد التعليم العالي.
(ج) عدالة التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية يقتضي توفر عاملين اساسين الإنصاف
ويعني ان الظروف البيئية والاقتصادية والسياسية يجب ان لا تفرق بين الطلاب في نجاحهم وتحصيلهم الأكاديمي وتعني اعطاء مزيد من الموارد للذين في امس الحاجة اليها وهذا خلاف المساواة التي تقسم تلك الموارد بالتساوي و العامل الثاني و المهم هو الشمول شمول المعايير والتي يجب ان يتم تطبيقها على جميع الطلاب دون استثناء سواء كانت فترة العام الدراسي اوالبيئة المدرسية اوالكتاب المدرسي او كل المعينات التعليمية والمعلمين وخبراتهم المهنية ..الخ وهذا يستوجب النظر بعين الانصاف العدالة حتى يكمل جميع الطلاب مقرراتهم الدراسية في الوقت المناسب لذلك
(س) ولكن وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم اعلنت عن جاهزيتها التامة لكافة الإجراءات واعلنت تمسكها بموقفها الثابت والرافض لتأجيل امتحانات الشهادة الثانوية
(ج)صحيح ان هنالك جهازية تامة للمدارس الخاصة وهي التي تدفع بتأجيل الامتحانات ولكن كما ذكرت يجب تطبيق شمولية المعايير الخاصة بالشهادة الثانوية السودانية فالمقرر الدراسي يتطلب عاما دراسيا كاملا وهو في الاصل ناقص فمتوسط العام الدراسي يجب الا يقل عن 180 يوما ومع ذلك النقص بعض الولايات توقفت لاكثر من ثلاثة اشهر نتيجة لاضراب الكرامة الذي استجابت الحكومة بنسبة كبيرة لمطالبه العادلة ثم ان في الاعوام السابقة و نسبة لجائحة كرونا قلصت الحكومة المقرر الدراسي بالحذف ومددت العام الدراسي من شهر مارس لشهر يونيو وكان في هذا انصاف وعدالة للطلاب وتطبيقا لمفهو شمول المعيار والذي يجب ان يتساوى فيه الجميع
(س)ذكرت في حديثك ضرورة توفير الفرص التربوية المتكافئة للتحصيل الاكاديمي لجميع الطلاب فهل هذا موجود على ارض الواقع
(ج) كان في السابق توجد فرص متكافئة للطلاب من حيث جميع مطلوبات العملية التعلمية والتربوية على الاقل بالتساوي ان لم يكن بالانصاف ولذلك كان طلاب الاقاليم يتقدمون الركب من حيث التحصيل الاكاديمي بعيدا عن الاثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشونه لان المدارس توفر كل ما يلزم اما الان للاسف كما ذكر احد قادة النظام البائد ( الما عندو قروش داير يقرا لي شنو؟) متناسيا الفرص العادلة التي توفرت له وجعلت منه مديرا لاكبر مؤسسات التعليم في البلاد . كثير من المدارس بها عجز في عدد المعلمين والتخصصات وكما ان كثيرا من المعلمين ذوي الخبرات هجروا التعليم الحكومي اضافة الى ان بعض الولايات تعاني من نقص في الكتاب المدرسي وتردي في البيئة المدرسية كما ان الظروف الاقتصادية
التي تمر بها البلاد ورفع الحكومة يدها عن دعم التعليم تؤثر سلبا على سير العملية التعليمية برمتها مما يقدح في تكافؤ الفرص بين الطلاب
(س) تقيمك للعملية التعلمية والتربوية بوجه عام
(ج) الناظر والمتابع لوضع المنظومة التعليمية والتربوية يجد انها مأزومة في كل عناصرها الاساسية فالمناهج الدراسية بعيدة في ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات والتدفق المعرفي المتسارع وتلبيته حاجات الطلاب العقلية والنفسية والبدنية المعاصرة فالتعليم منصب فقط على الجوانب التحصيلية المعرفية وبعيد ايضا عن حاجات المجتمع بغياب التعليم الفني التقني في كل مراحل التعليم العام والاكثر الحاحا و ضرورة تكملة تأهيل المعلمين ورفع كفاءتهم وقدراتهم المهنية والعلمية بالتدريب المستمر اثناء الخدمة وخلق آليات سريعة وفعالة لذلك
(*) نشكرك على تفضلك ولك الكلمة الاخيرة
(ج) الكلمة الاولى ظل التعليم في طيلة مسيرته يقود قاطرته السياسيون الا في النذر اليسير يقترون عليه ويمنعون عنه كل ما يقيل عثرته لذلك تخلف عن ركب الامم فلابد من تأسيس مجلس قومي للتعليم العام من خبراء تربويين يكون بمثابة برلمان تعليمي يخطط و يراقب ويشرف على العملية التربوية بصلاحيات واسعة
والكلمة الثانيةاذا تمسكت الوزارة الاتحادية باقامة الامتحانات في موعدها ستكون نتيجة تحصيل طلاب كثير من المدارس الحكومية التي شاركت في اضراب الكرامة متدنية وفي هذا ظلم بين على طلابها.
فتح الرحمن السر محمد احمد