مقالات وآراء سياسية

فن التفاوض مع أمريكا باستصحاب الصين

أسامة ضي النعيم محمد 

 

شكرا للقائمين علي المؤتمر الاقتصادي ،  حرك استفسارات أكثر مما  قدم من ثوب أودرع علي المقاس السوداني ، لم يقدر في السرد أو يذهب كما دكتور محمد يونس ليقدم نموذج بنك غرامين أو بنك القرية في بنغلاديش ، ساهم بنك القرية كثيرا في كسر حده الفقر ونقلت المحاولة دكتور يونس الي نيل جائزة نوبل في الاقتصاد ، سارت علي اثر تجربة دكتور محمد يونس ولايات أمريكية كثر.

يعوزنا الاعتراف بقصور وضمور الناتج المحلي السوداني ، المزارع لا تشجعه الدولة علي زيادة مساحة الحواشة أو (البلاد) هي فقط بضع أفدنة أو(مخمسات) ربما الت اليه ورثة ، لا تحرك مساحات الزراعة الفردية تساؤلات عند أهل النخبة والدراية في الزراعة كما حركت القروية البنغلاديشية بفقرها ذاك عقل دكتور محمد يونس ثم كان بنك القرية ، نخبة الزراعيين عندنا في السودان اتجه النافذون منهم الي السياسة يقودهم شيخنا دكتور عمر نور الدائم – عليه رحمة الله—والانقاذيون منهم فضلوا اقامة بيوت الاشباح وتعلم أساليب التعذيب في ايران يقودهم نافع علي نافع ، تركوا التنظير في زراعة القطن والسكر الي عقل الطبيب العمومي دكتور عبد الحليم المتعافي ورجرجة من أمثاله دخلوا ساحة الفتوي في القطن المحور والحصول علي القروض لإقامة مصانع السكر من باب التمكين. 

التوصيات معلقة في الهواء كمثيلاتها يغيب الاطار الذي يحملها والاختصار الموجز الذي يحمل المعني للمزارع ، زيادة المساحة المزروعة من الذرة في السودان تمكننا من المنافسة مع أمريكا للحصول علي حصة من سوق الصين ، يخرج المؤتمر ربما بتوصية في هذا المنحي مع تشجيع لوفد من المؤتمرين للذهاب الي الصين وبحث احتياجات الشركات الصينية من الذرة ومدي مساهمة الصين لزراعة مساحات كبيرة  من الذرة لصالح السوق الصيني ، فقط وضع هذه التوصية يحرك جنون أمريكا لأنها اجراء يؤثر سلبا علي مزارع الذرة الامريكي ، هو نوع من المفاوضات بسلاح المصالح والتنافس للحصول علي شريحة من السوق العالمي، ذاك أيضا من كتاب الرئيس الامريكي (أمريكا أولا) وعندنا السودان أولا.

سوق الذرة ليس وقفا علي حاجة الصين ، دولة جنوب السودان ودولا أفريقية في أمس الحاجة الي شحنات الذرة عبر السكة حديد والبواخر النيلية والشاحنات الي تشاد وأفريقيا الوسطي ، ما نحتاجه بيان الطلب من أسواق تلك الدول ، الخضروات والفواكه أيضا تحتاج الي جلباب يخرج من توصيات المؤتمر الاقتصادي لإمداد دول الجور وإقامة مصانع لتجهيز الخضروات للتصدير كما اللحوم ومنتجات الالبان وكل ذلك يتبعه تشغيل العطالي وتحريك عجلة الاقتصاد وزيادة الناتج المحلي بزيادة مساهمة الافراد المنتجين. كبسولات التوصيات تعيدني الي التركيز علي حسن تقديمها بشكل يستوعبه المزارع والراعي فالإكثار من ترديد رفع الدعم يقابله القول بفتح مجال الجمعيات التعاونية ودعم النفير في القرية وحفر الابار لتسهيل وتجسير الفهم للوصول الي معني زيادة الانتاج بتوفير معيناته .       

العبقرية والكياسة  في تقديم حل المشكل الاقتصادي في الدول الاقل نموا لا تأتي بإسقاط نموذج أوربا وأمريكا عليها ، اذا فعلنا ذلك نماثل قول ماري انطوانيت الشهير أو صديقنا خبيرأجهزة الحاسوب الذي كان يحاضرعنداحدي جزر المحيط في ضرورة الاستعانة بالاجهزة الحديثة وبعد انتهاء المحاضرة وجد نفسه والآخرين في ظلام  ولما استفسر كان ردهم أن الاضاءة الكهربائية لا تتوافر في الجزيرة وإنما تم الحصول عليها استعارة من جزيرة أخري جاره.

وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد  

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..