ثورة للزنج أم محاولة زنوجة الصراع السياسي في السودان ؟

ثورة للزنج أم محاولة زنوجة الصراع السياسي في السودان ؟
رشيد خالد إدريس موسي
[email][email protected][/email]
قامت ثورة الزنج في البصرة من أرض العراق, في القرن الثالث الهجري ( 255 ? 270 هــ ) , و في عصر الدولة العباسية. كان سبب الثورة, هو المظالم التي تعرض لها الزنج وقتها. لكن تمكنت الدولة من القضاء علي هذه الثورة ووضع حد للفتنة التي كادت أن تعصف بالوضع و إعادة الإمور إلي نصابها.
و قد عمد البعض من الكتاب في الفترة الأخيرة إلي إستخدام هذا المصطلح ( ثورة الزنج ) ليصوروا الصراع الذي يدور في بعض أنحاء البلاد, بأنه ثورة للزنج ضد العرب. و من هذا ما قرأته للدكتور/ الوليد مادبو, تحت عنوان ( ثورة الزنج ). إدعي فيه أن الصراع الذي يدور بأنه صراع زنوجة و عروبة. في هذا القول خطورة بالغة علي الأمن و السلام الإجتماعي.
أي زنج تقصد ؟
يقصد بالزنج, ذلك العنصر الأفريقي الخالص, مقابل العناصر التي دخلتها دماء غريبة, مثل الآفريكانييز في جنوب أفريقيا و العناصر التي إستعربت. و بعض من هذه العناصر التي إستعربت يغلب عليها الدم أو العنصر الأفريقي و بدرجات متفاوتة كحالة بلادنا. و بعضها يغلب عليه العنصر العربي , كحالة الشعوب التي تقطن شمال أفريقيا. و عليه يمكن القول, أنه لا يوجد عنصر عربي خالص أو أفريقي خالص في بلاد السودان بحدوده الحالية. لا أدري من أين أتي الكاتب بهذا المفهوم؟
لم يصور الصراع الذي كان يدور بين شمال السودان و جنوبه و أدي إلي فصل الجنوب عن الشمال, لم يصور بأنه صراع بين الزنوج و العرب, بإعتبار أن سكان الجنوب, هم عنصر زنجي, و هم من يسمونهم النيليون Nilotics. و لم يصور هذا الصراع الذي طال أمده بأنه صراع ديني, و إنما كان صراعاً بسبب التخلف الإقتصادي و الإجتماعي الذي يعيشه هذا الجنوب منذ زمن طويل. لم يكن للشمال يد في حدوث هذا التخلف, و إنما هو وضع نشأ بفعل ظروف جغرافية و سياسية, إذ عمد الإنجليز إلي عزل الجنوب عن الشمال, بسن قانون المناطق المقفولة في عام 1923م, و ذلك بهدف تكريس هذا الوضع الشاذ و الحد من إنتشار الثقافة العربية و الإسلامية في الجنوب و التمدد جنوباً إلي داخل القارة الأفريقية. هذا ما تحقق لاحقاً و بعد زمن طويل, إذ تم خلق دولة عازلة Buffer state , هي دولة جنوب السودان. كان هذا هدف إستيراتيجي, سعت إلي تحقيقه الدوائر الغربية, منذ زمن بعيد.
أما في حالة السودان الحالي, من يرضي أن يوصف بأنه زنجي ؟ ذلك أن هذا التعبير ( زنجي ) يحمل دلالات إجتماعية و نفسية سالبة. لسنا في حاجة إلي العودة إلي الوراء و التنابز بالألقاب , بل يتعين علينا أن نرمي هذا السلوك البائد, وراء ظهرنا, لكي نتطلع إلي الأمام في ثقة و دون حساسيات.
لقد إختطف الإنسان الأفريقي من موطنه في أفريقيا و إقتيد إلي الدنيا الجديدة, حيث سخر في إنجاز التنمية في بلاد الأمريكان و مارس أعمال السخرة, بإعتباره عبد مسترق, ليس له من الحقوق, غير حق الحياة. لكن تطورت النظرة و الإشارة إلي هذا الأفريقي الأسود, عبر الزمن, و ذلك من عبد Slave إلي زنجي Negro إلي أسود Black. و أخيراً أصبح يشار إليه بأنه أمريكي ? أفريقي , أي أمريكي من أصل أفريقي African -american, و إعتباره مواطن, له كامل حقوق المواطنة. و توج هذا التطور الإجتماعي, بإنتخاب رجل ملون و لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية, بعد السنين الطويلة من الفصل العنصري الذي كان سائداً, بين البيض و السود.
لنكن واضحين و نقول أن الصراع الذي يدور في بعض أنحاء البلد, هو صراع حدث بسبب تخلف و ضعف خدمات التنمية , و بفعل الظروف الجغرافية و الإجتماعية التي تسود في تلك الأنحاء من بلادنا. و قد عمد البعض إلي إستخدام مصطلح الهامش و المهمشين, ليشير إلي سبب هذا الصراع , و أن هناك قلة منعمة تستحوذ علي الثروة و كثرة محرومة لا تجد شيئاً. لكن لم يجد هذا الخطاب حظه من الذيوع و الإستخدام كورقة سياسية و ماتت هذه الدعوي في مهدها. و لن تنجح فكرة عنصرة الصراع, ووصفه بأنه صراع بين العروبة و الزنوجة, أي زنوجة الصراع, كما سماه الوليد مادبو بثورة الزنج, ذلك أن سبب هذا الصراع هو تنموي, نشأ بفعل ظروف يتعين علينا أن نعمل علي علاجها بما يستحق من معالجة.
نأمل من الكتاب و قادة الرأي, أن يتوخوا الدقة و الأمانة في تناول هذه المسائل, ذات الطبيعة الحساسة و عدم إستعجال الشهرة, عن طريق إثارة هذه الفقاعات.
سلم لنا يراعك استاذ رشيد على هذه الفذلكة التاريخية المحكمة والدفوع القوية. كنا نأمل الإطالة قليلا لأننا تقينا من أنك ملم إلما كبير بهذا الموضوع الخطير. أريد أن انبهك أنه إلى جانب كتابات دكتور الوليد مادبو هناك أيضاً من يطرق على هذا الوتر الحساس وهنا على صفحات الراكوبة وهو الدكتور شوقي بدري. أضع يدي في يدك وأعاهدك على محاربة هذه الأقلام السامة حتى تستقيم قناتهم.
زي ما عايزة انتي البعجبك شنو فكلم زنج فلستم عرب يا كاتب فسمها كما شئت والحشاش يملا شبكته
لو ذهب السودانيون الذين يدعون أنهم عرب أقحاح الى الشام و سألوا أهل الشام :هل نحن عرب أم زنوج؟
كلكم يعرف الرد المؤكد!!!
الم يقولو مفكرونا كحسن مكى بان الصراع عربى زنجى يجب الاعتراف اشان نقدر نبنى دولة لماذا حورب الكتاب الاسود ولم يلتفت الى ماجاء فيه كان قدرنا احتواء مشكلة دارفور والحرب اولها كلام وماانفصال الجنوب الا تاكيد وبضدها تتمايز الاشياء فشلنا وحلنا ادارة التنوع واعلاء قيم المواطنة وازالة التمييز المعلن والخفى والسودان يسع الجمييع
كيف يمكن أن نحارب العنصرية و هى ممارسة من قبل علية القوم أي البشير و نائبه على عثمان، فهما عنصريان معروفان و قد صرحا بذلك فى أكثر من مناسبة، حيث وصف البشير أبناء الجنوب و الغرب بأنهم عبيد و فروخ و كذلك فعل نائبه على عثمان عندما وصف الدكتور/ على الحاج بأنه فرخ أي عبد، أخواننا السودانيين المستعربين هم أكثر الناس عنصرية مع أن العرب لا يعتبرونهم عرب و لا يعترفون بأي سودانى كعربي، و هذا واقع معاش فى دول الخليج العربى، اذن هم يتهافتون للالتصاق بالعرب و العرب ينئون عنهم و لا يعترفون بهم لأن ألوانهم ليست كألوان عرب الخليج عليهم أن يعتزوا بانتمائهم الأفريقى و قبله انتمائهم الاسلامي، ثم ان ملامح السودانيين ليست عربية أنظر الى على عثمان، ملامحه أقرب الى ملامح غرب أفريقيا و كذلك البشير و ليس فيهما أية ملامح عربية على الاطلاق الا لسانهم العربي كما هو حال معظم السودانيين، اذن على ماذا يتكبران و يمارسان العنصرية؟ لا أدري و كما قال المثل ” الجمل ما بشوف عوجة رقبتو”.
أما في حالة السودان الحالي, من يرضي أن يوصف بأنه زنجي ؟ ذلك أن هذا التعبير ( زنجي ) يحمل دلالات إجتماعية و نفسية سالبة. لسنا في حاجة إلي العودة إلي الوراء و التنابز بالألقاب , بل يتعين علينا أن نرمي هذا السلوك البائد, وراء ظهرنا, لكي نتطلع إلي الأمام في ثقة و دون حساسيات
صدقوني نحن عنصريون حتى النخاع ، رئيسنا يصف الجنوبيين الذين كانوا معنا منذ أمد قريب ولا زالوا معنا وبيننا حتى هذه الساعة يصفهم على الملأ وعلى الهواء مباشرة بانهم ( حشرات وعبيد ) ولم ينفع معهم إلا العصا، فهل هذاالكلام يرضيك ايها المواطن السوداني العزيز النبيل الذي تحترم وتقدر الآخرين ، هذا الكلام الصادر من رئيسنا الهمام سوف يتم تخزينه وتذكره وترديده من قبل كل القبائل غير العربية ( أبناء الزرقة أو الغرابة بدون تحديد .. فقط لمن كان شعره خشن أو مقرقد ) ، والحقيقة أن هذا هو الوصف الذي في نفوس وقلوب الآخرين وهذه هي النظرة والفهم الذي يعشعش في نفوس وقلوب الآخرين من غير أبناء الزرقة ، عيب والله عيب – متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا أيها الموهومون بالعروبة .
العنصرية ظاهره في السودان ومن اراده ان ينكرها كمن اراده ان يحجب الشمس بيديه عنصريه زائفه
انا سوداني أعمل خارج السودان ولاسباب كثيرة طفت جميع الدول العربية من سلطة عمان الى بلاد فاس ” الما وراهــا ناس ” وكنت دائما احرص على مقابلة العرب البدو والحديث معهم عن الانساب ، حقيقة لم اجد أي منعهم ادعى بان جده العباس،أو سيدنا ابوبكر او عمر او عثمان . لذلك اشك في نسب الذين يدعون ان جدهم العباس (رضي الله عنه ) في بلاد السودان، ربما كان جدهم عبدا من عبيد العباس تم عتقة كفارة لذنب او تقربا لله ، آلــي العباس ليس عرب بدو بل هم سكان مدينة مكـة المكرمة منذ مئات السنين وآلي العباس لاحقـا سكنوا القصور وحكمواالعالم كقوة عظمى وقتها ( الدولة العباسية ) ، وكانوا وقتئذ في قمة الترف والتحضر والمدينة ، فكيف لإنسان عاش مدنيا مئات السنين فينحدر الى السودان ويعيش بدوي في شرق كردفان زمنا ليس قصيرا ( ذلك بإعتراف إبن المك نمر في مقابلة تلفزيونية في تلفزيون السودان ) ثم نتيجة لظروف الفقر والجفاف أو الحروب يهاجر الى شمال السودان فيجد قوما متحضرين امتهنوا الزراعة فصار مزارعا وكون قرى فصارت مع الزمن مدنا ثم شاءت حكمة ربي ان تهب ريح التعليم من الشمال (مصر) فيتعلم بعون من المستعمر ومن اموال الشعب السوداني في زمن الغفلة ، يقصي بعقلية جهوية كل من لا ينتمي الى ” التضامن النيلي ” او من ” التضامن النيلي ” لكنه غرد خارج السرب . ان الجنوبيين والافارقة وامثالهم جزورهم اعمق من جزور كل عربي في هذا البلد وهي متجزة في هذا البلد قبل ” يُـعرب ” سوف يسأل هؤلاء يوما ما عن الاقصاء والجهوية والقبلية المتجزرة في أعماقهم. ان كيد ربي عظيم.
مدعي العروبة ليتهم يرجعون بالزمن الى الوراء ويلتمسوا الطريق الذي دخل به العرب الى السودان من المدينة المنورة الى بلاد فاس ثم يعودوا الى ليبيا وتشاد وجنوب مصر فتـجد ان معظم القبائل العربية لها افرع في تلك المناطق إلا قبيلتى الشايقية والجعليين ، وأتحدي بهذا أي المخلوق كان جعلي او شايقي ان يكون لاجداده اثر في المغرب ،مورتانيا ، ليبيا ، تشاد ، النيجر ومصر أوحول المدينة المنورة. ياعبيد العباس اتقوا الله فينــا.
انظر جيدا الى صورة الجاز، على عثمان ، كرتي ، الشاعر حميد (غفر الله له ) والكاتب الطيب صالح ( غفر الله له ) وصلاح قوش وحيدر إبرايهم وغيرهم هل تحس بالله ان جدا لهم عربي، ثم انظر مليا الى الجعليين ، ألا ترى ان هناك شبه كبير بينهم وبين الاحباش إلا الذين إختلطوا نسبا بالعبابدة او الجعافرة او بقايا المستعمر ، قم بزيارة الحبشة وتاكد بام عينك من ذلك ، ثم طوف باهلنا البطاحين والشكرية والمجانين والرزيقات …الخ وقارن بين عرب و (عرب). وتلاحظ ايضا ان بعض القبائل العربية رغم انها في مناطق متاخمة للافارقة او داخل مناطق الافارة الا انهم اقرب للعروبة والعرب وللسان العربي من هؤلاء ، ذلك إذا كان في ادعـاء العروبة شرف وتميّز
إن اليهود بغوا في الارض بعد ان آتــاهم الله العلم ” وبنوا العباس” هؤلاء بغوا في ارض السودان بعد ان سبقوا اهلة في العلم ومزقوا اهله عرب وعجب وغرب شرق “واهل العوض ” واهل ” التضامن النيلي ” .
سـؤال : لماذا لا يدعي البديرية النسب الى العباس مثل اهلهم الجعلييين ؟؟
سؤال اخر : اين نسل العبيد الذين كانوا جزء من التركيبة الاجتماعية في جزيرة العرب، وأين ذهب الزنج في جنوب العراق (ارض الاهواز ) والذين قاموا يوما ما بما يعرف تاريخيا بثورة الزنج؟!