معاصر السمسم التقليدية.. أم جغوغة وأمباز وزيت ولد ونياق تدور معصوبة العينين

أم درمان: دُرِّية مُنيرْ
استوقفي مشهد تلك الناقة، وهي تدور عكس عقارب الساعة، وبلا كلل تعمل طول الوقت، لا تتوقف، تحمل على جانبيها أخشاب ثقيلة مصفدة بأغلال حديدية، وهي مغمضة العينين كيما تعصر زيت السمسم، كل شيء هنا تقوم به (الجمال)، بينما ينحصر الجهد البشري في وضع (السمسم) في المعصرة وتفريغ منها زيت و(أمباز)، وتقوم الناقه بالدوران حول العصارة وطحن السمسم وتحويله زيتاً في فترة تتراوح ما بين ثلاث ساعات إلى أربع، وتتمتع هذه المعاصر التقليدية بمنتج خال من أي مضافات أخرى كيمائية وغيرها ولا منكهات، حتى طريقة التعبئة تبدو وكأنها آتية من عقود مضت.
زيت الولد والركبة
وفي هذا السياق، يقول أبوالقاسم صاحب معصرة إن مكوناتها من المواد الخام الغابية المتحة، لكنها بعد كل هذا مكلفة جدا، فسعر الجمل وحده يصل (9) آلاف جنيه، أما عن بقية القطع التي تتكون منها (العصارة)، فهي الركبة، وهي حجارة توضع على جنبيها لتصل القوس مع الإبط، وهو عبارة عن لوحين من الحديد، وأضاف: توضع خشبة مجوفة ومخروطية الشكل تسمى بــ(الولد) داخل العصارة، وهي التي يوضع فيها السمسم، وكشف أبو القاسم عن أن زيت السمسم مفيد وصحي، وغالباً ما يستخدم في حالات سوء الهضم، الالتهابات، الرطوبة، ويشرب كعلاج كما هو مفيد للبشرة.
مصنع من (الشوالات)
تدور الناقة داخل (راكوبة) من جوالات الخيش، وفي ركنها القصي أكواماً من قوارير وجرادل الزيت، يواصل أبو القاسم: تبدأ المرحلة الثانية من عصر السمسم باستخراج نوع من الزيت المخلوط (الثقيل)، فيُصفى في جردل، وما يتبقى منه هو ما يسمى بـ(الأمباز) الذي يُستخدم كعلف للحيوانات، ناتج الزيت من (الطرحة) الواحدة، وهي الفترة التي يقضيها الجمل دائراً حول المعصرة. ومضى مفصلاً: رغم أن المعصرة تقليدية ولكنها تنافس الحديثة، وربما تتفوق عليها من جهة أن الزيت طبيعي ومصفى ونظيف، بينما منتح المعاصر الحديثة به بعض الإضافات، هنا يعصر الزيت أمام عينيك خالياً من المواد الحافظة.
قوارير سكراب
في ناحية قصية من المعصرة لفت نظري شاب عشريني يدأب طول اليوم، منذ أن تمد الشمس أشعتها الذهبية منتصف النهار، وإلى نهاية دوامه في تعبئة الزيت داخل قوارير المياه الفارغة، قال الشاب إنه أحب مهنته التي ورثها عن جده، فهو يأتي هنا بعد دوامه الجامعي يقضي بقية يومه في غسل وتجفيف القوارير المستعملة ثم يضعها على (عنقريب) رأساً على عقب في مكان بعيد نهاية المعصرة، وينحني عليها طيلة النهار، ثم يبدأ في تعبئة الزيت بحسب الطلب في قوارير متفاوتة الأحجام، أحيانا يتعاون مع زبائن معتمدين يأخذون كميات مهولة لبيعها في السوق مقابل أرباح معقولة، أو كما قال
اليوم التالي
وسائل إستخراج الزيت تطورت ولا داعى لتعذيب هذا الحيوان المسكين ولو كان هناك جمعية لحقوق الحيوان كما فى البلاد المتحضرة لنجا هذا الجمل المسكين وأمثاله من تلك الممارسات البدائية والله المستعان
توجد الان عصارات زيوت تعمل بالكهرباء او المولدات وهي رخيصة الثمن عالية الانتاج وليس بها اية اضرار صحية كما انك يمكنك الاستفادة بنسبة 150% من السمسم والزيوت الفول السوداني او دوار الشمس بدلا من هذا الجهد وكثير جدا من الزيت يضيع بسبب هذا العصارات اليدوية
يا سبحان الله
والسر مكتوم الي يوم يبعثون/ لكن المحيرني هو لماذا كل جمال العصارة تدور عكس عقارب الساعة؟!!! وهل مما ممكن تدور في اتجاه عقارب الساعة لو في حد عارف السر يجيبنا ولو ممكن تدور في نفس الاتجاه برضو افيدوني رعاكم الله