مقالات وآراء سياسية

تعليقات على الحكومة الجديدة

يوسف السندي

تصلح أن يطلق عليها حكومة الممانعين، فهي تضم الأحزاب السياسية الوحيدة التي مانعت وناضلت ولم تشارك نظام الإنقاذ طيلة ثلاثين سنة وهي حزب الأمة القومي، حزب المؤتمر السوداني، حزب البعث، وهي بالتالي حكومة مناضلين، ولو لم يكن من علاماتها سوى هذا لكفاها شرفا وقيمة.

المعارضين للحكومة الجديدة هم الكيزان والشيوعيين والسلفيين، وهم خليط غير متجانس جمعته مصلحة البحث عن الفوضى لاسقاط حكومة الثورة، وجميعهم سقطوا في امتحان مشاركة الحكم الشمولي الإنقاذي، اذا جاء الكيزان بالانقلاب وشارك الشيوعي سنينا عددا في حكم الإنقاذ وكذلك شاركت بعض الجماعات السلفية مشاركة فاعلة في حكم الكيزان، ليتحول المشهد الآن إلى صورة معكوسة عما كان عليه المشهد في سنوات خلت حيث اصبح الحكام الشموليون معارضة وأصبح الممانعون للشمولية حكاما بأمر الثورة.

وجود جبريل ابراهيم في منصة وزارة المالية لن يكون ذو تأثير كما اشاع البعض عن خلفيته الاسلامية، فالرجل اصلا صنع إسمه بمنازلة النظام الاسلاموي ودفع ثمنا في ذلك اغتيال أخيه الدكتور خليل إبراهيم بواسطة ذات النظام الاسلاموي، لذلك الحديث عن تأثر الدعم للحكومة من قبل الكيانات المختلفة مع الإسلاميين نتيجة وجود دكتور جبريل وزيرا للمالية ليس دقيقا ولا مؤثرا.

اختيار الدكتورة مريم المهدي وزيرة للخارجية هو خيار موفق فهي وجه مشرف وثائرة لا يستطيع أن يزايد على نضالها ضد الإنقاذ احد، فقد قاتلت الإنقاذ بالسلاح في التسعينيات حين انضمت لجيش الأمة للتحرير وقاتلت معه الكيزان في تلك الوهاد والصحارى، كما ظلت وجه دائم التردد على حراسات وسجون الإنقاذ وتعرضت إلى التعذيب مرات ومرات حتى كسرت يدها في احدي هذه المرات بواسطة الامنجية والرباطة، وهي فوق ذلك احدي النساء الناشطات في قيادة العمل النسوي في السودان وستكون خير ممثل للمرأة السودانية في هذه الحكومة وخير سفير لهن وللسودان في العالم أجمع.

احتفاظ وزراء الأوقاف والشئون الدينية والعدل والري بمواقعهم منطقي وموضوعي، فهم الثلاثي الذي نجح بالفعل في ما أوكل إليه من مهام بالغة الحساسية في وقت تطلب ان يقدم السودان نفسه بصورة متوازنة من أجل الاندماج مجددا في المجتمع الدولي بعد سنين طويلة من الهوس والعنتريات والحروب العبثية مع العالم، مع انه ليس مفهوما لماذا تمت إعادة ترشيح وزيرة التعليم العالي في ظل عدم وجود نجاحات ملموسة وملحوظة لها كما لهؤلاء الوزراء، ومن ناحية أخرى غير مفهوم لماذا لم يتم تجديد الثقة في وزير البنى التحتية بن عوف وهو قد أظهر مقدرات ممتازة في إدارة دفة هذه الوزارة.

الملف الاقتصادي وملف العدالة كانا سببا مباشرا لتوهان وفشل الحكومة الماضية، فإن لم يكن في جعبة الوزراء الجدد حلول عاجلة وناجزة لهذين الملفين فليس متوقع ان تعمر هذه الحكومة طويلا، خاصة وأن المعارضة لها تتكون من أصحاب أشهر الحلاقيم المعارضة في تاريخ السودان الحديث وهما الإسلاميين والشيوعيين.

‫5 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة الا بالله …
    علشان “ستي” بقت وزيرة الخارجية خلاص دي حكومة كويسة ..!!
    ولنضرب مثل واحد لعوار تحليلك فخالد سلك اللي وصفتو بإنو كان “منافح” ضد حكومة الانقاذ هو اللي كان من دون الناس الذي يدافع لدخول الانتخابات مع الانقاذ ومقالاته موجوده التي يسخر فيها من “اكتوبر” و”ابريل” وكان يثبط همم الناس ويقول اي انتفاضة ضد البشير لا نفع منها … ومعه رئيسه ابراهيم الشيخ …
    قال حكومة “ممانعة” …
    ياتو ممانعة ؟ ممانعة “سلك” و “البوخة” ؟
    وما تخجل يا حوار الغفلة … زمان ما كنت انت وجميع الحواريين المعاك بتكتبوا انو حزب الأمة هو صاحب اكبر حصيلة في انتخابات ديمقراطية … الخ ولازم يكون عندو اكبر عدد … الليلة لحست الكلام دا ورضيت بإنو اتنين من حزب ما عندو اي جماهيرية او “صفرية” زي ما بتقولوا يبقى عندو وزيرين واتنين ولاة ؟ …

  2. إخرس ايها المطبلاتي الكضاب….حزب الامة مانع الدخول بوزراء في حكومة الكيزان ولكن تحالف الصادق مع الكيزان بدون المشاركة في السلطة هو الذي اطال عمر النظام الكيزاني….الصادق وفع مع الكيزان ثلاث اتفاقيات كإتفاقية جيبوتي واتفاقية اهل القبلة…والصادق هو الذي قال (البشير من جلدنا وما بنجر فوقو الشوك…حزب المؤتمر السوداني عنه أسال اصغر ثائر كيف رئيسه السابق اصبح مليونير | فبينما كان رئيسآ لحزب المؤتمر السودان ويدعي المعارضة كانت الحكومة الكيزانية تهديه عطاءات السيخ وغيره….اما حزب البعث فكان منقسمآ | جناح معارض وجناح متحالف مع النظام…المرحوم كمال حسن بخيت ابن خالة عمر البشير الذي عينته الانقاذ رئيسآ لتحرير صحيفة الرأي العام كان بعثيآ كبيرآ وعاش في سنوات حكم النميري في بغداد وعاد بعد الثورة عليه وكان مدير تحرير صحيفة الهدف البعثية

  3. مطبلاتي وكتاباتك مليئة بالحقد والشتائم ومرة كنت تدعو لوحدة الصف والان تطبل وتشتم الاخرين

  4. فهي تضم الأحزاب السياسية الوحيدة التي مانعت وناضلت ولم تشارك نظام الإنقاذ طيلة ثلاثين سنة وهي حزب الأمة القومي، حزب المؤتمر السوداني، حزب البعث، وهي بالتالي حكومة مناضلين، ولو لم يكن من علاماتها سوى هذا لكفاها شرفا وقيمة”

    دى حكومة الهبوط الناعم الذين فاجأته انطفاضة شبابنا و ركبوا موجتها بعد ان يلعوا طعم انتخابات
    20/20 و قبل كبيرهم منصب رئيس وزراء الاتقاذ قبل ان تنقذه اتطفاضة الشباب( ثورة) التى قالت عنها
    المنصور ( كلمة انطفاضة اصبحت مبتذلة) و الان اصبحت وزيرة….. بطل استهبال.
    لمعلوميتك اتعس الناس فى حكومتك هم حزبك و جماعة المؤتمر السودانى

  5. تمام اديتو في التنك هذا الارزقي العميل ظهر علي حقيقته يستاهل الضرب بالجزمة لكتابتها التافهة وكمان ناس الراكوبة اعطوه الضوء الاخضر لنشر عفنه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..