الالتزام بالتعليمات..!

«الخوف من الحب خوف من الحياة، والخوف من الحياة ثلاثة أرباع الموت» .. برتراند راسل!
أحياناً نقلِّب مخادعنا رأساً على عقب .. نرفع الشراشف .. نبعثر الوسائد .. نكاد ننقض غزل الأغطية بحثاً عن إجابة كبرى لسؤال عظيم، ثم لا نلبث أن نجد الإجابة السهلة، الممتنعة، ملقاة ـ منذ الأزل ـ على قارعة الطريق ..!
ـ أهم شئ هو الالتزام بالتعليمات ..!
أدهشني جداً إصرار السائق على تكرار ذات الجملة، برتابة العساكر، كلما ارتقينا جسراً أو هبطنا طريقاً .. بقيتُ أرقبه في فضول .. تأملتُ اشتعال حواسه المذعورة بما يشبه التحفز، قبضتي تحت ذقني، وأنفي مشرئب، وكأنني استشرف بكائية ما، ساحتها خيالي ..!
بقي سائق البص يثرثر عبر الهاتف، وعلى الجانب الآخر أنثى شريرة عبرت رائحة فضولها إلى أنوف الركاب .. كُنَّا ثلاثة رجال وامرأة، جمعتنا صدفة سفر من رياض السعودية، إلى خرطوم السودان، عبر منامة البحرين .. منحرفو المزاج كدأب مسافري الترانزيت، جالسون بنصف انتباهة، نعلل أنفسنا بسلامة الوصول، بعد يوم وليلة من السكوت بين جدران غرف الفنادق الخرساء ..!
وهكذا! .. نزل ذاك الحوار الهاتفي على صمتنا كما زخَّات المطر، بل أشعرتنا أجواء المؤامرة ـ التي كانت تفترش طريقنا إلى المطار ـ بقداسة شهادتنا المتواترة على وقوع جريمة كاملة ..!
الرجل/ السائق/ الفاعل الأصيل، يتصبّب عرقاً رغم اعتدال التكييف .. يخلع بدلته ويحرر قميصه من قبضة بعض الأزرار وهو يصيح بهلع، محذراً صديقته الهاتفية من مغبة التهاون في شأن التعليمات، مؤكداً على أن الأمور سوف تسير على خير ما يرام إذا ما هُنَّ ـ هي وأخريات ـ التزمن بأداء أدوارهن الاحتفالية حسب الخطة ..!
أما هو ـ العريس السري! ـ فسوف يقوم بتوزيع بطاقات الدعوة على القريبات المتواطئات، شريطة أن تتعمد كل واحدة منهن إصابة ذاكرتها بالعطب أمام الغرباء ـ خاصة أم العيال ـ بعد حضور حفل زواجه الثاني ..!
اكتملتْ فصول الحكاية قبيل وصولنا إلى المطار، وعاد الصمت يخيم على الأجواء وإن تبدلت أسبابه نوعاً .. ربما كان الرجال يفكرون في شجاعة ابن جنسهم الذي استطاع أن (يعملها) .. يُقيِّمون فداحة الخطوة، ويبذلون له الأعذار والأسباب، بينما كنتُ أفكر بتطابق طينة الرجال الجبناء كيفما تباينت الملل والسحن ..!
يبقى الرجل الضعيف طفلاً أخرق لا يرى أبعد من أرنبة أنفه عندما يتعلق الأمر بخيار تعريفه أنثى .. وإلا فهل يعقل أن يسجن عاقل شجاعته في قفص السرية ويحيا نهباً للأكاذيب، خوفاً من غضبة امرأة ؟! .. بعض وقفاتنا نحن معشر النساء أكثر نبلاً وشجاعة من موقف رجل خائف .. ربما لذلك خلقنا الله لا نقبل القسمة على اثنين، ولكننا (قد) نقبل أن نتقاسم رجلاً ..!
على طريقة أبناء البلد الطيبين الذين اعتادوا إطلاق سراح فضولهم في وجوه رفقاء الصدفة وجيران المواصلات، هتف أكبر الرجال الثلاثة سناً وأقلهم حذراً ـ وهو يقفز من (البص) ـ مخاطباً السائق/ العريس (ألف مبروك) ..!
أما عنِّي فقد كنت أفكر بشئ من الأسى ـ في تفاقم «أزَمَاتْ الرَّجَالَة» العابرة للقارات! ـ وأنا أشيع رجلاً مذعوراً من غضبة امرأة غيور ـ إلى مثواه الغائم ـ بنظرة إشفاق أخيرة ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. ماانفكت عوالم النساء تدور في فلك اعوجاجهن عند محارب الرجال و تتعالى اصوات غيرتهن على سموغ الغامة وعلياء الفكر وبعد النظر .فكل رجل لديهن خائن جبان الهوى بالفطرة و كأن شباك الغواية صنع ادميي بحت ليس لحواء فيه ناقة ولا بعير.الرجل الحق يا سيدتي لا ينقصه زواجه من مريم الاخرى شيئاوانا تتلقفه مريا وتكيد له كيدا عظيم الشأن وذو طرائق عددا. فاوقفوا ما جبلتم عليه من الكيد العظيم وعندها فقط تتحررين من نظرة اشفاقك الأخيرة. أما ما تدعيه من سجن الرجل لذاته في قفص السرية وحياته نهبا للأكاذيب خائفا يترغب من أمراة , فالحق هو خائفا يترغب على أمرأة وليس منها , فانه لو خافها لما فعلهاوانما خاف عليها من فعل اختها فاستعان على ذلك بالكتمال حتى حين.

  2. الحمد لله ربنا عوضك وكمان معتمد تانى شنو ؟ حاولى انسى
    ولا تنكئى الجرح القديم .. الزواج قسمه والقسمة تفوت احلى البنوت
    واصعب مافى الزواج الاختيار . شكرا منونه .

  3. أهم شئ هو الالتزام بالتعليمات ..! عدم التحدث بالهاتف اثناء القيادة … هل التزم السائق بالتعليماااااات ؟؟؟

  4. الغريب فى الموضوع دائما مافى اي انتقاد للمرأة التى قبلت بأن تكون التانية من قبل المعترضات. ماهى كمان انثى وعايزةالحلال.

  5. عندى صديقى فى الطريق الى الثالثه ونظريته انو الثالثة بتوحد الاتنين على التالته وتخفف الضغط الممارس عليهو من التنين . بمعنى تصبح التالته هى المتزوجه الاتنين
    عمنا عندو حواشه بشقها النص بشريط لوبا بشتغل فى نص وبأجر النص الاخر مرتو سمعت إنو عايز اتزوج عليها قالت لولدا أسال ابوك ابوه قال ليه عرس شنو والله امك أكان فى طريفه اشقها بشريط لوبا

  6. تطورت كيرا عادة الزواج السرى
    ده يا ربى الحاصل شنو الرجال ديل زى ما قالت
    استاذة منى الخوف ملأ قلوبم الواحد لامن نوى يتزوج ما يعمله
    علنى عديل كده لزوم الدسديس شنو تلقى الواحد دبابيرو تتلتل فى كتافينه
    وياكل النار اكل لكن فى الحتة دى نعامة ربداء والله يهون .

  7. ارمى قدام يامنوية ههههههههههههههههههههههه

    والله خليتهم يضايرو وفى واحدين بقو يطربقو ساى وحادين فقدو اعصابهم وقعدو يشتمو واحدين ماظهرو خالص زى اب شوارب واحدين قالو انشقى ياواطة وابلعينا 0000 والله صدمتيهم بكلامتك الزى دق العصب ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..