ديك (أم روابة)

ديك (أم روابة) لا تظنه أبداً ذلك الديك الرومي الضخم أو المصري أو حتى الديك البلدي بالتاج الأحمر الزاهي والذي يمشي الهوينا.. وأيضاً ليس المقصود هو ذكر الدجاج. والذي يصيح قرب الفجر ليقوم مقام المؤذن ومكبرات الصوت في القرى النائية والأرياف منبهاً بدخول وقت الصلاة.. المقصود والمعني هنا (أم روابة) المغدورة والتي دنست من قبل ما يسمى بالجبهة الثورية وقطاع الشمال وبحماية مطلقة من الحركة الشعبية ممثلة بدولة الجنوب.. ولا أدري هل المسافة بين (بارا) و(أم روابة) قصيرة لهذا الحد ويمكن قطعها سيراً على الأقدام؟؟ وهل (أم روابة) سهلة الوصول وقريبة المنال لهذه الدرجة؟؟!!.. على وصف أغنية بلبل الغرب عبدالرحمن عبدالله: (أمشي بارا وديك أم روابة).. ديك هنا اسم إشارة ويمكن رؤية الشيء المحدد لقربها بالعين المجردة..
(أم روابة) تلك المدينة الوادعة الآمنة الجميلة دخلتها أقزام بأقدام قذرة ملوثة وملطخة في خلسة.. وغفلة من قواتنا مثلما يحدث كل مرة.. نحن لا نشك لحظة في إخلاص جيشنا المغوار والمقدام ولا نتشكك في مقدرة وقتالية وبسالة قواتنا المسلحة.. ولا نريد أن تكون كل مدننا وحضرنا وبوادينا وهجرنا وقرانا سكنات عسكرية، ولا نستطيع تغطية كل مساحاتنا الشاسعة بالجنود المدججين.. فقط نريد تأمين منشآتنا الحيوية والإستراتيجية ومداخلنا وشريط حدودنا خاصة غير الآمنة منها.. ولا يعقل أن يكون بأفراد من الشرطة وبسط الأمن الشامل الذين يتسلحون بالعصي والأسلحة الخفيفة.. يستدعي ذلك ألوية وكتائب من الجيش والذي يتدخل دائماً في الوقت الضائع لدحرهم وطردهم، وهذا أصعب بكثير من صدهم.. ولو أحسوا بوجودهم لما تجرأوا وجازفوا من الأساس.. فإلى متى نبذل أرواحنا رخيصة بلا حاجة.. وإلى متى نساهم في الهدم أكثر من البناء؟؟!!
ولا يمكن أن نلدغ من نفس الجحر والعدو مرات ومرات وهذه العقارب والأفاعي تقطع مئات الأميال من الفيافي والصحاري والوديان داخل أراضينا وتضربنا في العمق ونحن في سبات.. وكل مرة ندعي بأننا متابعين لتحركاتهم من البداية، فماذا ننتظر؟ هل نتوقع أن يقابلونا بالورود والأزهار أم نتحرز كل وقت من الانفجار.. يجب أن نضع المجتمع الدولي جانباً ولا نفكر في العواقب عندما يهدد أمننا القومي..
يأتينا التحذير بالتفصيل كاملاً وباكراً لأخذ الحيطة والحذر والاستعداد والتصدي، بل مقابلة العدو ومهاجمته خارج المدينة وتخوم الحدود.. الشارع يرى ضرورة عدم التفاوض مع ما يسمى قطاع الشمال والجبهة الثورية أم أي مسميات أخرى.. وبعض الكتّاب والمحللين والمسؤولين عكس ذلك، فالمهم عندي رأي الشارع.. نحن لا نرفض التفاوض مع المعارضة أو الأفراد والأشخاص أياً كانوا، الرفض القاطع هو أن يظل بيننا حزب لدولة أخرى معادية حتى بعد الانفصال وليس الاستقلال كما أصر دائماً عكس الكثير من المسؤولين والإعلاميين..
ديك (أم روابة) والديك المؤذن كلاهما يعلمان ويعيان جيداً معنى الوقت ومعنى المصارعة والمقاومة والانتصار على الأعداء.. فإذا رأيت الديكين فقد رأيت خلاوي القرآن الذي استهدفه الخونة وقتلوا من هم في ذمة الله.. فصياح الديك مرتبط برؤية الملك مثلما ارتبط ما يسمى بالجبهة الثورية بالحمير لأنهم شياطين الإنس فأحذروهم أكثر من شياطين الجن..
وفي الصحيحين، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا سمعتم صياح الديكة، فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير، فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانا”..
نكرر لا يجب التفاوض مطلقاً مع أي حزب أصلاً كان أم فرعاً من خارج الوطن.. وهذا رأي الشعب قالها بوضوح..
من البعد والغربة أحيي قواتنا الباسلة وليدم سوداننا علماً بين الأمم وأهدي لأهلنا في (أم روابة) الغالية والصامدة رائعة العملاق وردي:
أحبك حقيقة وأحبك مجاز.. أحبك بتضحك وأحبك عبوس.. بحضرة جلالك يطيب الجلوس..
حفظ الله غربنا الحبيب و(أم روابة) وكل أصقاع السودان من كيد الطامعين والحاقدين، إنه على كل شيء قدير..

** كلام من دهب: كل عام وأنتم أعزائي القراء الأفاضل بخير وعافيةأعاده الله على الأمة الإسلامية باليمن والبركات والنصر المؤزر إن شاء الله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اخي محي الدين– كل عام وانتم بخير– شكرا لرفعك ذكر امروابه وهي باذن الله مرفوعة الذكر دائما وعتبي عليك اخي العزيز انك تكتب وما تزال خارطة السودان القديم ( بلد المليون ميل مربع وحدوده من حلفا لنمولي) واراك تضع امروابه في الغرب — لم يعد الامر كذلك هي الان تخوما وجنوبا جديدا وتستحق ان يقف عند اطرافها الجند (الهجانة) لحمايتها لانها ثغر غني بالصمغ الذي تحبه امريكا وتخرجه من سلع المقاطعة ويمكن الاعتداء علي محصوله في اي وقت وتصديره لتمويل تلك الجماعة او هذا الفرع من الجنجويد المتفلت او ان تحصل جماعة موسي هلال او عبد الواحد علي انتاج السمسم في ضربة واحدة — امروابة (عروس محفلة) بكل انواع الجواهر والزمرد وحري بنا حماية هكذا ثغور ولم تعد هي الغرب الوادع وسط السودان محكر بين الدعة والطمأنينة فالامن استلب يوم الانفصال واصبحت امروابا جنوبا لا غربا ولك التحية والتقدير من (امروابي حتي النخاع )ويرسل تحيته الي توأمها بارا العزيزة بجنائنها الغناء واصوات السواقي تدور وتدور وحمي الله جنوبنا الجديد وكل السودان ورد اله غربة حلايب وشلاتين واجزاء القضارف المقتطعة واسكت الله نيران المدافع بدارفور واعاد لها نار القران .

  2. يا مهووس خلاص اصبحت وصي للشعب و اقول ليك ان 100% من الشعب يتمني ايقاف الحرب لكن الظاهر انت احد لوردات الحروب

  3. الأستاذ وردي لك كل الشكر والود على نعليقك الذي يدل على فهمك واستيعابك لما جاء بالمقال حرفاً حرفاًوهذا ليست بمستغرب على أمثالك من الصفوة. أما الأخ السمكري فليس في العالم كله شخص عاقل وفطن يريد الحرب آمل إعادة قراءة المقال مرة ومرتين مع شكري الجزيل واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ونسيت أن أبارك لك العيد كل عام وأنت وكامل الأسرة بألف خير.. أماالأستاذ أو اللاعب كاكابعد التحية العاطرة والتهنئة بالعيد، فقد كتبت مراراً وتكراراً بأن بعض مقالاتي قديمة وهي فقط للحفظ والتوثيق لأن هذا المقال وجد حظه في وقته في صحف كثيرة بالتزامن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..