هل زادت مصارف الزكاة تاسعا؟

حتى وقت قريب كنت اعتقد ان الحزب بالنسبة للموظف او التنفيذي او الدستوري على راس العمل بالدولة حده ( خشم باب الحزب ) ، فليس جل وقته ملكا للحزب ولا للحزب املاءات عليه فى اطار عمله ، لان العمل ملك لكل المواطنين الذين يقعون داخل دائرة اختصاصه ، وليس اعضاء الحزب الذين يجب ان يصطفوا فى صفوف الانتظار مثلهم مثل اى مواطن بلا جينات حزبية تعطيهم امتيازات عن بقية خلق الله ، وهو مايكسب الحزب المزيد من المصداقية والاحترام والقوة والمتانة بأن يعامل موظف الدولة الذي ينتمى للحزب اعضاء حزبه كسائر المواطنين ، فيجد هذا الموظف التقدير والاحترام من المواطن وقبل ذلك مع ذاته.

فمنذ ايام التمكين سادت ثقافة الواسطة وتيسير خدمة عضو الحزب داخل مكاتب الدولة ، بل اصبحت ثقافة سائدة وسط عامة الشعب بفيتامين ( و) الذي يعطى طالب الخدمة قوة اضافة ونقاط امتياز تفصله عم سواه اميالا من حيث الدقة وسرعة انجاز الخدمة دون زحف فى الصفوف ، او جرجرة بين مكاتب الدولة وربما تلفون يقضى له كل اموره دون ان يكلف نفسه عناء رؤية المؤسسة التى يقصدها لخدمة ، وكل ذلك حسب فعالية فيتامين (و).

وما يهز الوجدان ويجعلنا نضرب كفا بكف ما آل له حال معظم دواوين الحكومة وتوجيهها كازرعة للحزب الحاكم تأتمر بامره وتمتنع بنواهيه ، بكل تركض بكل مابداخلها هربا من المواطن اى دار الحزب ، حتى توزع هناك كحق خاص بالحزب.

و لما كانت الزكاة الركن الثالث فى الاسلام بعد الشهادتين والصلاة ، فان التعامل معه والعاملين عليه يجب ان يختاروا بدقة بعيدا عن اى انتماء فقط العدل والفقه فى امور الدين ، فالشهادتين علاقة مباشرة بين العبد وربه وكذلك الصلاة ، حيث تعتبر الزكاة الركن الاول من حيث الصلة بين العبد وربه عبر مسئولية مباشرة عن عباد الله الذين تؤدى اليهم، ويبقى الاختبار الحقيقى فى كيف تؤدى اليهم ؟؟؟ دون ظلم وتخصيص لفئة على حساب اخرى ، حيث لم يترك القرآن الكريم مجالا للاجتهاد من حيث اصناف وترتيبها حسب الاحقية والنسبة.

فقد شهدت الدامر اليوم حدثا فريدا من نوعه ، حيث اقيم احتفال بتمليك الاسر وسائل الانتاج من ديوان الزكاة ، بحمولة ما يقارب (40) عربة لواري محملة ب:
* الثلاجات والافران.
*وبعض الاجهزة الكهربائية * مفارم وسكر ودقيق وكراتين.
* مواتر وعجلات.
* عربات كارو
( تحمل ملصوقات كتب عليها ديوان الزكاة الدامر- ، دعم الاسرالفقيرة بوسائل انتاج) فبعد نهاية الاحتفال ، كان من الطبيعى ان تتجه هذه الشاحنات الى مستودعات ديوان الزكاة ، ،ولكن فاجأ بعضها الجميع باتجاه الى دار المؤتمر الوطنى حيث فرغت حمولتها هناك امام اعين المارة ومالبثت قليلا حتى حملت على ظهر بكاسي عدد من اعضاء الحزب الى جهات غير معلومة.

فحسب علمى ان لديوان الزكاة مناديب بالاحياء مشهود لهم بالصدق والامانة لديهم قوائم مصدقة ومعلومة صادرة من الديوان نفسه بعد دراسة الحالات وتصنيفها حسب التصريف الالهى فى ثمانية مصارف، يحيط هؤلاء المناديب القوائم بسياج من السرية منعا للحرج ، وهم الاولى باستلام هذه الدعومات من مخازن الديوان مباشرة وليس من دار الحزب الحاكم ، والسؤال هنا هل لمناديب الاحياء علم بهذه المواد ، وكيف ذهبت لدار الحزب لتخرج منه على ظهر سيارات اعضائه ، وماهى علاقة دار الحزب بمؤسسات الدولة الرسمية وهل يمكن ان تفرغ هذه الحمولات مثلا فى دار حزب الامة او الاتحادى الديمقراطى او حتى الشيوعى طالما هى منظمات مجتمع مدنى مثلها مثل حزب المؤتمر الوطنى ؟

فالمناسبة هى ( توزيع دعم وسائل انتاج للاسر الفقيرة ودعم الخلاوى ) – ديوان الزكاة الدامر ، ويعلق على اللوارى لافتات قماشية مكتوب عليها الحقيبة الزكوية.
ترددت كثيرا فى ان الشان خاص بحزب المؤتمر الوطنى وحاولت جاهدا ان اجد علاقة رسمية بين ( حزب وديوان حكومى ) مفتوح لعامة الشعب والمتعففين منه على وجه الخصوص ، فهل كل المتعففين بالمحلية هم اعضاء الحزب فقط ؟ وهل قاعدة بيانات الديوان مأخؤذة من دور الاحزاب ام من الاحياء ؟؟

* هل زادت مصارف الزكاة المعلومة مصرفا تاسعا؟؟ بكل تأكيد لا والف لا وهو القائل فى محكم تنزيله

( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، صدق الله العظيم سورة الحجر 9.

فكيف بربكم يذهب مال الزكاة لدار الحزب الحاكم ؟؟
[email][email protected][/email]