الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ (1)+(2)

@ مخطئ من يظن أن موجة العداء للحزب الشيوعي السوداني انتهت او قلت حدتها أو ستنتهي في يوم من الأيام . كل المؤشرات تؤكد بان اعداء الحزب يبيتون النوايا في كل مرة لضربة أكبر big catch بعد أن خرج الحزب الي العلنية لأن معظم العناصر التي تتصدي للحزب من المأجورين و الخونة الموعودون بعالي جنان رضوان ، يعملون لحسابات آخرين يقبضون الثمن عمالة وارتزاق . بعد يوليو1971 تعرض الحزب لأكبر تصفية دموية لقياداته و اعتقالات طالت غالبية عضويته ورغم عن كل ذلك خرج من تلك المحنة اكثر قوة و إصرارا و تنظيما خذل كل الذين قبضوا الثمن أضعاف مضاعفة علي حد اعتقادهم , أن الحزب مات وشبع موت ولن تقوم له قائمة .
@ بصمات الحزب في الديمقراطية الثالثة كانت واضحة رغم تمثيله البرلماني الذي لم يتعد 3 نواب إلا أنهم كانوا يشكلون غالبية رأي القوي الوطنية والديمقراطية بمعارضة لها وزن قومي ، استطاعوا تشكيل الرأي العام بمواقفهم و اراءهم ودفاعهم عن القضايا الوطنية والشعبية وقطع الطريق امام الطفيلية الاسلاموية الناهضة من الغفلة المايوية المتحالفة مع القوي المعادية للحزب الشيوعي لتوجيه ضربة أخري عبر الانقلاب علي الديمقراطية التي كان يخشي منها ان تعجل ببناء حزب شيوعي مرة أخري أقوي من ذي قبل و ما يؤكد علي ذلك أن خبرانقلاب العميد عمر حسن احمد البشير لم يك سرا مكنونا وكانت كل تحركات الجبهة القومية الاسلامية مكشوفة بزيارات قياداتها المكوكية لواشنطون والاتصالات وسط الجيش و داخل جامعة افريقيا العالمية التي كانت مركز التخطيط للانقلابين عبر الكورسات (الوهمية) للضباط الانقلابيين وكانت خطة نجاح الانقلاب الاساسية تقوم علي تحديد (العدو) و هو الحزب الشيوعي مصدر الخطر الوحيد علي نجاح الانقلاب .
@ الهدف الرئيسي لقيام انقلاب الانقاذ لا علاقة له بشرع الله ولا تطبيق احكامه بقدر ما هو تكملة مشروع العمالة والارتزاق بتوجيه ضربة قاضية للحزب الذي يتداولونه في أدبياتهم بوصف ايقونة نضال و ضمير هذه الامة و مفجر وعيها وخط الدفاع الاول عن قضاياها و يعلم الإنقلابيون بأن الشيوعيين مبدئيون ، يؤمنون ايمانا قاطعا بحتمية التغيير ولأنهم لم يطرحوا في برنامجهم الوصول للحكم والسعي اليه حاليا هدف جوهري و اساسي لعلمهم بضرورة بناء الوعي و الاستنارة وخلق بيئة لتقبل افكارهم وهذا قد يكون نصف الطريق للوصول الي الحكم ولهذا لجأ معارضيهم الي تسخير الخطاب الديني من أجل وقف انتشارهم الجماهيري ، الذي يشكل خطر حقيقي لعملاء رأس المال الاجنبي(الإمبرياليون الجدد) الذين إستخدموا الاسلام السياسي واجهة يحكموا من ورائها ، اختيرت له بعناية فائقة الطفيلية الاسلاموية المتخلقة من رحم الجبهة القومية الاسلامية التنظيم السياسي للمرجعية الاسلامية الحاكمة الآن .
@ يتواصل مسلسل العداء للحزب الشيوعي وهذه المرة استخدمت فيه اساليب دخيلة علي العمل السياسي بإدخال تجربة الحرس الثوري الايراني في التعامل مع المعارضة الايرانية وتم تدريب بعض كوادر الحركة الاسلامية علي أيدي خبراء ايرانيين كانت أول ثمارها ، استخدام التعذيب كوسيلة اذلال وانتزاع المعلومة وكسر شوكة المعارضين وإرهابهم و ترويعهم بالإقلاع عن ممارسة أي عمل معارض بتخصيص بيوت سيئة السمعة عرفت ببيوت الاشباح التي (صنعت ) خصيصا للشيوعيين وحلفائهم من ديمقراطيين ووطنيين ، حزبيين و نقابيين ، كانوا ضحايا تعذيب عنيف انتهي بموت اعداد منهم و انتحار البعض جراء الضغوط النفسية و الا إنسانية غير الذين خرجوا بعاهات مستديمة وكل ذلك مدون و موثق في أضابير لجان حقوق الانسان ولجان عالمية لمكافحة التعذيب غير مصادرة الحريات بالاعتقال الغير قانوني الي جانب الحرمان من حق العمل بإحالة الآلاف الي الصالح العام .
@ كل ذلك تحمله الشيوعيون وأصدقاءهم و حلفاءهم ببسالة وشجاعة و بصبر و جلد يشهد عليهم جلاديهم ، لم يمتن هؤلاء المناضلون علي شعبهم بنضالهم ذلك ولم و لن يطالبوا بالثمن كما فعل آخرون لأنه من صميم ايمان الشيوعي الحق المتمسك بمبادئ حزبه و تعاليمه التي لم تخرج من الاصالة السودانية . ما تزال القوي المعادية للحزب تري أنه و مهما فعلت من اساليب و وسائل للقضاء علي الحزب الشيوعي مصيرها الفشل و الاحباط بيد أن الحزب باق في مكانه لأنه متغلغل في الذات الانسانية و قد يمر بمراحل ضعف و وهن ولكنه بطل و البطل لا يموت . مؤخرا بدأ التركيز علي اتباع سياسة اشعال الخلاف بتعميق الصراعات وافتعال بعضها واستخدام كافة الاساليب الامنية والاستخباراتية الخبيثة في تضخيم الاحداث و اطلاق الشائعات التي تعتمد بشكل اساسي علي الإعلام الذي أصبح في يد القوي المعادية التي تسمم الجو بنشر (فايروسات) من أجل (اشغل أعدائي بأنفسهم ). الشيوعيون بمختلف مواقعهم من الحزب يدركون هذا المخطط ولكنهم اختلفوا في مجابهته كما سنري لاحقا .
الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد ؟ (2)
@ لم تقتصر محاولات إضعاف الحزب و عزله عن الجماهير و إبعاده عن القضايا التي تشكل محور النضال اليومي الدؤوب ، فقط علي أعداء الحزب وحدهم ، هنالك مواقع بعينها تسببت فيها القيادة والعضوية بقصد أو بدونه ولكنها قاتلة لجهة أن غلطة الشاطر بغلطتين.الحزب الشيوعي السوداني وعلي لسان قائده الفذ الراحل محمد ابراهيم نقد قالها بوضوح وعلي الملأ بان ،الحزب الشيوعي حزب صغير ، ليس معصوما من الخطأ و مستهدف بالاختراق كبقية الاحزاب . القاسم المشترك الاعظم لمهددات ضرب الحزب و إضعافه تتمثل في الاختراقات والانقسامات التي تنتشر و تزدهر في ظل الحكومات الديكتاتورية متخذة من العداء للحزب الشيوعي هدفا استراتيجي ارتبط بمصالح اجنبية في المقام الاول . الانظمة الديكتاتورية المختلفة مهما كانت درجة عدائها للإمبريالية الامريكية إلا أنهم متفقون في عدائهم للحزب الشيوعي .
@ قيادة الحزب ألفت نفسها في معادلة صعبة لا تحسد عليها بين تأمين جسد الحزب من الاختراقات و الانقسامات وفي ذات الوقت الاضطلاع بالدور المناط بالتصدي للقضايا الحزبية التنظيمية و السياسية وقضايا البناء والإثراء الثقافي والتوثيق و إدارة الصراع الفكري تجاه قضايا مصيرية داخلية وخارجية في ظل ظروف السرية او شبه العلنية التي تلعب دور كبير في تجسيم وتصعيد اختلاف وجهات النظر التي قد تصل الي حدود عدم الالتزام بالديمقراطية المركزية و الخضوع الشكلي لرأي الاغلبية في الوقت الذي لا توجد قناعات بموضوعية الرأي الآخر لتبدأ قبل ذلك او بعده عملية استقطاب (تكتلات)وسط مجموعات تتفق في وجهات النظر او تجمع بينها علاقات خارج الاطر الحزبية . بغض النظر عن الإتفاق او الاختلاف في القضايا موضع الجدال، تظل الذاتية والشخصنة منطلق اساسي في الصراع (الممسوك) بخميرة العكننة و تبني مواقف في شكلها العام ضد القيادة او أي طرف مناوئ لها وكلا الموقفين يصبان في إضعاف وحدة الحزب و سلامته التي لا تهم بقدر الاهتمام بالانتصار للذات .
@ قضية الاختراقات المثارة الآن تناولتها الصحف و كأنها الاحرص علي سلامة الحزب أكثر من عضويته و أكثر إشفاقا عليه من أصدقائه و حلفائه ، التطرق لهذا الموضوع بذلك الشكل المبتذل قصد منه تصوير الحزب كأنه فشل في حماية جسده بالإضافة الي بث الاحباط وعدم الثقة في عضويته وفي اصدقائه والقوي المتحالفة معه في اشارة خبيثة للابتعاد عن أي شكل من اشكال التنسيق لعزل الحزب . هنالك سؤال منطقي يفرض نفسه ، ما الذي يخفيه الحزب الشيوعي و قيادته حتى يستدعي اختراقه ،سيما وان الحزب يملك دور علنية وهو الحزب الوحيد الذي يملك صحيفة و كوادر جماهيرية وقيادة منتخبة في مؤتمر عام وبرنامج واضح يمكن الاطلاع عليه لا يوجد فيه أي شكل من أشكال الضبابية والغموض او انتهاج العمل المسلح .لدي قيادة الحزب وعضويته الكثير من الاساليب المجربة لمحاصرة الاختراقات و معرفة الكائنات المخترقة و تعطيلها . إثارة موضوع الاختراق علي نحو ساذج يستهدف بعض القياديين القصد منه تخمير بطون القيادة وعضوية الحزب بعضهم من بعض وصرف الانظار عن القضايا المفصلية والمفتاحية التي تمثل اهتمام و حرص الحزب وجبهة عمل عضويته .
@ الانقسامات الكبيرة التي حدثت في تاريخ الحزب بدأً بإنقسام عوض عبدالرازق ويوسف عبدالمجيد مرورا بانقسام معاوية سورج و احمد سليمان في 1970 والانقسام الاخير بخروج الخاتم عدلان والحاج وراق ، لم تكن كلها انقسامات فكرية بقدر ما هي انقسامات دوافعها شخصية موغلة في الذاتية تتخذ من الاختلاف حول التكتيك بينما الاستراتيجية لا خلاف حولها . بحكم تجارب الانقسامات في الاحزاب العقائدية خاصة الشيوعية ، أن أي جماعة تنقسم لتشكل حزب موازي ، لن يكتب لها النجاح في الاستمرارية و سرعان ما تنتهي بانقسامات اميبية داخلية و تصير الي زوال . هذه الحقيقة المجربة التي تدركها قيادة الحزب الشيوعي شكلت مبرر كاف بان تنكفئ علي ذاتها غير حريصة علي الممارسة الديمقراطية والشفافية و ترك الابواب موصدة لممارسة النقد والنقد الذاتي و اصطراع الافكار والرؤى ودائما ما يكون المبرر هو التأمين الذي أضر بالممارسة الحزبية أكثر من حمايتها ، يكفي فقط أن تجربة الانقسامات في الحزب لم تطرح كقضية فكرية تشكل محور صراع يتطلب اعادة النظر في تصحيح الخطأ و هو مبدأ أصيل و من صميم مناهج العمل الحزبي . قضية الانقسامات شملت عضوية عريضة و مؤثرة فقدها الحزب بسبب في ظاهره الاتهام بالانقسامية وفي باطنه منطلقات شخصية لا علاقة لها بالخلافات الفكرية ورغم عن ذلك لم تتخذ قيادة الحزب قرار يتسم بالشجاعة حتي الآن لمراجعة وتقييم الانقسامات وإصلاح الخطأ وإنصاف الذين ظلموا .هذه الخسارة الحقيقة التي لحقت بالحزب جراء تجاهل القيادة واستنكافها و إصرارها المضي في طريق يحتاج لإعادة النظر في الكثير من القضايا التي سنتناولها في لاحقا…
كلام فارغ ،،ياخي فزاعة الغواصات والمندسين قالتها قيادات الحزب ولم تات من اعداء الحزب
—
لو عندك شيئ مفيد اكتب لينا عن فضيحة تصويت الحزب على قرار لجنة التحقيق في قضية د الشفيع خضر
ما يتعرض له الحزب الشيوعي ليس مؤامرة خارجية، بل فشل داخلي في إدارة التحولات الفكرية والسياسية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
الحزب الشيوعي تكلس وتحوصل ولذلك فإن عدد الشيوعيين خارج الحزب أكثر من عددهم داخله، إنهم ينظرون إلى رفاقهم وأصدقائهم الفكريين، بإشفاق وحزن وأمل ضعيف.
الأخ أبو على..أشاطرك الوقوف بجانب الحزب الشيوعى حتى يجتاز محنته..لأن فى خلخلة الحزب العريق إضعاف لقوى الثورة و التغيير..و لكنى أقف عند عباراتك التى تصف فيها كل المناضلين من أجل الديموقراطية..بأنهم من أصدقاء و كوادر الحزب أو حلفائه..أننى أعتقد أن فى ذلك أستعلاء لا يسنده الواقع…كما أغنه يندرج تحت مخاوف الشارع السودانى التاريخية من سرقة الثورات من هذا الفريق أو ذاك..مما يشى بعودتنا للمربع العقيم من فشل و هشاشة الديموقراطيات التى تعقب الهبات و الثورات الشعبية…يجب ألا ينصب أى من الأحزاب التاريخية من نفسه وصيا على مستقبل البلاد.. و خازنا أوحدا لمحصلة نضال كل المناضلين….مع خالص الود و التحية
كلامك كله فيه إستخفاف بالعقول ، و يشبه خطاب الجبهة الإسلامية القومية ، بعد التعديلات التي أدخلها أحد سليمان المحامي على أساليبهم ، و كان الرأي العام يستطيع تمييز بصماته في تدليساتهم التي قرفونا بها.
تتحدث عن الشيوعيين كأنهم يعيشون في كوكب آخر غير الأرض! إذا كنت تتحدث عن الشيوعيين الذين نعرفهم و خالطناهم في حياتنا العامة أو المعتقلات ، و فيهم من تربطنا بهم علاقة صداقة أو دم ، أو عمل عام! إذا كنت تتحدث عن هولاء ، فدعني أستعرض معك الحقائق التالية:
* نعم الحزب الشيوعي حزب صغير (كلام نقد) ، لكنه له مكانة و تأثير كبير في الشارع و الرأي العام ، و أذكر إنتخابات دائرة الصحافة الشهيرة ، التي تكاتف فيها المجتمع (الرأي العام) لإسقاط الترابي ، و يبدوا إنك من النوع الذي تعتقد أن هذا كان لجهد الحزب الشيوعي فقط و أن الأصوات التي فوزت منافس الترابي (شبو أعتقد) ، كانت جميعها كوادر شيوعية!!
حديثي و حديث الكثير من قطاعات الشعب السوداني عن الحزب الشيوعي ، نابع من نظرتنا للجوانب الإيجابية في قيادات الحزب الشيوعي (ليس كلها) و التي عرفوا بها تاريخياً (الصدق و الأمانة ، الصبر ، رجاحة العقل ، و توفر عامل الثقة …. إلخ) ، و نوعية الخطاب الذي تناولته في مقالك لا أعتقد أن الحكماء من كوادر الشيوعيين سيوافقونك عليه ، و بالتأكيد هذا النوع من الخطاب ليس في صالحهم.
أقتباس:
[تخصيص بيوت سيئة السمعة عرفت ببيوت الاشباح التي (صنعت ) خصيصا للشيوعيين وحلفائهم ] ، أنتهى الأقتباس.
هذا حديث معيب بحقك ، و فيه نظرة تماثل تماماً عقيدة المتأسلمين و رسائل حسن البنا ، و تدل على إن عقلك مُغيِبْ تماما عن الواقع و الحقائق ، و لن أزيد على ذلك و أكتفي بالتعليقات التي وردت و التي سترد لاحقاً.
أقتباس:
[ معظم العناصر التي تتصدي للحزب من المأجورين و الخونة الموعودون بعالي جنان رضوان] ، إنتهى الأقتباس.
أكرمك أحد المعلقين و جاملك و قال إن هذا إستعلاء ، لكنني أضيف أن هذا فيه جهل و غباء ، لأنه ، و بمقاييسنا المجتمعية ، فإن هذه العناصر أصبحت في صلب تنظيم الحزب ، و في اللجنة المركزية ، التي كانت لها شنة و رنة في مجتمعنا و كانت كالأسطورة.
كتبت أكثر من مرة عن وقائع و إستشهدت بأسماء ، و أعلم جيداً أن المعنيين بالأمر قد وصلتهم الرسالة و يعلمون بالوقائع ، و إستشهدت بحوادث إحتيال مخزية قام بها بعض الشخصيات المتسلقة من كوادر الحزب ، الذين لا يمتون للحزب بصلة من ناحية الأمانة و الأخلاق ، هذه النمازج المخزية ، وصلت إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، و هناك حالات كثيرة مشابهة!!
و حتى لا تنعتني أو تنعت غيري ممن يذكرون الحقائق و ينتقدون ، لأجل أن يصحح الحزب من مساره ، و يعيد ثقة المجتمع فيه ، و يتبوأ موقعه التاريخي في تنوير و قيادة الرأي العام الشعبي.
حتى لا أطيل أكثر مما أطلت بالفعل! نأخذ معياراً واحداً:
لمعظم الشيوعيين دور كبير في مساعدة و دعم المعتقليين السياسيين ، خاصةً في سنوات الإنقاذ الأولى ، و هذا مفروغ منه ، و من الطبيعي لأي معتقل أن يرتاب ببقية المعتقلين ، إلا أن هذا لم ينطبق على الشيوعيين المعتقلين ، لمعرفة الناس بهم مسبقاً ، و لتوفر عامل الثقة ، و للأهم من ذلك كله: الشيوعي النظيف ، إذا ما إئتمنته على أسرار شخصية ، تأكد إنه لن يبوح بها حتى الممات.
و لهذه الخاصية الأخيرة بالذات ، كان معيار تقييم الأشخاص بالنسبة للمجتمع و العمل العام دور كبير في تفريز الكيمان ، و طبيعي أن تكون الكوادر المستجدة بالحزب بها الكثير من العيوب و المآخذ ، لكن المحتمع أيضاً يعرف أن للحزب الشيوعي نظام تأهيل و فحص و تدقيق لعناصره ، و يحتفظ بالصالح و يتخارج من الطالح.
لكن هذا الميزان قد إختل ، و أختصره لك في تعليق الفكاهه الشعبية: (يا حليل زمن الشيوعي الكان بِمْزْ بالبندول) ، في إشارة للشيوعيين الذين هربوا من بطش نميري و إنضموا للجبهات الإرترية ، مقارنة بنمازج الشيوعيين الذين يتكالبون على مباهج الدنيا.
الجانب الإيحابي في سمعة الشيوعيين فرض عليهم أن يلتزموا بأدبيات و سلوك ، أمام المجتمع و ربما أثر ذلك على حياتهم الشخصية و العائلية ، لكنها ضريبة دفعوها طائعيين و أكبرها فيهم المجتمع.
مقالك لا يرجعنا للمربع الأول فقط ، لكنه يشابه أفلام نحيب الريحاني ، و للدقة أكثر ، أنت تروج لمفاهيم أنتهت صلاحيتها من نصف قرن Expired.
أحدثك عن نمازج كثيرة ، كان المجتمع يتجنبها و لا يثق بها ، لأنها ، قابلة للإختراق ، و لعدم أمانتهم ، و جنوحهم للكذب ، و تكالبهم على مباهج الحياة على حساب الآخرين ، هذه النمازج تدرجت في هياكل الحزب و وصلت أعلى مراتبه ، ثم تتحدث عن إختراق!
بالطبع لا أعلم الكثير من التفاصيل عن الحزب الشيوعي ، لكن من ظواهر الأشياء ، خوفي من أن يمثل الإختراق نسبة تصويت اللجنة المركزية بخصوص الموقوفين (15 ,16).
و رغم إني شبهت مقالك بأفلام نجيب الريحاني ، إلا إنني (و ربما الكثييرين غيري) ، لن نطمئن إلا لشخصيات مثل صديق يوسف ، يوسف حسين ، عثمان حسن موسى ، عمر النجيب ، و هولاء فيهم من ترك الحزب ، لكن المغزى واضح.
تاريخياً لم يكن للحزب الشيوعي قواعد ، لكنه بفضل قياداته كان له دور مؤثر في توعية و توجيه الجماهير و الرأي العام ، و هذا ما يقلقنا و يدفعنا للإدلاء برأينا ، و صدقني ، كلما قلت الأصوات (من خارج التنظيم) التي تنتقد أداء الحزب الشيوعي ، فأعلم إنه قد إحتل مكانه في ثلاجة المشرحة.
الترصد والمحاولات المستمرة لاغتيال الحرب الشيوعى لن يكتب لها النجاح
ولن يجد هؤلاء للحرب ذنبا يتلون حوله لاختراقه او غيره من المسميات
انظر اليهم اختاروا الشفيع خضر وحاتم قطان وهاشم تلب وثلاثتهم رضعوا من ثدى الحرب الابوة الاول كان بالخارج مع الراحل التجانى والثانى مع نقد والثالث صنيعة الاثنين فليس هناك من مفر الا اذا اختاروا ثلاثى اخر بعد فشل الرهان على الدكتورة خرصانى
الان الشفيع خضر عضو مهم في الحزب بدات الاجراءت ضده نتمي من الحزب ان يعي دوره في النضال يجب ان تحل الخلافات وسط الحرب باجراءات دمقراطية غير هذا لن يفيدكم اتهام القوي الامبرياليه حتي يستمر الحرب واخراج المبدعين