الحرامية ..(2)

مع التحية لإبن الاخت رجل القانون الطيب شيقوق..
اول اصدقائي الحرامية كان زميلنا في المدرسة الاولية ابراهيم. وكما كان يقال قديما أن ابراهيم قرح. بمعنى طلع من اليد او إتجه إلى الإجرام. صار يقطع المفاحض في الترماج. إلى الستينات كان للنساء مفحضة تتدلى بسير طويل من أعناقهن. وعندما يجلسن في الترماج المفتح كان بعض الصبية يركب في العتبة الطويلة ويقوم بقطع المفاحض . واذا لاحظهم إنسان يقفزون من الترام خاصة في الكشة ويختفون في الازقة الصغيرة. وجدتي الرسالة بت احمد كانت تفتخر بأنها قبضت احد الأولاد وهو يحاول ان يقطع مفحضة راكبة. وحاول ان يخفي الموس تحت ركبته.
إبراهيم كان من اسرة جيدة وشقيقه الأكبر كان من اهم منفذي إنقلاب 25 مايو. وإنتهى الامر بإبراهيم في إصلاحية الجريف. وعندما كبر إنتهى به الأمر في سجن بورتسودان الذي كان لعتاة المجرمين.
حكى لي صديقي العزيز عبدالله فرح عندما انتقل الى العمل في بورت سودان سنة 64 إنه قابل إبراهيم وساعده في الرجوع الى امدرمان نسبة لزمالة الكتاب. وإبراهيم كان يسكن في الجنينة
كما اوردت في حكاوي امدرمان فإن ابراهيم عرض حياتنا في يوم من الأيام للخطر . في الفراغ بين الريفيرا وبوابة عبدالقيوم اخذ احد اهل البادية موقعا استراتيجيا وكان له خراف وهذا قبل عيد الاضحى وعيد الاضحى كان يأتي مع الخريف وفيضان النيل.
بدأ إبراهيم في الظهور في المنطقة. وكنت وقتها اجلس بإستمرار في النهار في حديقة الريفيرا ويشاركني الجلوس إخوتي الكبار حسن عبد الفراج المعروف ب شحرر, واحمد باب الله وهو خال صديقي الحميم رحمة الله عليه مصطفى كتبا ومصطفى عبد العاطي المشهور ب كتلة.
وبعد فترة ظهر أشهر لص في امدرمان وقتها وهو اب دربين. وسمي ب اب دربين لأنه كان يلبس حذائه بالمقلوب (فردة قدام وفردة ورا) حتى يضلل قصاصي الاتر منهم الاخ عمر متعه الله بالصحة وهو من الكتياب, وإن كان كل قصاصي الاتر من الشهيناب ولهم وظائف دائمة في البوليس. وباع إبراهيم صاحب الخراف لأب دربين. بعد فترة ظهر رجل بعباءة واخذ الرجل صاحب الخراف بعيدا من مرقده تحت الشجرة. وفجأة يأتي ابو دربين جاريا كالبرق ثم يختفي داخل الخور العريض الذي يشق الموردة ويصب جنوب الريفيرا. و اتى صاحب الخراف وسكينه مسلولة في يده وقال مهددا .. الزول السرق جذلاني ده انتو بتعرفو. وكان ما وديتوني ليهو هسي دي.. سكيني دي ما بترجع ساكت.
إنتصب شحرر بتأني وبهدؤ وبقامته الطويلة وقال بثبات تام..آآي بنعرفو . ولو انت عاوز جذلانك انا شفتو لمن رماهو في الموية . تعال اوريك جذلانك. وفي الركن الجنوبي الغربي في الريفيرا في منطقة المراحيض كان الجذلان في حافة ماء الفيضان. ولم اشاهد اب دربين الى ان تركت السودان بعدها بكم شهر. ولكن بعد ايام اتى إبراهيم الى الريفيرا وكأن شيئا لم يحدث. وجعلته يدفع بدمه..بالرغم من انه ابن عمتة اقرب اصدقائي..
اب دربين الذي هو خال احد ادباء السودان, إستمر في نشاطه الى ان وصل سن التقاعد فبدأ في بيع البنقو من منزله بعد ان استأجر منزلا في شارع السيد الفيل. وهذا المنزل على بعد خطوات من مدرسة الموردة للبنات في شارع السيد الفيل. وفي نفس زقاق الوالد ناصر بلال, وأبنائه بمثابة الأشقاء بالنسبة لي. وهذا المنزل كان مسكنا للرجل الفاضل الميكانيكي اسطه حامد. اذكر في ليلة قفلة المولد ان امسكوا بلص إغتنم فرصة غياب الرجال في المولد. ولأن الأسطه حامد كان رجلا رقيقا لا يميل الى العنف, ولا يمكن ان يؤذي اي انسان فلقد ذهب الى جاره كروقلي. وهو من أشداء الموردة لم اره ابدا مبتسما ويرد التحية بهمهمة.
قال الأسطه حامد لكروقلي ياخ قبضنا حرامي دايرين ندقو ونفكو. تعال دق بس دق ما يعوق. ففرح كروقلي. وبعد خطوات لاحظ اسطه حامد ان كروقلي يحمل شيئا في يده ولاحظ اسطه حامد ان كروقلي يحمل طوريه في يده..فقال الأسطه حامد ..يا كروقلي اخوي قلت ليك دق ما يعوق جبت طوريه ..يعني لو قلنا ليك تعال اقتلو كان تجيب شنو؟…طوريه يا اخوي!!.. انت عاوز تحفر جدول..علي الطلاق ما بتبراني. وبدأ كروقلي الذي كان متشوقا لمقابلة الحرامي في التحانيس..خلاص الطوريه خليتا بجي بإ يدي ساكت. الا ان اسطه حامد اقسم ان لا يدخل كروقلي منزله. واطلق سراح اللص قائلا ..ربنا كتب ليك عمر جديد.
كروقلي كان قد تعرض لحادث سرقة. وفجأة ظهرت يافطة عبارة عن قطعة من الموسنايد مثبتة على حلق الباب الخارجي ومكتوب فيها كلمة واحدة ..كروقلي..بخط قبيح. وعندما سألت صديقي وجاره عثمان ناصر بلابل عن سر اليافطه لأن اليافطات لم تكن معروفة وقتها في أمدرمان. قال رفيق الدرب عثمان.. اظني دي كتبوها للحرامي. لأنو الحرامي لو عارف ده بيت كروقلي ما كان قرب عليهو. فقلت له طيب اذا جا حرامي ما بعرف يقرأ..فقال عثمان.. ده بكون الله غضبان عليهو!!.
في الفترة التي احتل فيها اب دربين المنزل ذبح شخص على باب ذلك المنزل. ولم تثبت التهمة على اي انسان. وعندما تقدم العمر قليلا باب دربين ارتحل من المنزل وسكن فيه اخي الاصغر محمد ناصر بلال الميكانيكي المميز وعازف الساكسفون ويعرف بسكسيف..وكنت قد اكلت سمايته في عام 1962 . ويحمل ابني عثمان إسم شقيقه عثمان ناصر..
في الستينات انتقل كثير من اولاد العباسية الى منطقة جنوب امبده وعلى رأسهم الفنان الرائع شرحبيل احمد. وبالقرب منه سكن بعض اولاد العباسية احدهم حسن سروجي الذي كان عازفا في فرقة شرحبيل. ولفترة طويلة تعبوا من اللصوص. واذكر ان والدة حسن الخالة فاطمة بت برناوي رحمة الله عليها كانت عندما تحضر الى منزلنا بعد المرور على السوق الكبير, تحمل قفتين. إحداهن للخضار والثانية كانت تحمل فيها ملابسها. وكانت الخالة فاطمة بت برناوي تقول لوالدتي ..انا ما عندي هدوم بلعب بيها. حسن مخير كان داير يخلي هدومو للحرامي.
لم تتوقف السرقات في تلك المنطقة الى ان نظم اولاد العباسية حملات ودوريات.
حسن السروجي متعه الله بالصحة كان ينتظر الحرامي داخل الدولاب. وهو يحمل بطاريه وعكاز. وحسن عملاق .. تخيل حرامي (مسكين) يفتح الدولاب يلقى حسن والبطارية والعكاز. حا يجي يسرق تاني؟.
من المفارقات انني تعرفت بركيب في قهوة مكي التي كانت شرق قهوة ودالأغا. والسبب انه تعرض لضرب مبرح من خالد شقيق سيد ود ابونا من فريق عمايا وكان يريدني ان اتوسط له عند خالد ليتركه في حاله. خالد ملاكم وعلي لم يكن يعرف, وقام بإستفزاز خالد . وبعد فترة اتاني علي ود بري في منزلنا في السردارية. واحضر الفطور قبل التاسعة قليلا. إلا ان والدتي قالت لي.. انتظروا محمد صالح..اخي وزوج اختي وقاضي جناياة امدرمان. فقلت ل محمد صالح انت لسه ما مشيت الشغل . فقال علي بسرعة.. في قاضي بمشي المحكمة قبل الساعة 9 صباحا. وبعد الإفطار سألت علي …انت عرفت كيف الراجل ده قاضي؟. فقال علي ..كيف ياخ ده قبل كده اداني سته شهور. ولم اعرف ان علي كان ينط الحيط. ولقد ذهبت معه لبري. والدته كانت إمرأة طيبة.
اللص او الحرامي او السراق هو إنسان عادي جعلت من الظروف لصا. والآن في السودان لا يسرقون ليأكلوا بل يسرقون البلد بحالها..
من الطف السرقات في امدرمان سرقة عباس رشوان. وعباس رشوان كان, وجاره المباشر العم هريدي اكبر تجار الاقمشة في امدرمان مثل المراش في الخرطوم. في احد الايام اختفت كمية ضخمة من البضاعة والسقف كان سالما. وهذه اضعف نقطة في المتاجر ينفذ منها اللصوص. والباب سليم والطبل في مكانها. والسنج سليمة (السنج هي القضبان الطويلة التي تمسك الباب خلف خلاف) ,احد اهلنا الرباطاب قال لأحد المداح الذين يلبسون كمر او شريط او حزام …عامل كده زي باب تاجر الجملة.
واحتار البوليس .وحل المعضلة الاخ عبدالرحمن المعروف ب داموق وهو من فتوات امدرمان ويسكن العمدة. وكان في منتصف الخمسينات حارس مرمى فريق الزهور.
داموق كان من ابناء امدرمان وكان يرد المسروقات لأهل امدرمان. وهذا تقليد بدأه العم يوسف ود الأغا وآخرون. في الأربعينات والخمسينات ظهرت الطبل الكبيرة وما عرف بالقعونجة. وهي تشبه الضفدعة تتوسطها فتحة ويتوسط الفتحة بزبوز لكي يدخل فيه المفتاح المجوف. وتعلم اللصوص في السجن كيف يفتحون هذه الطبل. وفتح الطبل و الاقفال كانت مهنة يتعلمها اللصوص ويدفعون عليها اجرا.. واتت بعدها طبل النحاس المسوكرة (شرشر) لأنها تفتح من اسفل و المفتاح مشرش ولا يمكن تفليسها و يصعب تطفيشها..وعند اللص ادوات صغيرة تسمى الطفشانة لفتح الأقفال. وفي اغلب الاوقات هي إبرة الكورشي المعدلة وبها تصنع الفوط والمصنوعات اليدوية..ويزينون بها حافة الثياب والملاءات.
من العادة ان يفتح التاجر دكانه. ويترك الطبل معلقة وهي مفتوحة في الرزة. وقام اللصوص بتغيير الطبل بطبل مشابهة تماما. وفي الليل حضر اللصوص واستعملوا مفاتيحهم الخاصة وفتحوا الطبل واخذوا البضاعة وقفلوا الدكان بالطبل القديمة. وفي الصباح عند فتح الدكان بالمفتاح لم يفهم البوليس و اصحاب المحل كيف دخل اللصوص. ولكن داموق عرف وقام بإرجاع البضاعة. بالسؤال عرف من اشترى طبل من ذلك النوع و اوصاف ذلك المشتري..
في مايو 1964 كنت برفقة عبدالفتاح من اولاد مدني وان قد نصب كمعلم في قهوة شديد. وفي زقاق الجامع شاهدنا داموق في الليل. وقال له عبد الفتاح بعد ان تحسس ذراعه بحث عن سكين ..اوع تكون واقف هنا عاوز مشاكل. وفي نفس الليلة قبض على داموق وحكم عليه بخمسة سنوات سجن. وكان يسير السجن كما يريد. ولم اقابله ابدا بعدها..ولكن عندما قصده بعض الاهل لرد مسروقات طلبت منهم ان يبلغوه تحياتي..فساعدهم لأنه كان لا يحترم اللصوص …
العم محجوب عثمان الذي عرف بالرقيق وهو والد الاستاذ عبدالخالق محجوب كان يسكن في فريق السيد المكي. يجلس كثيرا مع اثنين من عمالقة امدرمان العم يوسف الأغا صاحب المقهي وجاره الارمني كربيت صاحب القراش في مواجهة نادي الخريجين. وصارإسم كربيت يطلق على الاقوياء..مثل اللبخ..وسنعود لللبخ.
اتى لص وسرق ذهب اسرة العم محجوب عثمان. فغضب العم يوسف الأغا واعتبرها إهانة شخصية لأن المنزل منزل صديقه. فأرسل واتى بشيخ الحرامية الذي من العادة يأخذ نسبة من كل العمليات. وقال له الليلة دي عاوز الدهب ده يرجع. وبعد ساعات حضر السارق و المسروقات. صفعه العم يوسف الأغا وطرحه ارضا. وقال له …ده اخوي وتاني ما يجي زول ماري بي هنا. .
صديقي وزميلي في براغ رحمة الله عليه الدكتور صلاح عبدالله كان يجتر معي ذكريات امدرمان في براغ . وكان هنالك شخصيتين لا نمل الكلام عنهم احدهم كان قريبه وهو صائغ كان متخصصا في العمل المنزلي . وقية الذهب كانت تساوى ستة عشر جنيها. ويأتيه زوار الليل بالذهب وكان عنده كل المعدات في المنزل..الكور والدواشات والنشادر والقلفونية …الخ. وبعد ساعات من إستلام الذهب يتغير شكله. والذهب كان عادة مقصد اللصوص الأول. لأنه يمكن ان يباع في نفس اللحظ بثمانية او عشرة جنيهات للوقية. والرطل في السودان 12 وقية. والوقية في انجلترا تساوي 28 غرام فقط والرطل يساوي 16 وقية. صغار الصياغ كانوا يشتغلون في الذهب المسروق لأنه يصعب التعرف عليه بعد إذابته.
الشخصية الثانية في الركابية غرب كانت الخالة (..) وهي إمراة قوية احست بالحرامي إنتظرته وبيدها يد الفندق وما ان وضع رجله على الحنفية لكي ينزل حتى أحس بعظام ساقه تتحطم..فقال بتألم يا خالة كسرتي رجلي …فقالت له بعطف وتالم كامل هي لكن يا ولدي اسو ليك شنو!! ..انت ما سراق وجاي تسرق…واخذوا اللص للبصير وكانت الخالة تطهي له الطعام والترمس الى ان طاب واعطته مبلغا من المال ..وطلبت منه العفو !!
عندما كنت اجالس اللصوص في القهاوي كانوا يشتكون من ثلاثة اشياء القزاز, والقراضة و السلك الشائك. فلقد بدأ الناس في غرز الزجاج المكسر في أعلى الأسوار او القراضة وهي القطع الحديدية المدببة التي تقطع من زوي الحديد في الوابورات والورش. ويغرزونها ويثبتونها بالأسمنت او السلك الشائك وهذا العن . اذا علق فيه اللص يتقطع جلده و(يتوكر) اكثر كل ما قاوم.
والجميع كانوايخافون من كائنين الكلب والمرة اللعلاعة. النساء ع يتظاهرن بالنوم او يخلعن الذهب ويعطونه للص. ولكن هنالك بعض النساء وخاصة اللائي يتمتعن بصدر عريض…صرخة واحد , كما قال احد اللصوص, ما تعرف تمشي وين, تربشك, ما ممكن تضرب ليك مرة. لأنو لو قبضوك اهل الحلة ما بريحوك. وبعدين في السجن ممكن الناس تبزق ليك في وشك…ونواصل
التحية…
ع.س. شوقي بدري
[email][email protected][/email]
لك التحية والاحترام عمنا شوقي على هذه السياحة التاريخية الجميلة اليوم الحرامية اصبحوا رجال دولة قاتلهم الله .
لقد أستفدت من كلمة قراضة كترجمة مناسبة لكلمة (Spike)، أي المسامير الحادة التي توضع في مدخل الجراجات.
هههههههههها يا أستاذ بدري إنت جميل يا اخي جمال السودان زماااااااان يا حليلك
من العادة ان يفتح التاجر دكانه. ويترك الطبل معلقة وهي مفتوحة في الرزة.
تعليق:
مش قلت ليك دي غفلة سودانيين.
حتول لي دي ما غفلة حسب ظروف الزمن داك لأنو كان في أمان و ثقة بين الناس.لكن الآن حدث و لا حرج.
يا روعة حكاويك يا شوقى بدرى البتذكرنا بالزمن الجميل فى السودان سودان ما قبل الكيزان عليهم لعنة الله والناس والملائكة اجمعين!!!
عمنا شوقى رجاء اكتب لينا عن فساد المتاسلمين امثال مصطفى عثمان اسماعيل بتاع
الشاجنات والمتعافى بتاع حظيره الدندر وعلى كرتى بتاع الاسمنت وعبدالله البشير بتاع
الكومشنات وداد بابكر وسندالخيريه وجمال الوالى ومكتب الوالى وخط هيثرو ومشروع الجزيره
والنقل النهرى والسكه حديد وسودانير والراعى عطاالمنان البطحانى الذى مات وله 5 ابناء
فى مركز شرطه تميدالنافعاب واكتب لينا عن نافع على نافع قبل وبعد الانقاذ وعلى عثمان
وامين حسن عمر ب اختصار ورينا من اين اتى هولاء ومن هم ولماذا نحن هكذا والى متى وكيف
الخلاص.
الجريمة و أساليبها تختلف من مجتمع لآخر حسب درجة تعقيد هذا المجتمع أو ذاك.
عمنا يرحمه الله كان يعمل في البوليس في مصر في سني الأربعينات.حكي لنا أن واحد من أهلنا الدناقلة ذهب إلي مصر للعمل.إشتري شال صوف جديد و سمح من ميدان العتبة. و لما أذن للصلاة دخل الجامع.خلع الشال و علقه و جلس يتوضأ .دخل وراءه واحد من الجماعة.اخذ الشال و علقه في رقبته ثم جلس جوار الدنقلاوي في هدوء و أخذ يتوضأ.توضأ الدنقلاوي و قلب الشهادة ثم إلتفت ليأخذ شاله, لكنه لم يجده.أخذ يصيح الشالية…الشالية…مين سرق الشالية بتاعي؟!.
سأله المصري : و إنت حطيت شالك فين يا حاج؟
هتيتة هنا.
رد عليه المصري : دة إسمه كلام يا عم الحاج.في حد بيخلي شاله وراه و يقعد يتوضا. إنت مش عارف ولاد الحلال كتير في الحتات دي…ثم أضاف : أهو نحنا عشان الحركات دي ما بنفرطش في الحاجة بتاعتنا و هو يشير إلي الشال الذي سرقه و درعه في رقبته!!!!
أبدأ مقالك واتمنى ما يخلص .. ياأخي الله يديك العافية ويديم الذاكرة لتتحفنا بهذه الروائع.
إبدااااااااااااع والله أدمنته قصصك الجميله
تسلم وربنا ينعم عليك بالصحه والعمر المديد.
سردك الرائع ياعم شوقى يحلق بنا فى فضاءات ذلك الزمن الجميل وناسه الأجمل حتى حرامية ذلك الزمن كان فيهم مروءة وسأحكى لكم عن أخلاق حرامى من الزمن الجميل ..
عم خميس كان رجلا طاعنا فى السن لكنه كان قوى البنية ..أتى به جدى وهو شاب صغير للعمل ..وحينما توفى جدى لم نكن قد ولدنا نحن جميع أحفاده فلم نراه ..لكن عاصرنا عم خميس الذى لم يترك دار جدى و ظل يعمل مع خالى فى حراسة الجروف فى قرية جدى ..
وحينما كنا نسافر فى الإجازة الصيفية للقرية كنا نتحلق حوله نحن وأبناء خالى لنسمع حكاياته ومغامراته مع السرقة أيام شبابه مع أحد أصدقائه وكنا نستمتع بقصصه كأنها أحاجى ..فكان يحكى لناعن كيف كانوا يسرقون عسل النحل وكيف كانوا يتعرضون للسعات النحل ولا يصدرون صوتا رغم الألم حتى يتمكنوا من الهرب .. قال كنا نجرى حتى نحس بأن أقدامنا تضرب أكتافنا من سرعة الجرى ..
وكيف كانوا يسرقون السمك من شباك الصيادين بعد منتصف الليل والعفاريت التى كانت تقابلهم فى البحر ليلا ..وقصص كثيرة كنا نعتبرها مغامرات وبطولات لعم خميس الذى كان يعاملنا كأبنائه فقد كان يسكن وزوجته فى دار قريبة أسكنه فيها جدى بالقرب مننا..
ذات يوم ذهبنا إلى الجروف مع جدتى ومعهاغنمها.. فقد أرادت جدتى أن تأكل غنمها من قش الجروف فمنعها عم خميس بقوة وقال لها مستحيل أن أترك غنمك ترعى فى الجروف فزعلت جدتى جدا ولكنه أصر على منعها وقام بطرد الغنم ..وقال لها إن خالى قد باع محصول البطيخ لأحد التجار ولا يمكن أن يسمح لأى كائن كان أن يأخذ ولو قشة من الجروف فهذه أمانة فى عنقه..
ورجعنا مع جدتى للبيت وحينما جاء خالى من المكتب حكت له جدتى ماحصل وهى زعلانة ..فقال لهاخالى رحمة الله عليه إن خميس على حق وإنت الغلطانة لأنى فعلا بعت المحصول لتاجر ويجب أن تشكرى خميس لأمانته ..
ما أروعك يا عم خميس وما أجمل ذلك الزمن وماأروع ناسه ..رحمهم الله جميعا.. عم خميس وخالى وجدتى ..
نحن الآن فى زمن التتار لا أمانة ولا صدق …لا نبل ولا مروءة والعياذ بالله منهم…
لك ترفع القبعات يا خالي شوقي وانت تمتعنا بهذه القصص من وحي الفوتقرافك ميموري ما شاء الله و امد الله في عمرك
قصصك ليست للتسلية و الضحك فحسب و انما فيها الكثير من المعاني و الدلالات ازدواجية النفس البشرية أحيانا ما بين الخير و الشر و القسوة و الرحمة .
ود اختك شيقوق
يا عّم شوقي، عمرك ما فكرت تهدى الحرامية أصحابك؟ دائما بتتكلم عنهم بفخر ذى الكأنهم من أحسن النخب السودانية. طيب رأيك شنو فى الضحايا؟
شكرا حبيبنا ود بدرى … نحن سكنا فى منزل اسرتكم مع اخواتنا لدراسة الجامعة وكان شرق مكتبة ام درمان وعمنا ابشر بتاع الطعمية …وكان صديقنا اخونا الكبير مرغنى النجار جار لنا … وفى الزقاق خلف عمارة محمد حسين … وكنا نتعشى جوار القبة… ونحن من كردفان وسكنا مجانا فى دار لكم … واسرة بطرس جوار التجانى الماحى كانو اهل لنا واصحاب … وعمنا عباس مدنى كان يسكن غرب كلية كلية علم النفس رغم سنه كان صديق لنا ووصلنا داره واكرمنا … اكتب لنا عن جورج مشرقى هذا الرجل المهذب وعبد اللطيف خضر الحاوى المسكون بالابداع لاقيته كثيرا فى قطر … وكان يدعونا للاستماع لالحانه من كل فنان لحن له مع العلم ان والده اول عازف اوكرديون فى السودان …. كلمنا عن فتوات الملوص شرق السينما …وعن فتوات القهاوى …. انت من يستطيع اظهار وجه ام درمان الوضئ …_بحكم السن_ وقيل ان (امدرمان الواثق) امراة …. نتمنى توثيق هذا …
ولك كل الود والحب الاكيد سيدى وحبيبى