مجلس الصمغ العربي

أوردت الأنباء قبل عامين من اليوم الخبر التالي: وافقت الوكالة الفرنسية على تقديم قروض ومنح للقطاعات العاملة في مجال الصمغ العربي في السودان بقيمة (25) مليون دولار.
وقال الأمين العام لمجلس الصمغ العربي د. عبد الماجد عبد القادر إن وفد الوكالة الفرنسية أنهى زيارة مؤخراً للسودان وإن المجلس قدم حزمة من المقترحات المتعلقة بدعم وتطوير والتوسع في زراعة الغابات خاصة زراعة الأشجار المنتجة للصمغ العربي وتطوير الصناعة للوكالة، وإن الأخيرة وافقت على تقديم منح وقروض في حدود (25) مليون دولار للقطاعات العاملة في مجال الصمغ العربي.
وأشار إلى أن دولة فرنسا تستورد 80% من صمغ عربي السودان لوحده، مضيفاً أن الزيارة من الوكالة للسودان جاءت لتحديد المجالات الحيوية التي تحتاج إلى دعم، وأن الوكالة خصصت صندوقاً لتنمية الصمغ العربي في بعض الأقطار الأفريقية على رأسها السودان وتشاد.
هل لرئيس وأمين مجلس الصمغ العربي ومعهم بالطبع مدير الهيئة القومية للغابات تنويرنا عن أين ذهبت تلك الملايين من الدولارات؟ ما أحب أن أؤكده للقارئ الكريم بأننا في محلية ابو جبيهة تاني منطقة منتجة للصمغ العربي بعد النهود لم نستلم مليماً واحداً من المنحة الفرنسية. ولم يتم تمويل أكثر من 25 جمعية منتجين وهمية لم يسترد البنك تمويله لها بعد. والسبب أن التمويل ذهب للناس الخطأ في الزمان الخطأ والمكان الخطأ.
رغم كل الفشل في أداء دور معروف للمنتجين دأب الدكتور عبد الماجد عبد القادر كاتب الإنتباهة الراتب وأمين مجلس الصمغ العربي على كتابة ما يحلو له أو ما يريده عن الصمغ العربي. غالبية ما يكتبه ويقوله في التلفاز والندوات أمنيات طيبة يتمنى أن تتحقق على يديه أثناء توليه منصب الأمين العام لمجلس الصمغ العربي. إن القسمة الضيزى وتوزيع المغانم على الأهل والموالين والمتوالين والنسابة والأصهار هم أصحاب الحظوة في كل يلي الدولة من مناصب كان من المفترض ذهابها إلى من يستحقها. فلو كان هنالك عدل لما تولى رئيس مجلس الصمغ العربي من ليس في مضارب قبيلته لا توجد شجرة هشاب واحدة ? مش شجرة صمغ عربي. الهشاب هو الشجرة والصمغ هو المنتج. بل تشتهر منطقته بإنتاج التمر ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون. ويكون أمينه من منطقة تشتهر بإنتاج البصل والبقوليات والحنة. ولكن الطشاش في بلد العمي شوف. صار عبد الماجد على وتيرة عالية يتحدث عن الصمغ وكأنه الحل الأوحد لمشاكل السودان المالية والصمغ ليس كذلك.
وبما أنه وصديقه رئيس المجلس روح واحدة في جسدين فقد جاراه رئيسه والله أعلم متى يثبتان أن الصمغ سيحل محل البترول. وأرجو ألا ينسيان أن الصمغ والبترول كلاهما متمركزان في كردفان الغرا أم خيراً جوه وبرا. من مناطق إنتاج الصمغ التي لم يشرفها الدكتور عبد الماجد ومجلسه المكون من موظفين في الخدمة المدنية برّهم النائب الأول بعضوية المجلس منطقتي أبو جبيهة وتلودي. جهل عبد الماجد بجغرافية المنطقة ومعرفته لطرقها جعله يقول دون حياء عند وقوع حادثة طائرة تلودي:
(ولم يكن من المستحيل على من نظموا رحلة الموت إلى تلودي أن يضعوا في حساباتهم إمكانية استعمال الطرق البرية.. مثلاً لا يحتاج الأمر إلى أكثر من أربع إلى خمس ساعات للوصول إلى تقاطع الطرق المؤدية إلى جنوب كردفان ثم خمس ساعات أخرى ليصل الناس بسلام إلى تلودي أو أي مدينة أخرى وبالزلط «كمان». أه. إن كان هو الحال كما تقول يا عبد الماجد فلماذا لم تزر أنت مناطق إنتاج الصمغ العربي في محليات أبو جبيهة وكلوقي وتلودي؟ أم أن الحكاية تنظير في تنظير والعمل على إيجاد شمّاعة لتعليق إخفاقات المخفقين؟
تقاطع الطرق الذي يتحدث عنه في أم روابة. ومن أم روابة إلى تلودي تبلغ المسافة 210 ميلاً ? دا قياس الإنجليز، لأن المسافة من أم روابة إلى ابو جبيهة 106 ميلاً ومن ابو جبيهة إلى تلودي 104 ميلاً وهذه تعادل بالكيلومتر 336 كلم. بها جزء مسلفت يقلُّ عن مائة كلم. أما باقي الطريق والذي لم يشاهده عبد الماجد ومجلسه فحدِّث ولاحرج. أما طريق كادقلي تلودي ومسافته 75 كيلومتر ردمية وليس أسفلت فلا يمكن للمارينز أن يمروا به والراجل يجرِّب.. كان ما (أم كركنجي خبّرت أم بطيخ).. أبقى قابلني. يا عبد الماجد ويا تاج السر نرجوكما زورا أبو جبيهة أولاً بالعربات من أمروابة وبعدين نتفاهم في موضوع تلودي والليري. نحن خارج خريطة السودان الفضل .. لكن الله كريم.
(العوج راي والعديل راي).

كباشي النور الصافي
لندن – بريطانيا
[email][email protected][/email]