عمار امون : الحوار الوطني ماهو الا حوار ذاتي للمؤتمر الوطني يحاور فيه نفسه..انا غير متفائل فالنظام وقع اكثر من 40 إتفاقية سلام ولم تاتي بحل شامل

نائب رئيس وفد التفاوض والامين العام للحركة الشعبية- اقليم جبال النوبة عمار امون
ضباط الجيش الشعبي المحالين للمعاش مازالوا رفاق في التنظيم
المؤتمر الوطني اعلن وقف إطلاق النار فقط للإستهلاك السياسي ولم يلتزم به ساعة واحدة
وصف الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان- اقليم جبال النوبة( عمار امون) الاوضاع الانسانية بإقليمي جبال النوبة والنيل الأزرق بالمزرية والسيئة للغاية وهي تذداد سوءاً نتيجة رفض الحكومة السودانية فتح ممرات امنة لإيصال المعونات الإنسانية للمواطنين المتضررين من الحرب في المنطقتين واستخدامه الغذاء مقابل السلاح، وقال امون ان ما حدث للضباط المحالين للمعاش سبق وان طلب منهم جميعهم ان يبلغوا انفسهم لجهات محدد لكنهم لم يفعلوا هذا، لكن مازالوا رفاق في الجيش الشعبي وليس هنالك اي اسباب تجعل الناس ان يسيسوا هذه القضية من اجل اغراض قال إنها سياسية.
حاوره عبر الاسكايب: الياس الدقل
الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بإقليم جبال النوبة ونائب رئيس وفد التفاوض للحركة.. اولاً دعنا نقف على الاوضاع الإنسانية بإقليمي النيل الأزرق وجبال النوبة؟
بالنسبة للاوضاع الإنسانية في جبال النوبة- جنوب كردفان والنيل الأزرق اوضاع مزرية وسيئة للغاية وهذه الاوضاع تذداد سوءاً نتيجة لرفض الحكومة السودانية فتح ممرات امنة لإيصال المعونات الإنسانية للمواطنين المتضررين من الحرب في المنطقتين واستخدام الغذاء مقابل السلاح، ومنذ إندلاع الحرب في الولايتن في العام 2011م حتى الان لم يجد مواطنو الولايتين اي إغاثة او معونات إنسانية من الخارج فالأوضاع الإنسانية مزرية جداً خاصة في مجال الصحة والتعليم.
الم تقدموا نداءات للمنظمات الإنسانية للتدخل في هذا الامر؟
سبق وان قدمنا نداءات لكن حتى الان لم تدخل اي مساعدات إنسانية ونحن مازلنا نطلق نداءات لان الامر يتطلب مساعدات إنسانية عاجلة لهؤلاء المواطنيين الابرياء الذين شردوا بفعل الحرب في الولايتين.
كانت هنالك ورشة عقدةتفي في اروشا قبل ايام حول الحكم الذاتي هل الاقليمين مجمعين على منحهم الحكم الذاتي كخيار لإنهاء الصراع الدائر؟
الورشة التي عقدت في اروشا لم يكن عنوانها الحكم الذاتي بل كان الإجماع على ان يكون الخط العام للحركة الشعبية الحل الشامل لقضية السودان خصوصا قضية المنطقتين في اطار الحل الشامل، نحن لن نذهب لاروشا لمناقشة قضية المنطقتين فقط، حل قضية المنطقنين هو طرح حزب المؤتمر الوطني ونحن في الحركة الشعبية نؤمن بالحل الشامل لمشاكل السودان وحل مشكلة المنطقتين لا يؤدي إلى حل للمشكلة السودانية لان اغلب مناطق السودان الحرب مشتعله فيها اذا نظرنا لدارفور نجد فيها حرب دائرة كذلك في النيل الازرق وجبال النوبة حتى اقصى الشمال هنالك مشاكل وفي اقصى الشرق ايضا هنالك مشاكل لذلك تجزئة مشاكل السودان لا تؤدي الى حل القضية السودانية لذلك اي حلول جزئية لا تساهم في حل مشاكل السودان وفي اروشا كنا نناقش حول خيارات ومقاربات الحل الشامل للمشكلة السودانية وخصوصية المنطقتين داخل الحل الشامل والحل الشامل الخيار الوحيد لإنهاء الصراع الدائر في السودان لكن الحكومة هي التي تدفع الناس لحل قضية المنطقتين، نحن جزء من الجبهة الثورية ومعنا حركات وقوى سياسية وطرحنا واحد هو إيجاد حل شامل للسودان وهذا لا يعني ان الحركة الشعبية سوف تتناسى خصوصية المنطقتين في إطار الحل الشامل هذه هي رؤيتنا في الحركة الشعبية والجبهة الثورية لحل مشاكل السودان.
هنالك اصوات من داخل الحركة الشعبية واخرى واخرى خارج التنظيم تطالب بتضمين حق تقرير المصير في الجولات التفاوضية كحل للصراع في المنطقتين وانتم في قيادة الحركة الشعبية تبنيتم الحل الشامل مع اعطاء المنطقتين وضعية خاصة كيف توفقون هذا مع الاصوات التي تصدح بحق تقرير المصير؟
نحن في الحركة الشعبية لم نرفع صوت حق تقرير المصير في التفاوض كخيار اوحد كما ذكرت نحن رفعنا المقاربات الشاملة لحل المشكلة السودانية وخصوصية المنطقتين داخل الحل الشامل، اما بالنسبة للاصوات التي تصدح وتطالب بحق تقرير المصير خارج الحركة الشعبية وداخلها نريد ان نؤكد باننا جزء من الجبهة الثورية ونؤمن بان الحلول الجزئية لا تحل المشكلة السودانية ولدينا تجارب لحق تقرير المصير في جنوب السودان واتفاقية السلام الشامل لم تكن شاملة لان المركز بقي كما هو ولم يتغير لم يعمل على جعل الوحدة جاذبة وبالتالي رأى الرفاق في جنوب السودان انفصالهم من السودان افضل من البقاء في دول السودان القديم بكل عيوبه فبالتالي نحن لا نريد ان نقع في نفس الاشكالية وبالتالي نحن نطالب من المجتمع الدولي ان يضغط على الحكومة السودانية بان تقبل بالحل الشامل وان يقف معنا في طرحنا المقاربات الشاملة لحل المشكلة السودانية.
استلمت الحركة الشعبية دعوة من الإتحاد الإفريقي للدخول في جولة تفاوضية تعتبر هي العاشرة في الثامن والتاسع عشر من الشهر الحالى ما هي رؤيتكم التفاوضية هذه المرة.?
إستراتيجيتنا للتفاوض نفس مطالبنا في الجولات السابقة اولاً المقاربة الشاملة لحل المشكلة السودانية، نحن لا نتفق مع المؤتمر الوطني في النقاش فقط حول قضية المنطقتين لان المشكلة السودانية لا تكمن في المنطقتين بيد ان المشكلة في المركز نفسه في الخرطوم لان الحكومة السودانية هي التي تخلق هذه الصراعات وتغذي الحروب في الهامش فالحل يكمن في تغير نظام الخرطوم وليس في المنطقتين نحن سندخل هذه الجولة ولدينا ثلاثة بنود اساسية هي المقاربة الشاملة لحل المشكلة السودانية ثانيا سنناقش دخول المساعدات الإنسانية للمتضررين في مناطق الحرب، ومن هنا نناشد الإتحاد الإفريقي ان يستحضر المادة (4 H,ه ) من النظام الاساسي للاتحاد الافريقي التي تنص على اذا تعرض مواطنين لاجراءات حرب ابادة او حروب ضد الانسانية وانتهاكات ضد الانسانية في دولة عضو في الاتحاد الافريقي على الاتحاد الافريقي التدخل لإنقاذ هؤلاء المواطنيين وبالتالي حان الاون ان يتدخل الإتحاد الافريقي من اجل انقاذ ارواح هؤلاء الابرياء في مناطق الهامش في السودان ولا يتركوا المجال للمؤتمر الوطني ان يتزرع ويتخفى وراء السيادة الوطنية ومسالة الاغاثة هذه ستكون من ضمن استراتيجيتنا للتفاوض والبند الثالث هو وقف العدائيات من اجل توفير مسارات امنة لتوصيل المساعدات الإنسانية.
دعنا ننتقل الى جانب اخر اثار رائ عام وسط جماهير الحركة الشعبية والمتعاطفين معها فهي قرارت إقالة بعض الضباط الكبار في الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال إلى المعاش ماهي الدواعي والاهداف من وراء ذلك وفي اعتقادك الم يؤثر ذلك على ثورة الهامش خاصة في صفوف الجيش الشعبي بعد ان تعالت اصوات ترفض رفض قاطع هذا القرار وتعتبره قرار جائر ما تعليقك؟
ليس هنالك اي تأثير من هذا القرار، الحركة الشعبية تنظيم متكامل لها مؤسساتها وقوانينها ولديها دستور إنتقالي لسنة 2013م وكل اعضاء الحركة الشعبية يخضعون لهذا الدستور وكل قوات الجيش الشعبي يخضعون لقانون الجيش الشعبي وبالتالي اي ضابط او عسكري ارتكب مخالفة يخضع للمحاسبة حسب قانون الجيش الشعبي وما حدث للضباط المعاشين سبق وان طلب منهم كلهم على حدا ان يبلغوا انفسهم لجهات محددة لكنهم لم يفعلوا هذا ونحن حتى الان نعتبرهم رفاق مازالوا في الجيش الشعبي وانا ارئ ليس هنالك اي سبب يجعل الناس ان يسيسوا هذه القضية من اجل اغراض سياسية هذه اشياء داخلية في التنظيم والجيش الشعبي لديه قانون ذيه وذي اي قانون جيش في العالم.
بعد ايام معدودة ستدخلون في جولة مفاوضات مع المؤتمر الوطني تعتبر هى العاشرة, فماهي توقعاتكم لهذه الجولة؟ وهل في اعتقادك ان المؤتمر الوطني جاد في التوصل الى سلام شامل وعادل مع العلم انه الان يواصل شن هجماته العسكرية على عدة مناطق في شمال النيل الازرق وجبال النوبة؟
المؤتمر الوطني اعلن وقف إطلاق النار فقط للإستهلاك السياسي ولم يلتزم به ولو لساعة، وفي الوقت الذي اعلن فيه ذلك, كان هنالك طيران يقصف عدد من المناطق في جبال النوبة والنيل الازرق وهجوم عسكري واسع النطاق في مناطق بشمال النيل الازرق وجبال النوبة، فهوغير صادق حتى المجتمع الدولي فقد فيه المصداقية ونحن لا نصدق كلمة واحدة يقولها المؤتمر الوطني, الآن نحن ذاهبون للمفاوضات ومتمسكين بموقفنا الواضح المعلن وهو الحل الشامل ونحن نرفض رفض تام تجزئة حلول المشكلة السودانية وعلى المؤتمر الوطني ان يكون جاد لحل المشكلة السودانية او هنالك خيار اخر, وهو استمرار الحرب.
ما هى توقعاتك لنجاح هذه الجولة؟
انا غير متفائل بدرجة كبيرة لكن اتوقع من المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي والولايات المتحدة ان يمارسوا ضغوط على حكومة الخرطوم فتاريخياً لدينا تجارب عديدة مع هذا النظام وهو موقع على اكثر من 40 إتفاقية سلام ولم يلتزم بها, ولم تاتي بحل شامل لمشكلة السودان وبالتالي هي الجهة التي ترفض الحل الشامل ووقف نزيف الدم طيلة الـ60 عام هي عمر الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان لذلك نتوقع من الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي ان يمارس ضغوطات على المؤتمر الوطني, للوصول لتسوية عادلة. نحن نقول تسوية عادلة لان السلام السيئ افضل من الحرب خاصة بعد الحرب الطويلة والثمن الغالي الذي دفعه الشهداء والمناضلين من جبال النوبة – جنوب كردفان ودارفور والنيل الازرق، ونحن بدورنا لا يمكن ان نقبل باي سلام غير عادل يعيدنا للحرب مرة اخرى كما اعادتنا اتفاقية السلام الشامل للحرب لذا نتوقع هذه المرة ضغوط مكثفة للتوصل إلى حل شامل عادل مع الحركة الشعبية.
من المعروف ان الحرب الدائرة شردت كثير من كوادر التنظيم النشطين، المنتشرين في عدة دول حول العالم كالقاهرة وجنوب السودان ويوغندا ودول أوربا وأمريكا وغيرها, فهل لديكم خطط استراتيجية لارجاعها وإستيعابها للمشاركة في الثورة والمساهمة في تطوير الحزب؟
نحن اطلقنا مناشدات وسنظل نطلقها لكل كوادر الحركة الشعبية وكل كوادر الهامش بان يتجهوا الى المناطق المحررة ليساهموا في الثورة ومساعدة المتضررين هناك وايضاً لكل كوادر الهامش الذين يعملون في مختلف المنظمات الانسانية بان يقدموا مساعدات لابناء الهامش عبر منظماتهم التي يعملون فيها ونناشدهم للعمل من اجل تقديم خدمات لابنائهم في الهامش وان يمارسوا الضغوط السياسية على المؤتمر الوطني للتوصل لسلام شامل وعادل لا يترتب عليه حرب أخرى في السودان.
من المعروف ان الجيش الشعبي حقق إنتصارات كبيرة وعديدة على الجيش الحكومى واثبت ذلك في عدة معارك في النيل الأزرق وجبال النوبة إلا أن المؤتمر الوطني الحاكم يتفوق عليكم إعلامياً, هل لديكم خطط لتطوير الالة الإعلامية؟
الجيش الشعبي اقوى من جيش المؤتمر الوطني الجهوي في العقيدة القتالية لان الجيش الشعبي لديه رسالة إنسان مظلوم يبحث عن عدالة عكس جيش المؤتمر الوطني الذي يريد فرض السلام بقوة السلاح، وهنا يكمن الفرق في الميدان، صحيح اننا لا نمتلك طائرات او قنابل عنقودية لكننا قادرين على هزيمته فى الميدان… نعم تنقصنا امكانيات اعلامية عكس المؤتمر الوطني الذي يوظف امكانيات الدولة واجهزتها لصالحه ولا تستطيع ان تفرق بين اجهزة الدولة واجهزته وكل مؤسسات الدولة اصبحت مملوكة له والدولة تدار من مؤسسات الحزب وبالتالي يكرس المؤتمر الوطني كل اجهزة الدولة وامكانياتها في الحرب, ونحن الآن نبحث عن امكانيات حتى نطور اعلامنا ليصبح موازي للمؤتمر الوطني.
هنالك خلافات في رئاسة الجبهة الثورية طفحت علي السطح ما مدى تأثير هذه الخلافات على قاعدتكم الجماهيرية؟
هذا السؤال لديه شقين سأجيب على الشق الثاني .. الخلافات التي طفحت على السطح حول رئاسة الجبهة الثورية خلافات عادية وهنالك جلسات لرأب الصدع وانا لا اريد ان اخوض في هذا الجانب كثير لان هنالك جهات جهات فى الحزب معنية بهذا الشان.. أما مدى تأثير ذلك على الجماهير ليس هنالك اي تأثير على مستوى القواعد، فرئاسة الجبهة شيئ والعمل الميداني شيئ اخر, فالعمل الميداني لم يتاثر باي خلافات رئاسية والجيش الشعبي والجبهة الثورية اليوم اقوى من اي وقت مضى.
المؤتمر الوطني اطلق مبادرة حوار وطني داخلي ما تقيمك لهذا الحوار؟
برنامج الحوار الوطني الذي ابتدره المؤتمر الوطني ما هو الا حوار ذاتي يحاور فيه نفسه وهذا الحوار لا يؤدي الى حل للمشكلة السودانية, فالمؤتمر الوطنى أمضى 27 عاماً فى الحكم ادخل فيه الشعب السوداني في ضائقة معيشية واقتصادية لم يمر بها السودان من قبل واعتقد ان الشعب السوداني لا يتوقع منهم اي جديد لحل المشكلة السودانية, بل نحن نطالب الشعب السوداني الغيور ان يقف مع قوى نداء السودان والحركة الشعبية والجبهة الثورية لانقاذ ما تبقى من السودان ودعمه للحل الشامل للمشكلة السودانية الذى نطالب به, ونناشد المجتمع الدولى بان يقف وراء قوى التغيير ويكفي 27 عام كذب ونفاق وتضليل للشعب السودانى.
عمار امون رع هامان