وللعدل أيضاً طعم …!!

إليكم …….

الطاهر ساتي
[email][email protected][/email]

وللعدل أيضاً طعم …!!

** بنات تحت لظى الظلم..هكذا كان عنوان الزاوية التي تناولت قضية هدية، زينب، خالدة، صفية، أزاهر، أم كلثوم، ناهد، مي، عواطف، سامية، نعمة، محاسن، آمنة وفوزية، في يونيو الفائت..قلت فيما قلت بأنهن من بنات البلد اللائي فرض عليهن القدر بأن يعملن – وهن في سن التحصيل الأكاديمي – ليعشن بالحلال ، ولتعيش أسرهن ولو بحد الكفاف..بعضهن بالجامعات والبعض الآخر بالثانويات، وأخريات عجزن عن إكمال تلك المراحل بسبب رهق الحياة..والأقدار هي التي جاءت بهن وبأسرهن من ولايات السودان المختلفة إلى عاصمة البلد، وهي ذات الأقدار التي جمعهن تحت سقف مصنع شنغهاي سودان – بالخرطوم بحري – في مهنة (عاملات تعبئة) ..المصنع شراكة سودانية صينية، وهيئة الإمدادات الطبية هي التي تمثل السودان في تلك الشراكة.. التحقن به في وظائف عمالية مهامها تعبئة الأدوية وتغليفها بواسطة ماكينات المصنع، ثم القيام بأعمال تنظيف أرضية المصنع وغسل ومسح الزجاج في حال توقف الماكينات لأي أعطال فنية، وذلك براتب شهري لم يتجاوز (180 جنيهاً)..!!
** العمر الوظيفي لأقربهن التحاقا بالمصنع تجاوز الثلاث سنوات، والسواد الأعظم منهن تجاوز الخمس سنوات عمرا وظيفيا..ومع ذلك، طوال تلك السنوات، لم يحظين بالتأمين الاجتماعي، ولا بالتأمين الصحي رغم أنف المواد الكيميائية التي تحيط بهن طوال ساعات العمل..إدارة المصنع حرمتهن من هذا التأمين وذاك، بتبرير فحواه (انتو عاملات يومية)..حين يمرضن، تمنحهن الإدارة إذنا بالعلاج على حسابهن..فيذهبن ويتعالجن ثم يعدن إلى عملهن بعد يوم أو أسبوع من (فترة العلاج والراحة)، ويجدن بأن إدارة المصنع خصمت أيام العلاج والراحة من راتبهن (180جنيه) ..هكذا رق التحالف الصيني السوداني بالمصنع.. يتوقف العمل بالمصنع لأي سبب – لا علاقة لهن به – فيدفعن ثمن التوقف خصما من راتبهن ..تأتي عطلات الأعياد والمناسبات ، فيتوجسن ثم يواجهن مصير خصم أيام تلك العطلات.. يتأخر استيراد مدخلات الصناعة لأي سبب – لا علاقة لهن به – فيدفعن ثمن التأخير خصما من راتبهن..إحداهن – محاسن – قطعت إحدى الماكينات أصابعها، فمنحوها إذنا بالعلاج، فذهبت وتعالجت ثم عادت بعد شهر ونيف – بلا أصابع – ولم تجد راتبا ولا تعويضا، بل خاطبوها بقبح فحواه (أصابعك اتقطعت بإهمالك)، وأصبحت تلك المخاطبة نهجا إدارياً بالمصنع…!!
** ذات يوم، من أيام شهر يونيو الفائت ..أخطرتهن إدارة المصنع – كالعادة – بالتوقف عن العمل لحين صيانة الماكينات، فتوقفن، إذ خصم يوم أو أسبوع من ال(180 جنيه)، أمر معتاد..ولكن، طال انتظارهن وضاقت بهن الحياة، فالطالبة منهن – ناهد مثالا – عليها دفع رسوم قدرها ثلاثمائة جنيه لجامعة الزعيم الأزهري، وأخرى – هدية مثالا – أسرتها بحاجة الى طعام وشراب، وثالثة و و..هكذا وجدن حبال مطالب الحياة تلتف حول رقابهن، فذهبن الى المصنع لمعرفة ما يحدث، فوجدن توجيها إداريا بالاستقبال يمنع دخولهن ويخطرهن : (خلاص فصلناكن واستغنينا منكن) ..فكظمن الحزن، وسألن عن حقوقهن، وكان الرد : (لو عندكن حقوق امشوا المحكمة)..هكذا صدمتهن الإدارة – في يونيو الفائت – بمظان أنهن لن يستطعن دفع تكاليف التقاضي والمحاماة..فاستقبلت أحزانهن، ووثقتها ثم عكستها للرأي العام، وختمتها عرض حالهن ب( يجب أن تعلم إدارة مصنع شنغهاي سودان بأن هؤلاء البنات لن يتخلين عن حقوقهن ولن يبعن شرفهن لدفع رسوم التقاضي والمحاماة، بل سوف يستردن حقوقهن كاملا بإذن العلي القدير، ولو كان بيع ملابسنا هو ثمن الاسترداد)..فتضامن معهن ومع قضيتهن قرائي الأفاضل – بالداخل والخارج – تضامناً نبيلاً يعكس نقاء أخلاق أهل السودان، حيث جادوا بالدعاء والمال والمرافعة أمام المحاكم..فالحمد لله ، لقد أثمر تضامن أصدقائي خيراً، كما أثمر صبرهن على تلك المظالم عدلاً، إذ حكمت لهن محكمة العمل ببحري – الأسبوع الفائت – بكامل تعويض الفصل التعسفي، وحملت إدارة المصنع كامل رسوم الدعوى..فالشكر لله، ثم للأخ الأستاذ أسامة عبد الله أحمد المحامي و الأخ الأستاذ محمد الخضر أحمد المحامي، على جهد التطوع بالمرافعة طوال الأشهر الفائتة، لهما التقدير، ولكل الأفاضل كل الود .. ما أجمل العدل، ونأمل أن يعم ( الناس والبلد) …!!

تعليق واحد

  1. يا أستاذ الطاهر أفتنا فى بيع الحكومة لأراضينا فى مدبنة بربر (العتامير) للشيخ السعودى الراجحى

    من دون علمنا أو حتى إخطارناوبعد أن قبضوا الثمن أرادوا أن يتصدقوا علينا بالفتات بما أسموه

    بالتعويضات (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق) هل تصدق يا أستاذ لقد باعوا 250 فدان والتعويض لأسرتنا

    المالكة للأرض هو عشرون ألف جنية لا يساوى أتعاب المحامى للتواكيل !!! أنا لا أدرى من أعطاهم حق

    البيع مع العلم بأن الشيخ الراجحى يريد أن يشترى من الملاك مباشرة ولكن الحكومة أصرت أن تبيع له

    وتعطى الملاك بما أسمته (التعويضات) أنا لا أدرى الى متى تريد الحكومة أن تقتات على حق الشعب

    المغلوب على أمره

    أناشدك يا أخى أن تقدم لنا يد العون وجزاك الله ألف خير

  2. الحقوق تنتزع بالقوة لا بالاستجداء فشكراً للأخ الطاهر وللأخوة المحامين الذين تطوعوا للمرافعة دفاعاً عن هؤلاة المظلومات. أقول للاخوة المعارضين لهذا النظام الظالم آكل أموال المساكين: يجب أن ننشغل بمتابعة هذه القضايا الصغيرة اليومية ومتابعتها وبذل كل جهدنا لنصر المستضعفين بدل أن نعتبرها قضايا صغيرة وانصرافية، فهؤلاء البنات المسكينات قضيتهن هذه في نظرهن أهم من القضايا العالقة بين الشمال والجنوب، ولهن الحق في ذلك فلن ينجح تغيير لا ينطلق من الهموم الصغيرة للمستضعفين والمظلومين والمهمشين ولا يعتبر مناضلاً من يترفع على مثل هذه القضايا ويظن أنه مشغول بصرف الجهد والوقت في تتبع قضايا كبرى.

  3. الحمد لله قد حصحص الحق يا الطاهر ولك أجر ما قمت به من جهد في سبيل إستعادة الحقوق المغتصبة لاصحابها ، لك التحية ولهن الود ، وهكذا الحال لايضيع حق ورائه مطالب .

    واللهم أهلك الكيزان وأرنا فيهم يوماً اسودا ..!!

  4. شكرا جميلا لك وللاخوه المحامين ونسأل الله أن يعوضهن عملا حلالا عاجلا وبارك الله فيك و كثر من أمثالك ويحيا العدل

  5. مبروك للبنات الشريفات…..ولكن هل سيتم التنفيذ ؟؟؟ماأكثر الأحكام القضائية في بلادي !! ولكن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  6. بس الخوف يكون صاحب المصنع من ناس المؤتمر الوطنى و يتجاهل تنفيذ الحكم، فهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون و لا يلتزمون بأحكامه و لا تستطيع المحكمة الزامهم بتنفيذ الحكم، أما حكومة المؤتمر الوطني نفسها فهى لا تنفذ أي حكم تصدره محكمة لصالح مواطن و ما قضية بنك الخرطوم التي حكمت فيها المحكمة لصالح المفصولين تعسفيا للصالح العام منا ببعيد، فحتى الآن تتجاهل الحكومة تنفيذ الحكم بالرغم من مضي أكثر من عقد من الزمان على صدوره.

  7. اهل السودان موجودين الخير موجود في اهل السودان الطاهر ساتي اشكرك والله كأنه حقي ورجع لي وما بعرف اي واحده لا من قريب ولا من بعيد لكني فرحت وبكيت من الفرح والله يا الله فرج عن اهل السودن كربهم الأنقاذ وزمرته

  8. التحية لك أخي الطاهر ولمن معك .. ولكن أخي الحبيب هذا قيض من فيض فلو قدر لك أخي زيارة العديد من المصانع ستجد ما يشيب له الراس أخي وخصوصاً تلك المصانع التي يمتلكها أجانب فستجد ظلماً لا حدود له في حق العمال والغريب في الأمر تجد أن مكتب العمل يقف مع أصحاب هذه المصانع فالهم يا عزيزي (رااااااااااااااااااااااقد)

  9. يحيا العدل .. يحيا العدل

    والحمد لله رب العالمين

    يسألون ماهي المدينة ؟وجوابي إنها نفوذ المرأة الفاضلة ..(إيمر سلون)

  10. نعم حكمت المحكمة ولكن السؤال المهم هل استلمن لانه كثير من القضايا حكمت فيها المحاكم بم ختلف درجاتها ولكن لم ينفذ الحكم منذ سنين والله المستعان

  11. هذا مصنع واحد من مصانع الصينيين اللصوص وقواديهم جماعة المؤتمر الوطني الذين يريدون احتلال البلاد مرة اخرى وتقديم الدعوة لاحتلالها من قبل عدة دول هذه المرة تحت اسماء مستعارة (الاستثمار، وحدة وادي النيل ، خدمة كيزان مصر .. وكل الحقارات الاخرى)
    الصين والسعودية والحبشة ورأس الحية مصر

    هل اصدر القاضي توجيها وتعميماً لمكتب العمل او هل شكل لجنة تقصي في بقيةالمصانع ؟ لماذا لم يأمر باستدعاء وزير العمل ومدير مكتب العمل ويحقق معهم في هذا الموضوع ؟

    لكن القاضي نفسه شكله قاضي يومية معين لا علاقة له بالقانون ولا يعلم ان هناك قاضيان في النار وقاضي في الجنة

    لعنة الله على من احضر الصينيين والاجانب الى السودان لعنة الله عليه الى يوم الدين مادام بيمشي عبدا لله البشير شقيق الرئيس بيسحب ملف قضية البنت الاتحرش بها بتاع الهيئة العربية المثلي دا راجين منو ينصركم ثاني اذا القوادة في البلد من اعلى مستوياتها بتحصل راجين منو ثاني ينصركم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..