نسرين الهندي : اهتمامي انصب على أولويات لا صلة لها بالفن

الفن لم يكن يوماً مصدر دخل لي

لستُ ناجحة في تقديم الأعمال الجماعية

فنانة صاحبة رؤية ثاقبة وفلسفة عميقة في اختيار أعمالها الفنية، مكنتها من من تقديم الرائع والمدهش في الساحة، مما أسعد الجميع بتميزه، لذا استطاعت أن تكون لها جمهوراً عريضاً خلال فترة وجيزة، إلا أنها في الفترات الأخيرة آثرت الانزواء، وهذا ما دعانا في التغيير للجلوس معها ومعرفة أسباب ذلك، وغيرها من المحاور التي ستجدونها داخل هذا الحوار.

حوار : علي أبو عركي

* بالرغم من امكانياتك المهولة التي توجتك فنانة شاملة قبل عشرات السنين، إلا أن منتوجك لا يوازي فترة ظهورك؟

– عدم التفرغ التام للفن، فطوال السنين التي مرت كان اهتمامي بأولويات أخرى لا صلة لها بالفن. واهتمامي البسيط به ناتج من هوايتي له ولا أحسبه مصدر دخل لي، وما عشتُ عليه.

*معنى ذلك أنك منصرفة عن الاهتمامات الأساسية، وأولها العداد؟

– غير مهتمة بالعداد، لأن مشروعي لا يتضمن هذا السعي، اضافة إلى أنني لا أجد نفسي في جو الحفلات.

* كل هذه المبررات لا تعفي حقيقة أنك كسولة ومقلة الظهور؟

– قد أكون مقلة في الظهور لأني أرى لا ضرورة للظهور من غير جديد.

* هذا الانزواء المستمر ولد جفوة بينك والجمهور، فأصبحتِ في نظره ما بين الذكرى والنسيان؟

– فعلاً هنالك صوت لوم من قبل الجمهور؛ ولديهم حق في ذلك ولا يسعني إلا أنني أقول لهم حقكم عليّ.

* ما دام أن هذه هي القناعة التي توصلت إليها يجب أن يكون هنالك تعويض؟

– وهذا ما أفكر فيه بالضبط، وقد تعدى الأمر التفكير وبدأت فعلياً في انجاز كثير من الأعمال جميعها سوف ترى النور في الفترة القادمة. ولم يقف شكل تواصلي على الأعمال الجديدةـ بل يمتد عبر حفلات الجاليات لضمان التواصل مع الأجيال المختلفة.

* في رأيك، ما الأسباب التي أدت إلى انتشار السطحي من الكلمات والألحان؟

– غياب شركات الإنتاج الفني أثر وبشكل كبير على أجواء (الساحة) هذا الغياب ولد كثيراً من الثغرات أولها أن الفن أصبح دون رقيب، وفتح الفرصة أمام كثير من الأصوات دون مشقة. وذلك باعتمادهم الكامل على الاستديوهات الخاصة التي لا تجوِّد طبيعة العمل الفني وما يحدث الآن هو افرازات لهذا الغياب.

*ولكن التكنولوجيا لم تقتصر على الإنتاج فقط، بل ساعدت الفضائيات في توفير المادة؟

– دخول (البلاي بات) وغيره من الوسائل المستحدثة خصم كثيراً من قدر الفنان وأفقده هيبته المطلوبة، فلا بد للفنان أن يكون مكتملاً وبالأوركسترا الكاملة التي تساعده على توفير مادة من شأنها أن ترتقي بالذائقة العامة.

*ولكنك غير معزولة عن اجتياح البلاي بات التي باتت تتعامل معها كل الفضائيات؟

– في النهاية هذا أمر واقع مفروض على كل مطرب. وما ذكرته هو رأي وأقترح حلولاً بديلة موازية لهذه التقنية وبايجابية أكبر.

*ولكن ليست هذه التقنية وحدها سبباً في الأزمة التي تعاني منها الساحة، بل الفنان أيضاً شريك في ما يحدث؟

– عن نفسي أتطرق للغناء الذي يناسبني لأني بذلت مجهوداً حتى أقدم نفسي بشكل مقبول. وبناءً على ذلك كونت جمهوراً أحب لونية أدائي وغير مستعدة لأن أتنازل عن هذا. وأقولها بوضوح أن أي فنان يبحث عن مفردة ولحن يمكن أن ينجز. ولكن بعض الفنانين طرحوا بصورة لا تليق بمقام فنان مبررة ذلك بأن جيل اليوم يريد ذلك، واعتبروا مادتهم مفردة جيل ليس إلا، وهذا ما مكن من دخول أغنيات سببت شرخاً وجدانياً.

*ضجيج وأزيز ولحن دائري أشبه بالقوقاي؛ وفي الآخر تخرج بنتيجة تفقدك في الغالب سمعك؟

– لدي مبدأ معروف حول هذا الأمر، وهو ضد ترؤس الموسيقى على حساب النص. فهنالك أغنيات جميلة كلماتها رائعة ولكنها تهزم بالموسيقى الصاخبة، ويجب على المطربين أن يبتعدوا عن هذا الأسلوب النشاز، وأن يتريثوا قليلاً من طرح أعمالهم لأن العمل الجميل يبقى ويظل يسكن في الوجدان إلى آخر الزمان.

*ما تقييمك لنسرين هندي الفنانة؟

-أرى أنه ينقصها بعض النشاط لتقدم ما يمكن أن يدعم عاطفة المستمع.

*هل بدأت فعلياً في تقديم الذي يدعم عاطفة هذا المستمع؟

– بعد هذه الفترة وصلت لدراسة كاملة عما يمكن أن أقدمه خلال مشروعي الفني، لذلك حرصت على أن أتعامل مع شعراء لهم وزنهم، مثل شادول وعدد من الشعراء الشباب، وأتمنى أن يثمر مجهودي، ويكلل بالنجاح.

* انغماسك في أغنيات الحقيبة وأبوداوود قلل من تقديمك كفنانة شاملة؟

– غناء الحقيبة ليس بمقدور أي فنان أن يجيده، وبحمد الله استطعت أن أقدم فيه أصعب الأغنيات، مثل “جسمي المنحول” وغيرها، وتقبلها المستمع بكل جمال، وبالنسبة لأغنيات أبو داوود فأنها تلامس وجداني وتهز أوتاري، وعن كوني فنانة غير شاملة فهذا حديث غير صحيح، لأنني تطرقت لكل الاتجاهات.

*حدث لك تحول موسيقي فبدايتك كانت بالشرقي وبعدها الحقيبة، ومن بعدها كان أقرب للتخبط الفني.

-الفنان يقدم ما يحتاجه المستمع، والألحان ليست لها أية هوية، طرحت نفسي بشكل أحسست بأنني أستطيع تقديم أعمال بشكل آخر ففعلت، وهذا ليس تخبطاً، بل ثقة.

*لولا (أغاني وأغاني) لما كانت نسرين هندي؟

-لا أنكر فضل برنامج (أغاني وأغاني) علي، فالبرنامج كبير ويأخذ حيزاً أكبر من الانتشار، ولكن اختياري له جاء بناء على ذيوع اسمي، ومعرفة الناس بموهبتي ومقدراتي.

*كان ظهورك باهتاً عبر برنامج “رحيق الورد” ولم تستطيعي تقديم اداء مميز؟

-البرنامج مميز، ولكنني لا أفلح في تقديم الأعمال الجماعية، اضافة لكثرة الأغنيات التي تم ترديدها في تلك الأمسية، كل هذه الظروف حالت دون تقديم كل ما لدي.

*لقاء مهم جمع بينك والموصلي، ما تفاصيل ذلك؟

-هذا اللقاء تأخر كثيراً لتضارب الظروف بيني وبينه، ومن ثمار هذه الزيارة التي تشرفت بها كثيراً، أنها خرجت بمجموعة أعمال فنية قدمها لي، سوف ترى النور قريباً إن شاء الله

التغيير

تعليق واحد

  1. فنانة محترمة أضاف وجودها إلى مباهج أيامنا مباهج أخرى … الله يسترها دنيا وأخرة بعدد الحمامات البترفرف أجنحتها في ساحة الحرم المكي ..

  2. والله السودان مشكلتو مشكة ترج وسفور واشراك بالله وقوانين وضعيه الله يكون فى العون والبحصل دا فى السودان بما كسبت ايدينا انشرى ياراكوبة بارك الله فيكم

  3. يابنت الحلال الله استرك فى الدنيا والاخرة واستر جميع المسلمات والمسلمين ابعدى عن طريق الغناء

  4. نسرين الهندى فنانة رقيقة وذات صوت حنون ورائع يغذى الوجدان بالاضافة الى اناقتها وجمال ذوقها فى اختيار مظهرها الكامل الانوثة ومن القصيد بيت احترامها لنفسها وبعدها عن السفاسف خاصة النواحى المادية وهذا يدل على مشروع فنى سوف يترك بصماته فى الحقل الفنى … انا لا اعرفها الا من خلال برنامج (اغانى واغانى ) وقد كان لها حضور قوى واختيار ذكى للاغانى التى رددتها وهى الفنانة التى تطربنى بطرب نفسها …. حفظك الله وحفظ ابنك الجميل بالغ الذكاء من خلال الصوره

  5. والله نسرين معني للفن وسفيرة للفن المحترم المتزن

    فنانة تعمل من اجل الفن ومحرابه ولا تسعي وراء المادة

    انا لا اعرفها شخصيا لاكن احترمها واحبها كفنانة وبت بلد

    ربنا يحفظك وخليك فى فنك وابعدي عن سفاسف الامور والمتسلبطين

    وربنا يعبد عنك بنات الحرام قبل اولاد الحرام …

  6. هو القشران ناقص فنانين ياوهم أصبح الفن ممسوخاً لاطعم ولارائحة وكل الفاشلين في حياتهم المهنية والعاطفية والإجتماعية أصبحوا أشباه مقلدين وللأسف لقوا تشجيع من رعايا السودان الوهم الذين ليس لهم هم سواء الرقص والطرب وشاويشهم قدوتهم حسبنا الله ونعم الوكيل بلد نصفها فنانين والآخر مادحين والبقية راقصييييييييييين خموا وصروا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..