الجالية السودانية في تورنتو

أعود مرة أخرى لموضوع قديم متجدد بمناسبة الدعوة التي قادها الشاب ” النجيب ” نجيب الشيخ ونفر من السودانيين المخلصين لعودة الروح للجالية السودانية في تورنتو ، بعد غياب تم التعبير عنه بكثير من الضيق ، ففي يوم الجمعة العاشر من يناير الحالي إكتظت دار الجالية السودانية بشارع دانفورث بعدد لا يستهان به من السودانيين- رغم غياب البعض لظروف صحية أو مشغوليات أخرى – بعضهم أتى من ميسيساقا البعيدة للمشاركة في الحدث الذي طال إنتظاره ، وأجد لزاما علي أن أشيد بالبادرة وبالجهد الذي بذل والمال الذي صرف وحتى النظافة الرائعة الهميمة التي تخللت اللقاء الجميل أو أعقبته – فتذكرت أولئك الجند الذين ترجموا الأقوال بالأفعال – ولا داعي لذكر الأسماء .
جلست مبحلقا في الوجوه أعاني من الفرح والحزن معا ، الفرح للعودة والحزن على ضياع الوقت ، فقد ضاع الكثير الذي كان من الممكن إستثماره لمصلحة عضوية الجالية ، وتشتت الجمع يسارا ويمينا ووسطا وتاهوا جميعا في مناقشات عقيمة حول الهدف من الجالية السودانية ، وأكثر الناس تيها ذلك السوداني القبطي المسلم بروفيسو ر توماس توفيق جورج خبير الأسماك ، هو صحيح فرد واحد ولكنه يمثل شريحة يفوق عددهم ال ” 800 ” مسلم من جملة ” 3″آلاف قبطي ، خذوا مثلا السودانيين الأقباط في تورنتو – وأنا أكاد أعرف أسماء
معظمهم – فشلت محاولات جذبهم للجالية السودانية فآثروا الإبتعاد ، إلى جانب مقاطعة واضحة من قبل مجموعات سودانية من شتى بقاع السودان لا يشك أحد في سودانيتهم وإخلاصهم للوطن ، وزمان الشاعر الكبير أبراهيم العبادي في إحدى مسرحياته الشهيرة ” المك نمر ” التي أخرجها مسرحيا الراحل المقيم الأستاذ الفكي عبدالرحمن .
في تلك المسرحية كتب العبادي يقول :
“شايقي وجعلي ودنقلاوي شن فايداني طالما النيل أبونا والجنس سوداني ” فتغير المعنى تماما بإضافة ” دينكاوي ” كتمثيل لجنوب السودان .
من الشائع اليوم أن عدد السودانيين في تورنتو وحدها يربو على ال ” 6000 ” والبعض يقول ربما ” 10 ” آلاف ، ولا أريد أن أدخل في جدل عقيم حول ذلك ، ولكن الحقيقة الساطعة والمحزنة في نفس الوقت تقول أن المتحلقين حول الجالية السودانية في تورنتو عددهم لا يزيد في أحسن الأحوال عن ال ” 200 ” والعدد الحقيقي مؤسف للغاية وربما هذا أحد أسباب ضعف ميزانية الجالية ” الصداع الملازم ” ، والحل السليم هو زيادة عدد الأعضاء لا نقصانهم أو طردهم أو أي شيء من هذا القبيل فرئيس الجالية مهما كانت قدراته ومواهبه فهو ” يحرث في البحر ” ، والمشكلة أن البعض لا يريد إطلاقا الإعتراف بهذه المعضلة الكارثة – لقد كتبت عدة مقالات عن الجاليات السودانية في العديد من البلدان العربية والأجنبية لأخذ العبر !!!- رحم الله شاعرنا الكبير تاج السر الحسن عندما قال في قصيدة آسيا وإفريقيا في مطلعها : عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمة ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة ….
خرج الجميع بفرح غامر ” بعودة الروح ” يتزامن معه وبعد أسبوع واحد إنعقاد الجمعية العمومية للجالية السودانية في تورنتو وتحديدا في الثامن عشر من يناير الحالي لمناقشة التقريرين الإداري والمالي وإنتخاب مجلس جديد ، فهل يا ترى شهر يناير هو شهر الإستقلال والعام الجديد : شهر الفرح ؟؟؟
رائع يا بدرين ولولا داعى النسيان العقيم لحضرت كما الاخرون،، واتمنى أن يتجدد النشاط وتكون جاليتنا اكثر قوة وتماسكا وهميمة بقضايا اعضائها بتورنتو وابنائهم واكثر حراكا لجزب سواد السودانيين الكثر باطراف هذه المدينة الكبرى. ودمت بخير وكل سنة وانت اكثر اشراقا.
ابوناجى..
سيد بدر الدين
لقد ألقيت حجرا فى البركة الساكنة و التى يؤرقنى منظر سكونها دوما. بصراحة أعتبر أن أغلب السودانيين المقيمين فى الخارج قد صاروا مواطنين سلبيين ليس لهم فى الهم الوطنى من شئ و هو ما يجعلهم لا يتحلقون حول رابطة الجالية. لقد أصبح المهاجرون السودانيون لا يرغبون فى شئ يذكرهم بالسودان و ما زالت فى دواخلهم الاختلافات المرضية التى دمرت أهل السودان و أفقدتنا هويتنا. عندما ترجع لثورتنا الخجولة فى سبتمبر 2013 تجد أن مساهمة السودانيون فى الخارج كانت مخجلة بالجد، فالأعداد التى خرجت تتظاهر فى لندن و واشنطون و دبلن و غيرها كانت أعداد ضعيفة جدا و كأنما السودان قد صار يتيما أو بالأحرى بلا أبناء. لماذا فشل الوطنيون (إن وجدوا) الذين يقيمون فى الخارج فى عمل الآتى:
1- عمل قناة فضائية سودانية معارضة
2- الإتصال بجماعات الضغط الغربية لتغيير النظام
3- إستجلاب الأفكار المثمرة من تلك الدول
4- دفع ضريبة الوطن
لقد أصابنا فيروس السلبية فصرنا نعشق الحياة الروتينية و تركنا و للأبد التفكير فى الهم الوطنى. لك الله يا سودان فقد خذلوك أبناؤك فى الخارج و خانوك و سرقوك أبناؤك فى الداخل.
To: [email protected]
Picture of zuhair haruon
اخ بدر الدين وفقكم الله في لم شمل السودانيين جميعا… لاشك انها بقت عمليه جدا صعبه في الزمن ده نسبه لحاجات كتيره منها تداخل مشاكل السياسه مع الاجتماعيات وبرضوا التعصب القبلي في احيان كثيره… احنا هنا حاولنا نوصل الناس ل ترابط اجتماعي قدر الامكان لاكن بدون فايده ههههه
الناس مقسمه للاسف ل موتمر وطني ومعارضه…
اخوك زهير من جنوب افريقيا
أخى بدر الدين تحياتى … موضوع تشتت السودانيين فى كندا عموما فى رأى يرجع لأربعة أسباب :
1- كوادر( تنظيم الأخوان المسلمين ) الموجودين فى كندا الذين تم إندساسهم ضمن فئة(اللآجئين) السياسيين وتغلغل عناصر من السفارة السودانية فى الجالية ..!
2- إنقسام السودانيين وتمحور ولائهم للقبيلة أولا قبل السودان فتجد النوبيين وحدهم وإن جلست معهم ( رطنوا )..! وظهر أيضا أبناء دارفور فى الآونة الأخيرة وإن كانوا أقل عنصرية من النوبيين !
3- إنشغال البقية بأمورهم الحياتية أو الدراسية ولاوقت لديهم لجالية لاتقدم له شيئا سوى المهاترات والمشاجرات ولانشاط لها سوى لعب الكوتشينة فى الدار من أشخاص يعيشون حياتهم على ( الويلفير ) أو ( الديسبيليتى ) !
4- أضحى غالبية السودانيين يحملون الجنسية ( الكندية ) والبعض منهم أصبح لايكترث كثيرا بما يحدث فى السودان فلقد إختار بلدا آخر بديلا له وبدأ يعيش وعائلته حياتهم على هذا الأساس ولامانع من زيارة السودان كنوع من التغيير وملاقاة الأهل ..!