أخبار السودان

الطاغية وزوجته الثانية…!

عثمان شبونة

* ليست مصادفة أن تتطابق الدراما في أي مكان وزمان مع الحياة اليومية في مكان وزمان آخر؛ و(بالمسطرة) أحياناً.. فكثير من التفاصيل المتعلقة بأشخاص نعاصرهم يرسمها الفنانون وكأنها (تخصنا) من حيث التفاعل والترابط العجيب بين الواقع على الشاشة والواقع على الأرض.. وتبقى زبدة الفن في تنبيه الناس إلى ما لا يرونه من أسرار (الطغاة ــ الأشرار) وطريقة تصرفاتهم وميولهم.. ثم كيف يصلون إلى قمم الإجرام عبر وسائل ووسائط يمهدها الآخرون بدناءة (منكرة)..! وفي هذا برع طاقم مسلسل (الزوجة الثانية) الذي عرضته بعض القنوات العربية في رمضان القريب..! وقبل الخوض في وحل الطاغية لابد من إشارة عرضية ممثلة في قدرة الدراما المصرية على الحيوية والنفاذ (في أحلك الظروف)؛ فلعل ذلك يوخز قنواتنا ومؤسساتنا (المتبلدة) وهي تعيش في (حنوطِها) وصندوقها الخشبي الدائم..!

* ولمن فاتهم المشهد؛ فالمسلسل لا جديد يحمله أكثر مما انعكس في أعمال سابقة متفرقة (أفلام ــ مسلسلات).. وكم من دراما أظهرت لنا فظاظة (الحاكم).. بيد أن المختلف هو (البطل) هذه المرة.. فقد أجاد الممثل عمرو عبدالجليل ــ لأول مرة ــ دور العمدة بلباقة استثنائية وسَمْتٍ خاص يجرد الشخصية لحد الهوان في عز جبروتها..!! فهو مسرف في الهوى والأنانية وكل الفظاعات (من القتل حتى حب الاستحواذ الرخيص)..لم يُرزق من زوجته طفلاً فاختار خادمته الجميلة فاطمة زوجة الفقير (أبو العلا)؛ عسى أن تلد غلاماً يفرح السيدة الأولى؛ ومن ثم يرميها مثل عظمة (أي الخادمة) وبكل أنفتها المفتراة والفطرية..!
مع الجبروت يتم تطليق فاطمة (الممثلة القديرة أيتن عامر) أمام زوجها ليحظى بها العمدة.. فيقبل الزوجان التعيسان على مضض بعد مشاهد (فاقعة) التأثير..! وينصرف أبو العلا إلى امرأة متمردة بعد أن كان مستوراً بعفاف (فاطمة).. وتتحول الأخيرة وهي في عصمة العمدة (عتمان) إلى (لبوة) تصب حقداً متصلاً على المجتمع وتنسى حياتها القديمة تماماً..!

* لا يسمع (العمدة) غير صوته هو؛ أو فحيح الزوجة الثانية وهي تتمرغ في حضرته ليكون الثراء حليفها؛ بل لا يسمع حتى من (يستشيرهم).. يعيش متنكراً للوقائع التي تحيطه.. نراه لآخر مشواره التعيس ملحوس العقل.. فقد رزق بالغلام؛ ولكن يفقده في المستشفى نتيجة خنقه بطريقة لا شعورية بواسطة يده الآثمة.. فقد كان العمدة لحظتها متجاذباً بين الفرحة والجنون…! وفي طريق يبدو بلا نهاية ــ برع فيه المخرج ــ يحمل الطاغية جنازته ماشياً بعرج ظاهر، تتبعه الزوجة الأولى التي تحاول عبثاً أن توقظ عقله؛ غير مصدِّق أن وريث العرش مات..! لقد اختارت الدراما للعمدة طريق العذاب وليس الموت الرحيم..!
* إن أحداث المسلسل غنية بصور كثيرة معبرة عن معاناة الإنسان مع القهر؛ وتظل رمزية الشخصيات كثيفة باسقاطها على الراهن.. فالمسلسل يعرِّي العلاقات المتباينة بين الظالم وحاشيته؛ ويسمعنا حوار المستبد مع نفسه حين يختلي بها وهو معطون في أسئلة الشر والبقاء..! يقول لنا السيناريو ــ با ختصار ــ أن وراء كل دكتاتور زوجة منتفخة بالفساد لحد (الفخامة الكاذبة)؛ ومهما تكن جميلة في إطارها المنظور فإنها (مثال) لقبح خاص أشد فتكاً بالعباد..!!
أعوذ بالله
ــــــــــــــــ
الأهرام اليوم (السبت)

تعليق واحد

  1. ياود شبونه عملتها ظااااااااهره
    وشكلنا ماحنقرا ليك قريب
    الله يكون فى عونك………
    بس بينى وبينك زودتها شويه.

  2. (وراء كل دكتاتور زوجه منتفخه بالفساد،لحد الفخامه الكاذبه ومهما تكون جميله في اطارها المنظور فانها مثال لقبح شاذ اشد فتكا بالعباد)
    صدقت ورب الكعبه،

  3. عثمان شبونة.. دا حقهم ولا حقكم.. والاهرام دي حقتهم ولا حقتكم.. والبحكي في المسلسل دا بلسان عثمان شبونة السوداني وعثمان شبونة المصري.. صورة داخل المقال عن المسلسل وعنوان المقال مختلف.. عمدة وطلقها وايتن عمر وخيري بشارة ما فهمهنا حاجة..

  4. والله ياشبونه ياخوي الشاف ناس الامن مجرجرنك ما كضب لكن بالغت وصورت الحقيقه ناصعه ومن غير روتوش غايتو الله ينجيك من اولاد الحرام والزوجه الثانيه (ودويه)

  5. يا ود الجزيرة اعمل حسابك من كلاب الامن ديل كلهم من الشمالية عساكر علي ضباط وهم احقد ناس علي باقي اقاليم السودان خصوصا الجزيرة والله ما ارتاحو الا لمن دمروها ودمروا مشروعها ولسة شغالين تدمير الم تسمع قول الهالك الزبير عندما قال انو مدنى دي ما بخليها الا ينعق فيها البوم… كلهم علي شاكلته… لكن الحمد لله فقد نعق فيه البوم هو وتظل ودمدنى وستظل الجزيرة حاضنة لكل ابنا الوطن رغم كيدكم يا حاقدين …..مجرد سؤال لماذا كل من حكم السودان وتسلط علي رقاب الناس من الشمالية قام باشعال الحرب والقتل والتدمير في باقي اجزاء الوطن الحبيب؟

  6. الأخ Mohnd Heba نحن ابناء الشمالية النوبة

    فقط يطلق الشمالية (النوبة ) نحن ليس من ناس

    الخرطوم الرجاء ان تعرف الشمالية تطلق فقط على ابناء

    النوبة من حلفاء حتى دنقلا هؤلاء هم اهل الشمالية

    ونحن نعاني من التهميش حتى آلآن (ولا تنسى سدكجبار )

  7. الله ينتقم من كل جيعان وشبع بفلوس الشعب الغلبان ده لعنة الله تغشى كل ظالم يا البشير ان شاء الله سرطان مخ يفتك بيك زي ما فتكت بالشعب السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..