مربو الماشية.. البحث عن مصدات لهجمات اللصوص.. سرقات مبتكرة

الخرطوم – محمد عبدالباقي
السرقة نفسها تطورت، بهذه الجملة المقتضبة تناول (مهدي جبرالله) الجدال الذي دار عقب تداول خبر سرقة ثلاثين رأساً من الضأن تعود ملكيتها لجاره حامد.. جبرالله أفتى بتطور السرقة لأن اللصوص حملوا نعاج جاره الفقير بعربة لوري تركت أثرها وذكرى (النِعاج) بجانب طريق الأسفلت القومي (الأبيض- الخرطوم) جوار وحدة ود عشانا الإدارية التابعة لمحلية أم روابة بشمال كردفان.
مبعث الدهشة والغرابة عند الرعاة ومربي الحيونات على حد سواء هو أن اللصوص ما عادوا يتبعوا الطُرق التقليدية في السرقة والمتمثلة في حمل المسروقات على الجمال أو الهروب بها بأرجلها مما يتيح لأصحابها تتبع الأثر لمدة زمنية معقولة (تفش) قليل من غضبهم وتجعلهم يحتفظون بأمل العثور على المسروقات للزمن القادم.. سبيل جديد ابتدعه لصوص الماشية نقص حكاية بألسن الضحايا أدناه:
نجدة الفزع
قلة لا يعتد بها لا تعلم شيئاً عن طرق سرقة الماشية والأنعام وهي الإبل، الضأن، الماعز، والأبقار، لكن لا غضاضة أن نكشف لهم ما نعتقد أنهم لا يعلمونه، السرقات كانت تتم في السابق بأساليب تقليدية، وكذلك مكافحتها تتم بطُرق تقليدية، منها حينما يسطو اللصوص عن الإبل ويسرقون منها عدد قليل أو كثير يستنجد صاحبها بجيرانه ليتتبعوا الأثر متسلحين بالأسلحة النارية والبيضاء والعصي (يطلق عليهم الفزع)، فيقضون أياما بحثا عنها، وفي بعض الأحيان تتعدى عملية البحث الشهر، وغالبا ما يهرب اللصوص بالإبل المسروقة خارج الولاية. أما لصوص الضأن فلم يكن منهم يتجرأ سرقة أكثر من اثنتي عشر رأساً يحملها على بعيرين، وفي أغلب الأحيان يتمكن الفزع من اللحاق باللص وإعادة المسروقات لصاحبها وتسليم السارق بعد ضربه بسياط (العنج) للشرطة، وكذلك الماعز والأبقار.. ولهذا كان اللصوص لا يعتدون إلا نادراً على الأغنام والأبقار.
طرق مبتكرة
ذاك تاريخ مضى، فقط أردنا الإشارة إليه ليعلم الناس وطأ المأساة التي حلت بالرعاة في الوقت الراهن، وكيف صاروا مهددين بفقدان قطعانهم من الضأن والماعز على وجه الخصوص في لمح البصر، كما حدث لمحمود فضل، وهو من أسرة عريقة في تربية المواشي ومنها الضأن، حيث كان محمود ضحية للسرقة الحديثة التي تُتبع فيها الأساليب الجديدة والمبتكرة. وهذا النوع من السرقة راج مؤخرا وتخصص مبتكروه في سرقة الضأن والماعز، فكادت أن تندثر سرقة الإبل والأبقار لأسباب وضحها محمود فضل (يقطن على مرمى حجر من مدينة أم روابة) الذي اكتوى بنيرانها لمرتين، الأخيرة حدثت السبت الماضي والأولى كانت قبل عامين، حيث أوضح الضحية أعلاه أنه قبل عامين فقد قطيعه بالكامل، وفي المرة الثانية ? أي السبت الماضي – فقد نحو عشرين رأساً من الضأن، وفي المرتين حمل اللصوص المسروقات في عربة لوري وهربوا بها. وبجانب محمود فضل، فقد مواطن آخر من نفس القرية عشرة رؤوس من الضأن، وامرأة فقدت عشرة رؤوس ماعز، وكذلك فقد وداعة الله عبدالباقي أكثر من عشرين رأساً من الضأن بالقرب من ودعشانا، وجميع هذه الحيوانات المسروقة حملها اللصوص في سيارات مختلفة.
العربات وسيلة جاذبة
ويرى محمود فضل أن الطريقة التي ظل اللصوص ينتهجونها مؤخراً تسببت في جعل الكثير من الرعاة يدخلون في زمرة الفقراء والمساكين، لأنه وبالطريقة الحديثة للسرقة صار اللصوص يأخذون القطيع بأكمله في لوري أو دفار، يختفي طريقه واتجاهه مجرد صعوده على طريق الإسفلت. وعدَّد محمود فضل السرقات التي حدثت خلال العامين الماضيين بأكثر من مائة سرقة تحولت بعدها أسرها بأكملها من دائرة الأغنياء لفقراء معدمين، لأن اللصوص لا يتركون خلفهم رأساً واحداً لصاحب القطيع ما دامت العربة تتسع له، أما وداعة الله عبدالباقي الذي فقد نحو عشرين رأساً خلال الأسبوع الماضي، فهو يؤكد أن جميع السرقات التي حدثت لم يتم القبض فيها على لص واحد، ولم يتم إرجاع المسروقات. وقال “الضحايا يذهبون لتبليغ الشرطة عن المسروقات، ولكن المتبع أنها لا تبحث عن الجناة، فقط تكتفي بتدوين البلاغ ضد مجهول، وننتظر (الفزع) إذا قبض على اللصوص يتم تسليمهم للمركز الذي فتح فيه البلاغ، وإذا لم يتمكن الفزع من ذلك على صاحب الماشية أن يلوم نفسه”. وتساءل وداعة الله عن دور الشرطة في القبض على المواشي المسروقة. وأكد أنها لا تتحرك كثيراً في الأمر. وتمنى لو أنها تتشدد ولو قليلاً في هذا الجانب، لأن السرقات بواسطة السيارات أفقرت الرعاة، وهي مهدد رئيس لتربية المواشي، خاصة بولاية شمال كردفان التي شهدت خلال العامين الماضيين بمحلية أم روابة وحدها ما يتجاوز المئة حادث سرقة لقطيع من ضأن وماعز، ولم يتم العثور عليها، وهذا ما أكده يوسف عبدالباقي، وهو أيضا مربي ضأن بمحلية أم روابة
اليوم التالي
اقترح ادخال الترقيم الالكتروني وهو الطريقه الوحيده التي ستحميهم وهو غير مكلف حيث ترقيم حيوان واحد يكلف ما يعادل خمسه جنيه اذا توفرت الادوات اللازمه والشخص المدرب لذلك…. قمنا بالترقيم بالمملكه العربيه السعوديه للابل لانها غاليه واخرون يرقمون الخيل كذلك..
اقترح ادخال الترقيم الالكتروني وهو الطريقه الوحيده التي ستحميهم وهو غير مكلف حيث ترقيم حيوان واحد يكلف ما يعادل خمسه جنيه اذا توفرت الادوات اللازمه والشخص المدرب لذلك…. قمنا بالترقيم بالمملكه العربيه السعوديه للابل لانها غاليه واخرون يرقمون الخيل كذلك..