مقالات سياسية

الديمقراطية: هل نقول (جر)؟؟؟

علي العبيد

قالوا: الديمقراطية نارٌ و نور.
نورها الحرية، ونارها الفوضى.
نورها النقد الهادف، و نارها الشتائم و السباب.
نورها إحترام الغير و نارها الإستهزاء به،
نورها الإعتراف بالآخر و نارها شتمه وتسفيهه.

نورها عثمان ميرغني والفاتح جبرة و مرتضى الغالي، ونارها الطيب مصطفى و اسحاق فضل الله و الهندي عز الدين.
أن يشعل فيك النار خصمك أمر مقبول، الكارثة أن يشعلها فيك أهل بيتك.

أن يطعنك عدوك أمر شيئ طبيعي، هذا عمله الذي لا يلام عليه.
الجريمة أن يطعنك صديقك.

نور الديمقراطية هي أن تنتقد المسئول، أي مسئول، أن تبيّن مواطن فشله، و أن تجترح الحلول لأخطائه…. ثم تدخل دار أبي سفيان و أنت آمن.
نار الديمقراطية هي أن تشتم المسئول، و (برضو) …. تدخل دارك و أنت آمن.
إن أكثر ما يخيف في الديمقراطية القادمة هي الكتابة الصحفية المراهِقة (بكسر الهاء).

بالأمس وعلى هذه الصيفة كتب أحد الكتاب الراتيبن، يعني له عمود يومي، يحمل صفة دكتور التي صار يحملها 60% من هذا الشعب (الدكتوري أو البرفيسوري)، إن صح التعبير، كتب ينتقد (أكرم) وزير الصحة كما يلي: تم تعيينه لأن أمه فلانة بت فلان. كان صائعاً في قهاوي القاهرة. متسكع، عاطل، نكرة. منفوخ و يظن أنه وحيد زمانه و فريد عصره، ويصف غيره: الثوار المغفلون، المطبلاتية، حارقي البخور، الشخصيات الكرتونية…. تشتعل هنا نار الديمقراطية، ينطفئ نورها. (إذا شالا كلب ما حنقول ليه جر): ” جر لمن لا يعرفونها كلمة تستعمل لطرد الكلاب”.

لقد نسي الكاتب أن يضيف : جهلول، رويبضة، تافه، ليتفوق على الطيب مصطفى، و بجدارة، هل سقطت تلك الصفات من قاموس الكاتب الدكتور سهواً يا ترى؟
و هنا تقفز للذهن عدة أسئلة حامضة، حارقة، سامة:
هل يرضى كاتب المقال الدكتور ذكر أمه في مقال إسفيري قدحاً أو ذماَ؟
ألا يتوقع كاتب المقال الدكتور أن تقرأ والدة (أكرم) أو إخوانه أو أخواته، أو أبناؤه، أو بناته هذا السباب، ألم يحسب حساباً لمشاعرهم؟
ما الذي يستفيد القارئ من مقال الكاتب الدكتور؟
لماذ يضع كاتب المقال الدكتور حرف (د) قبل إسمه و يعنون مقاله: متى يىستقيل (أكرم)؟ ويكرر (أكرم) متى ما ذكره؟
ما هي التوجيهات التي أسهم بها كاتب المقال الدكتور لتقويم أخطاء (أكرم)؟
أليس من الواجب على كاتب المقال الدكتور كصحفي أن ينور المجتمع و يرتقي به؟ ما الذي يفعله في هذا المقال غير تعليم الناشئة السب و الشتم و أكل لحوم الآخرين؟.

يقول كاتب المقال الدكتور: تتطلب المرحلة الحالية قدراً من (اللباقة و ادلبلوماسية)، ألا ترون معي أن المقال مترعٌ (باللباقة والدبلوماسية)؟

إن أخوف ما يخافه المرء إن تكون الديمقراطية القادمة نار، نار فقط… ألّا تجد من يقول (جر) إذا خطفها كلب.

في مقال سابق طلبت من القائمين على أمر هذه الجريدة توصيف الدكاترة و البروفيسورات، دكتور أو بروفيسور في ماذا، منا نحن معشر السودانيين دكاترة في العزف على العود أو النفخ في الساكسفون، في التمثيل، في الإخراج، في حراسة المرمى، في المراوغة، في ترديد أغاني الحقيبة، في السلخ، في الجلخ، في عمل أم فتفت…..في كل شيئ.

يا راكوبة: عايزين نعرف أي كاتب دكتور في شنو؟ بروف في شنو؟ ضعوا نجمة بجانب إسمه (*) للنبيه، و (*) في نهاية المقال للتعريف: دكتور في ….. من جامعة …..

ولكم الشكر.

أخوكم: دكتور، بروف، مفكر إسلامي، محلل سياسي، خبير وطني، خبير إعلامي، خبير إقتصادي، محلل إستراتيجيي، مناضل ثوري، قائد ميداني…… علي العبيـد..
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. لم يذكر يوسف السندي والدة اكرم التوم في موضع القدح أو الذم.
    تحري الدقة وما تقول الناس كلام ما قالتوا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..