ليس تنصلاً من العادات والتقاليد بل إزاحة لذرات الغبار.. تجديد وتطوير السلوك

الخرطوم – خالدة ود المدني
تلعب الصدف دورا كبيرا في صنع حياة الكثيرين، غير المانحين للتخطيط حيزاً في مربع الأفكار النمطية التقليدية في شتى مناحى الحياة، وبعض التقاليد والعادات تئد مواليد الثقافة والأفكار العلمية والخطط المدروسة، وتبعدها عن مجاراة الحداثة الحياتية وتطوير المفاهيم، وهُنا نقصد بالقول إزاحة الغبار عنها، لا نعني التنصُل من الموروثات أو التقليل من شأنها.
عندما نستمع إلى مصطلح التخطيط الاستراتيجي تواً تذهب بنا الأفكار بأنه يخُص المؤسسات والدور الحكومية فقط، ولا شأن له في الأمور الشخصية.
الصدفة
في مجرى حديثنا هذا يقول: ناجىي تاج السر (موظف): نحن نفتقِد ثقافة التخطيط عموماً، وأردف: الدولة نفسها لا تُعير سياستها اهتماماً، وهذا سبب التراجع الاقتصادي الملحوظ الآن، ويتابع: بلد كالسودان يجب أن يكون في مُقدمة الدول المُنتجة من حيث المُعطيات، ولكن عدم اتباع التخطيط الاستراتيجي الشامل أطاح ثروات البلد وطموح الشباب، لأن الفقر والعوز والبطالة ثلاثي يقود آمال وتطلعات الأجيال إلى الدرك الأسفل، ويُحمل الناجي الحكومات المتعاقبة مسؤولية إهدار ثروات البلد في المصالح الشخصية، وعزا ذات السلوك إلى الأنانية، وفق تعبيره، ومن زاوية أُخرى يرى ناجي أن التربية والتنشئة يلعبان دوراً مهماً في التخطيط وفي معرفة مدى أهميته في الحياة وبالتالي الحرص على تحقيق الأهداف مع حفظ حقوق الآخرين، وختم: نحن أمة تسلك أقصر الطُرق حتى تُصيب الهدف في أقل فترة زمنية مُمكنة وهذا يُنافي شِرْعة التخطيط الاستراتيجي.
“تزوّجت (أبو لما) عن طريق الصدفة، وتوظفتُ بذات الكيفيه”، هكذا ابتدرت راوية حسن (موظفة) وأم لتؤام حديثها، وأضافت: أنا من أنصار التخطيط في الحياة، ولدي قناعة كاملة بأن الشخص الذي يخطط لمستقبلة تُكلل مسيرته بالنجاح ويتفادى عثرات الصدف، وعلقت ضاحكة: رغم أنني حققت عبرها أهم أمنيتين في حياتي، وأردفت: (بعد داك نخطط للقادم بإذن الله).
سياسة النفس الطويل
وفي السياق سلط رئيس المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجى د. محمد حسين أبو صالح، الضوء على مصطلح التخطيط الاستراتيجي عموماً، كما تحدث عن الخطة الاستراتيجية الثلاثينية قائلاً: لـ(اليوم التالي): نحن بصدد وضع خطة استراتيجية تنتهى في العام 2030، والقصد أن تِتسق عملية التخطيط في الخرطوم مع النسق القومي، ويتابع: الخطط الخمسية قصيرة الأجل لا جدوى منها في حل القضايا الكبيرة، لذلك نحتاج لخُطة استراتيجية، ومن ثم يبدأ التنفيذ في إطارها خطوة تلو الأخرى، مثل قضايا البنيات التحتية والمصارف والمواصلات، وكشف أبوصالح عن كيفية التخطيط الاستراتيجي العلمي وعن أن تنفيذ المشاريع الكبيرة يحتاج لفترة زمنية طويلة تُقسم لمراحل حتى يسهل التنفيذ، وأردف: القضايا الكبيرة مثل الزحف السكاني ـ الصحة ـ البيئة ـ المياه وقضايا الهجرة الأجنبية جميعها يجب أن نتعامل معها برؤية استراتيجية مُتقدمة عميقة بمشاركة المجتمع والمواطنين، مدعومة بالدراسات الميدانية حتى تُعبر عن إنسان ولاية الخرطوم، وبالتالي يأتى التنفيذ عبر الحكومات المختلفة، وأشار إلى تغيير الوضع في الخرطوم تماما في العام 2030 بوجود خُطة تشمِل كل المجالات، وأبدى أسفه على ما آل إليه الشأن الاقتصادى في البلاد بِسبب غياب التخطيط الاستراتيجي، وأضاف: لأن الوصول للهدف يكون مبنيا على معرفة ومشاورات وآراء علمية واسعة، وبالتالي نسير نحو المستقبل بخطة واثقة مضمونها حصيلة العلماء والخبراء المُختصين، ما يجعل الهدف ناضجاً وبهذا نجزم بأن الاستراتيجية هي الآلية التي تدفع بالبلاد وبإنسانها إلى الأمام عبر المنافذ الآمنة، حيث تعمل على التكامل بين القطاعات المختلفة كالصناعة والزراعة والتعليم وغيرها لتحقيق هدف واحد، ونفى أبو صالح صحة مفهوم حصر الاستراتيجية على المؤسسات، وقال: يُمكن للفرد أن يضع خطة شخصية لتحقيق أهدافة مثل الدراسة والزواج وغيرهما، ولابد أن نتعلم ثقافة التخطيط التي لا نعي أهميتها في نجاح المسيرة الحياتية عموماً، نحن نتزوج بالصدفة وكذلك الحال في العمل والدراسة، لذلك نحتاج إلى نشر وتثبيت هذه الثقافة، وبخصوص الأمر تم تأهيل بعض المنظمات المجتمعية الكبيرة، وأيضاً من خلال المنهج التعليمي نسعى لزرع الثقافة ذاتها، وختم أبوصالح: الاستراتيجية تحتاج فترة زمنية طويلة لتحقيق الأهداف، ما يعني سياسة (النفس الطويل

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..