اللهم قد بلغت .. قبل كم شهر

تحليل سياسى
استأذن قراء الخرطوم الغراء .. وصحيفة السودانى الغراء .. وانقل عنها ماكتبناه فيها يوم 12 نوفمبر 2012 الماضى .. (عقد رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا قمة استثنائية أمس الأحد في أبوجا للمصادقة على خطة تدخل في شمال مالي بمشاركة 5500 جندي من أجل استعادة المنطقة التى تسيطر عليها جماعات إسلامية مسلحة. وبعد المصادقة عليها من قبل رؤساء دول وحكومات المجموعة التي تضم 15 بلدا، سترسل الخطة إلى مجلس الأمن الدولي عن طريق الاتحاد الافريقي قبل نهاية الشهر الجاري. وتنص هذه الخطة التي تبناها وزراء الدفاع والخارجية الجمعة في اجتماع في أبوجا، على نشر قوة من 5500 جندي من دول المجموعة، كما ذكر مصدر في المنظمة. ويقول المصدر نفسه إن دولا إفريقية أخرى لا تنتمي إلى مجموعة غرب إفريقيا، دعيت إلى المشاركة في القمة، بينها جنوب افريقيا وموريتانيا والمغرب وليبيا والجزائر وتشاد.
ومالي التى يقوم العالم ويقعد لها الآن تبعد عن السودان بنحو ثلاثة آلاف كيلومتر.. وقد يرى البعض هذه المسافة كافية لنقول لما يجري هناك في شمال مالي.. وأنا مالي.. ولكن ثمة حقائق أخرى تجعل الأمر جد مختلف.. فقد تسربت معلومات غير مؤكدة أن بعض قادة الجماعة الإسلامية المسيطرة هناك تضع ليبيا وتحديدا جنوبه.. والسودان وتحديدا غربه واحدا من الخيارات المرجحة كملاذات آمنة للجماعة حال تحقق الهجوم الذي يجري التخطيط له الآن… هذا لا يعني أن يكون السودان الرسمي.. كما يتبادر لأذهان البعض.. متورطا فيما جرى ويجري هناك الآن.. خاصة وأن الجماعة المسيطرة هناك قد رفعت شعار تطبيق الشريعة الإسلامية.. بل هي تطبقها بالفعل.. بل العكس هو الصحيح.. فالواقع أن السلطات المختصة في السودان قد لاحقت وتلاحق من تعتقد أنهم وراء تسرب بعض الشباب إلى هناك.. بدعوى دعم الجهاد والدولة الإسلامية الوليدة على حد فهمهم.. رغم تأكيد بعض هؤلاء الملاحقين والموقوفين نفيهم لأي صلة بتلك المجموعات المهاجرة.. أحدهم أكد أنه تلقى طلبا للفتوى من هناك ورفض التعامل معه لاعتراضه على مبدأ (الهجرة)… إلا أن السلطات ما زالت ترجح ضلوعهم في (هجرة) هؤلاء الشباب!
إذن.. ليست ثمة صلة رسمية.. ولكن واقع وجود مجموعة مقدرة من الشباب السوداني المؤثر وسط تلك المجموعات.. بحكم الثقافة الإسلامية العالية.. والحفظ الجيد للقرآن مع حسن الترتيل.. مقروءا ذلك مع حقيقة وجود مناطق خارج سيطرة الحكومة في غرب السودان أو بالأحرى في دارفور.. مع الأخذ في الاعتبار التعقيدات الأمنية والقبلية التي تشهدها المنطقة أصلا.. قد جعل من دارفور خيارا محتملا للجوء تلك الجماعة أو بعضها حال اضطرارها الخروج من شمال مالي تحت الضغط العسكري.. صحيح أن عبور ثلاثة آلاف كيلومتر ليس بالأمر السهل.. ولكن الصحيح أيضا أن عبور دولتين.. مثل النيجر وتشاد.. تتسم قدراتهما الرقابية والأمنية بالضعف؛ يغري بالمحاولة..!
إذن.. أيضا.. إن اقتراب التدخل العسكري في شمال مالي يجعل السودان معنيا بالأمر بشكل مباشر.. حتى لو لم يُدعى لتلك القمة.)
إنتهى ما كتبناه قبل ما يقارب نصف العام .. ويبدو ان شيئا لم يتغير حتى جاءنا الخبر التالى بالأمس (اكد شهود عيان من محلية ام دخن بوسط دارفور وصول مسلحين ملثمين يوم الثلاثاء الى المنطقة يعتقد انهم من المشددين الاسلامين الفارين من شمال مالى يستقلون 10 عربات لانكروزر محملة بالاسلحة الثقيلة وكشف الشهود لراديو دبنقا ، ان المسلحين الملثمين استقروا بمنطقتى (صولما ،وصورا) شمال شرق مدينة ام دخن . وكشف الشهود ان مجموعة من هؤلاء المسلحين المثلمين يستقلون عربتي تايوتا (نيسان باترول) محملة بدوشكا جاؤا يومى الاربعاء وامس الخميس التسوق بمدينة ام دخن . واكد الشهود ان هؤلاء المسلحين الملثمين غرباء على اهالى المنطقة من حيث اللغة والملبس ، وحتى انواع الاسلحة التى كانت بحوزتهم خاصة (الكلاشات) . وقالوا ان مواطني المنطقة يتحاشون الاقتراب والحديث معهم) …!
اذن .. وفى ظننا فإن النصوص تغنى عن أى تعليق …!

محمد لطيف
[email][email protected][/email]