الشعب موجود وقادر على كسر القيود

الشعب موجود وقادر على كسر القيود
عباس خضر
[email protected]
الشعب ينظرويسمع ويحس فهوليس ميتاً بل يصارع القهر للبقاء والوجود.
الله موجود في كل مكان وعدله ورحمته وسعت كل شيء وكلامه وصل الناس كافة وقل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ورحمته قد تنزل على الفاسقة الداعره لاجل إنقاذ أبنائها من الإنقاذ والتشريد في الشوارع و اطعام هؤلاء الصغارالأيتام ,
ولكن رحمته تعالى لا تنزل على قوم غاضي البصرمنكسي الطرف خانعين من قولة حق عند مليك متجبرورئيس مستبد متسلط أوسلطان قاهر بالأمن غادرجائر.
فأعظم الجهاد كلمة حق لدى سلطان خائر الخلق والنفس متسلط جائر. وقضاء السلطان وعدله في حقوق الرعية اولى من عدله في حقوق الله وهذا ما جاء في كتيب محاموا السودان وقضاته الأحرار غير المسيسين وفي كل كتب الفقه القانوني وحقوق الإنسان.
لان الله قادر على اخذ وإنفاذ حقه من كل جبروت ومتكبر ومتعالي مهما تسلط وطغى ,ولكن المواطن العادي البسيط لا يستطع الا بمعاونة هذا السلطان الجائر الذي بلع القانون الحمورابي القرقوشي كله في جوفه وإختلط حابله بنابل ما يسمى حزبه فصار هو القانون والقانون هو وتحصنوا من الشعب ضد فسادهم فأفسدوا القانون وهشهشهوا الهيئة القضائية والعدل وأخذوا الجزيات والجزاءات والجبايات سخرةً وعنوة .
إستخدموا يد قوات الشعب الرسمية الطويلة لجمع الأموال من جيب الشعب الفضل والمواطن الذي حاله تبدل فأفقروه ولايدري الشعب أين تختفي ، فشوارعه إختفت إمتلاءاً بالقمامة والتلوث والرشى والمطاعم الشعبية في أسواقه أقرفت.والغلاء تفشى وإستفحل فهم تقرقروا قارونياً ومرض الشعب وتقزم وتصبروتقوقع أيوبيَاً.
ففسدت أخلاق الشعب وقواته الرسمية فصار معظم جمعهم للمال والرسوم والجبايات دون أورنيك (15) ودون مشاريع إنتاج زراعية وصناعية حقيقية فخوت الخزينة وفقعت مرارتها مع المواطن وخوخت وأفلست فتسولت وشحدت.
أهدرت الكرامة بالإهانة والمذلة وحجبت الحريات بالقهرالأمني والقوانين المخِلة. كقوانين الخدمة العامة والأمن (الوطني) العام وقانون ما يسمى بالنظام العام فالتقدم والترقي بالتسيس والموالاة والقبلية والمحاباة ووسوسة الكلام فأنهكت العظام وشللت الدولة والحكومة والنظام.
فجاءت منهم أخيرًا فرفرة جيوش المذكرات وهذا ما كان يقوله الناس والصحافة من زمان وأتت صحوتهم ففغروا أفواههم وطارت عيونهم بعد ضحى السنين وفساد وتلوث المكان وسدت المجاري والأنوف بالزكام وكتمت أنفاس الإنسان والحيوان.
فكل طغيان لامحالة هالك (فإنا لما طغى الماء) عندما زاد الماء عن الحد فأغرقهم وأهلكوا بالطاغية أي بزيادة الماء طوفاناً، والطاغوت عبارة عن كل معتد ومتجبرزاد عن الحد وفصل وشرد.
وأذهب إلى فرعون إنه طغى وقل هل لك إلى أن تذكى. وتجاوز بنوإسرائيل البحر وأغرق فرعون (وجاوزنا ببني إسرائيل البحرفاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدَوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لاإله إلاالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين)، ونجاه ببدنه ليكون عظة للناس.
فطوفان الشعب الهادرقادم ولا محالة أن كل من لم يركب سفينة الشعب لنادم ،فمازال في الشعب بقية من حياة وحيوية وعزة النفس الأبية ونسمة الروح القوية الفتية ليعيد للسودان الهوية ، فهو يرى ويسمع ويحس ويقرأ ويصارع القهرإذاً فهو موجود وقادر على كسر القيود والله قادرمن رميم على بعث الوجود.