أخبار السودان

شبكة الصحفيينالسودانيين: القدَّال سِفرُ تَكوين البِلاد وعُهودَها الجَّديدَة

شبكة الصحفيين السودانيين (S. J. Net)

القدَّال، سِفرُ تَكوين البِلاد وعُهودَها الجَّديدَة

لم يكُ الشاعر، الرائي، أو المُثقف الصَّقيل ولا وطنياً بَارزاً.. مَعلَماً شاهِقاً في مِعمَارِ الحياة السودانية، فحسبْ، هو التُربة شَديدة الخُصوبة، تيرابُ الآتِ والظلالُ التي إنداحَت نحو الناس إبان عِهودِ الهَجيرِ وسماوات الحَر ْ التي ما فتئت تَهُبُّ بلادنا كلَّما دوَى في المذياعِ مَارش ُ عَسكر ْ.
هو شمسُ “حليوة” التي سَطَعت وِجدانِ الملايين، وَسَعت الناس، في البوادِ والقُرى والكنابى والمدن الفيافِ، هو البيتُ المُشرَعُ الأبوابْ، للفَاتُوا والغَاشِين، ظُل المَقِيل وسَند الوَاقعَة وفزع البعيد وربَّاي اليتيم، وأنيس الهاجِّي والمَفجُوع.
إستقرَّ وعياً، تسَامَى قصيدة، إنداحَ حياة ً في المعنى والاتساقْ، في حياة الزَّارعينَ الصبرَ، والعامِلينَ الكدحَ. الحَاملين الزَّهرَ، والشَّارعينَ السِّلاحْ، الشَّاهرين قُلوبَهم للحقيقةِ وللحبِ وللرُصاص؛ في أقبيةِ الزنازنين صَوتاً، وفي شوارعِ النضالِ مَوقفْ، كانَ نبياً في تَمام تكوينِ هذي الشُّعوب: عُمالُ الموانيء الكلَّات، زُرَّاعُ القُطن في جبالِ النوبْ، رَهَقُ المَراحِيل، الإبلُ والبقَّارة، تِسفَاراتُ الصَّعيد والإنقسنا، أشجانُ الموظفين الحديثة، وأشواقُ الطلابْ. سَكِينةُ الصليب وسَلامُ المئذنَة، رَحَماتُ الأديِرة وضَراعاتُ الكُجور.
وشبكة الصحفيين السودانيين، إذ تَنعي اليومَ، بأسى بَالغ، وقلبٍ كَليم، الشاعر السوداني الفذ محمد طه القدال الذي اصطَفاهُ المَولى الى جِوارِه الكَريم، راضياً مَرضِيا، فإنَّها تنعَى واسِطةَ عِقدَ جيلٍ فَريدٍ في الحِركة الثقافية والشعرية في البِلاد، وطليعياً أصيلاً نَهضَ بسُؤالاتِ البِلادِ في أتُون الدولة الوطنية التى تسْعَاها الجُموعُ مُنذ الاستِقلال، ومُناضِلاً عَظيماً مع الشُّعوب الأفريقية والعربية النَّاهِضَة ضد الاستعمَار المُعاصِر وامبريالية اليانكي والصهيونية، وكَاتباً أسَّسَ وسَاهمَ في تَدعِيمِ المَكتبةِ السُّودانيةِ، المَقروءَةِ والمسمُوعةِ، وِجداناً كاملاً من أعمالٍ منشوراتً وأشعَارٍ مُغنَّاةٍ، وقَبلاً، حَركيَّتَهُ الفاعِلَة في المؤسساتِ العامَة والثقافية على وَجهِ التَّخصِيص التي كانَ وسيَظلُّ، عَموداً فَقرياً فيها بسِهَامِ كِنَانَتهِ التي بَذَل ْ.

الإثنين 5 يوليو 2021

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..