أخبار السودان

حدد مصيرك

يصرخ الأطفال (عمر دقيقة ) جميعاً عند خروجهم من بطون أمهاتهم ، سواء ولدوا في مستوصفات خمس نجوم أو مركز صحي بائس أو في راكوبة لا تحجب أشعة الشمس .

ولكن المولود في المستوصف، يلقي الرعاية الطبية الفائقة بما فيها التطعيم والتغذية الجيدة ، ثم التعليم في مدارس خمس نجوم ، ولو لم يدخل الجامعة بالنسبة المطلوبة دخل بقروش ( أبوه) ، ثم حصل علي الماجستير والدكتوراه من جامعات أجنبية .

وعندما ينتهي مسلسل التعليم ، يتولي هذا المولود سابقاً المناصب الكبيرة في مؤسسات أسرته الميسورة ، وإذا كان خاله سادناً حكومياً فإنه سينال منصباً دستورياً رفيعاً .

ويتنقل هذا المولود ( سابقاً) من مكان لآخر بالعربات الفارهة أو الطائرات ، ويلبس في حياته أفخر الثياب ، ثم يأكل ما يحلو له ، وإن عطس فإنه يتعالج في ( أجعص) مستشفي بالولايات المتحدة .

وإن دخل إلي صالة عرس فإنهم يحتفون به ، وتتابعه الكاميرات أينما حل ، ويطلق عليه لقب الوجيه وينال الأوسمة والنياشين

أما المولود في الراكوبة ، فإنه يصل سن الخامسة بمجازفة بعد أن يتغلب جهازه المناعي علي الشلل والدفتريا دون أي مساعدة طبية ، وإن كان محظوظاً سيفك ( الحرف) حتي سنة ثالثة ثم ( يسرح) مع البهايم ، وعندما يصل سن ال 15 سيركب أقرب لوري إلي أقرب مدينة حيث تبتلعه طبلية أو درداقة أو عربة نفايات .

ولن يحلم بأي وظيفة في تربيزة فوقها مروحة ، وسيطلق عليه المثقفون لقب فاقد تربوي .

وسيتنقل من مكان لآخر ( كدّاري) ، وسيلبس الثياب البالية ، وسيأكل أرخص الأطعمة المصنوعة من الزيوت المضروبة

وإن مرض فليس له دواء غير القرض والحرجل .

وإن مر علي صيوان عرس بالصدفة طرده الحرس الموجود شر طردة ، ولا تقلده الدولة الأوسمة والنياشين بل تسوقه الكشة للحراسات والزنازين .

المدهش في أمر هذين المولودين سابقاً ، أن كل ما يتمتع به المولود الأول هو نتاج ثروات طبيعية وفوائض قيمة كان مصدرها الإقليم الذي ينتمي له المولود الثاني .

ليس القدر وحده من يحدد مصائر الناس ، بقدر ما يحددها الطريق الذي يسلكه المواليد علي شاكلة المولود الثاني .

إن اختاروا طريق الثورة لقلب المعادلة ولاسترجاع أموالهم المنهوبة وإشاعة الاشتراكية ، فإن مصائرهم بأيديهم.

وإن اختاروا الاستسلام فهم حتماً مغادرون الدنيا سريعاً بالسل وسوء التغذية ، ومرض الاسقربوط

تلك هي جدلية الفقر والثورة يا سكان الطابق الرابع ، ياشركات وورش ومصانع

الميدان

تعليق واحد

  1. نسيت طريق النهب المسلح ..وقطع الطريق ..وما اشبه ذلك ..بالنسبة للمولود الثاني …ولوغلبتو الحيلة يبقي كلب امن ..برضو طريق جيد للثروة والاضواء والتسلق و الوصول علي جثث الضحايا والاهل سابقا ..اماالثورة نص نص ..زي اكتوبر وابريل .. لا انتهت بمحاسبة الجناة ولا رجعت الحقوق ولا غيرت الوجوه الفي السلطة ولا غيرت الواقع المعاش وما نفعت المولود الثاني في شيء . .واصبح مهمشا لذا قام بثورة للمهمشين وعمل العليهو ..فلا غبار عليه ولا يستحق اللوم ..لقد اختار طريق الثورة..انتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..