عام جديد.. ومساحة من الأمل
عام جديد.. ومساحة من الأمل
شادية حامد
[email protected]
عام جديد.. يقول للسودانيين في الداخل وفي المنافي، هاهي56 عاما على إستقلال وطن قال عنه التاريخ يوما، أنه قلب أفريقيا النابض وجسر الثقافة العربية والإفريقية وقالت الجغرافيا إنه أكبر أقطار إفريقيا مساحة وقد كان مرشحا يوما لسد فجوة الغذاء العالمي، وأكبرإحتياطيا للأمن الغذائي العربي.
عام جديد.. يذكر السودانيين بتلك الحقائق مثلما يذكرهم بهذاالحاضر المؤلم الذي جثم فيه على صدورهم نظام فاشي وأضاف إلى حالة الكساح التى يعاني منها أمراضا جديدة أعادت الوطن تاريخيا إلى ظلام العصور الوسطى. وجعلت جغرافيته مناخا قابلا لكل الإحتمالات التي تزيد من تشرزمه وإنفصاله، بعدما إختار أخوتنا في الجنوب الإنفصال تاركين أخوتهم في الشمال غير آسفين.
عام جديد… يقول للسودانيين إن هذا النظام هو الذي هيأ كل الظروف بممارسته لهجرة عقول لامثيل للسودان في تاريخه بها، حين لم يجد شرفاء السودان ومثقفوه أرضا أو هواء يتنفسون فيه حب وطنهم ويبدعون… فطرقوا المجهول مكرهين لا أبطال. عاما جديد… يقول للسودانيين إن تلك الهجرة وبما شملت من عوائل وأطفال تحمل تعقيدات إجتماعية ،ثقافية وسياسية على مستقبل وطن حين تأتي هذه الأسئلة.
كيف يستطيع أولئك الأباء أن يوازنوا بين الأشواط التي قطعها أبناؤهم في الإنسجام مع حضارة المنافي، وبين ما يوفروا لهم ما يعين مستقبلا على تحفيزهم للعودة معهم إلى وطن تقول كل الدلائل إن معارك بنائه ستبدأ من تحت الصفر. بعد أن أنهارت تركيبته الإجتماعية والأخلاقية فأصبح الفساد هو الصفه التي غلبت على ذلك الكرم التي كان يتصف به الإنسان السوداني أينما وجد.
كيف ؟ وكيف وكيف إلى آخر تلك الأسئلة.
أسئلة تقيلة كما الجبال….
إجاباتها تترك في النفس حسرة وهواجس كافية لتدمير العقول و النفوس، ومع ذلك كل عام وأنتم بخير…
دعونا نأمل في سودان جديد نحافظ على ماتبقى… ونسترد ما نهب منه من أجزاء…. سودان يفتح زراعيه لبنيه في الداخل والخارج…ونغني كلنا أنا السودان …وماذا نملك غير الأمل وما أضيق العيش لولا فسحة من الأمل.
