ماتت جوعاً وشيعت وقبرت عزاً !

من الناس من يتمسك بتعففه حتى ولو أدى ذلك التعفف إلى موته وهنالك أمثلة على ذلك فى حياتنا منها إمرأة تسكن مدينة كوستى توفى عنها زوجها منذ سنوات من الآن وترك لها بنتين ولم يترك لهم من حطام الدنيا شئ إلا المنزل الذى يقيمون به فخرجت الأم لتعمل بمهنة بيع الشاى وبعد سنوات تزوجت إحدى البنتين وظلت الأخرى دون زواج وظلت الأم مواصلة فى عملها تخرج صباحاً وتعود مساء وفى مساء اليوم الذى توفيت به علم جيرانها وأهلها ومعارفها أن يوم موتها عادت من مكان عملها وهى جائعة وعندما سألتها إبنتها عن السبب ذكرت الأم لبنتها أن دخلها فى ذلك اليوم كان ضعيفاً وفضلت أن تأكل مع إبنتهأ رغم أنها مريضة بداء السكرى والذى عرف إنها تتناول وجبة الفطور فى السوق يومياً فى السوق وتتناول وجبة الغداء فى المنزل مع بنتها ولكن عندما يكون الدخل ضعيفاً لا تتناول وجبة الفطور فى السوق بل تأكل وجبة واحدة بعد عودتها إلى المنزل والغداء ذاته يعد بعد عودتها من السوق لانه لايوجد مال مدخر بالبيت وعلم الناس انها كثيراً ماتأكل وجبة واحدة فى اليوم كل ذلك من أجل أن توفر غداء يومها مع إبنتها وتوفر أيضاً فطور إبنتها فى اليوم التالى وأثناء عتاب إبنتها لها لفظت الأم أنفاسها الأخيرة وجاءت جحافل أهلها و أقاموا لها تشييعاً مهيباً وصرفوا على أيام العزاء صرف بذخى ! السؤال من المسؤول عن موت هذه المرأة هل هى المسؤولة بتعففها العميق أم أن أهلها الأقربين كان واجب عليهم دعمها بعد وفاة زوجها أم ديوان الزكاة هو المسؤول أم المجتمع المجاور لها هو المسؤول أم أن المسؤولية تقع على أهل زوجها الراحل أم أن جهة أخرى هى المسؤولة ؟

حافظ مهدى محمد مهدى
معلم بمرحلة الأساس كوستى
[email][email protected][/email]