أخبار السودان

بقرة الإغتراب العجوز الى أين ..!

محمد عبد الله برقاوي..

لايمكن بأي حال من الأحوال المقارنة بين ما كان عليه المغترب السوداني رغم تواضع المرتبات والدخول حيئذ و من سعة العيش ومجانية الخدمات في بلاد الغربة و مقدرة المساهمة في فك ضوائق الأهل في الداخل والتي تعدتهم الى رفد الدولة بما فرضته على الطيور المغردة خارج السرب من مكوس وضرائب و رسوم دون أن يكون المقابل من دولتنا مجزيا بالنسبة للمغتربين في مراكزثقل المهاجر المختلفة لاسيما لمن يعملون في دول الخليج والسعودية حتى قبل ثلاثة عقود فقط وهي الفترة التي تصاعد فيها تدافع أبناء الوطن على مختلف وظائفهم ومؤهلاتهم الى بوابات السفر برا وبحرا وجوا ..وبين إغتراب اليوم الذي ضاقت فيه مواعين الوضع الخانق بالكثير من المطلوبات التي استجدت و أصبحت تشكل قيودا تشل حركة المغترب والمتمثلة في إرتفاع تكاليف الحياة المعيشية و مصاريف تعليم الأبناء و رسوم العلاج وغيرها من تبعات الخصخصة التي رات دول المهجر أنها في صالح نهضتها الإقتصادية إنفتاحا نحو القطاع الخاص وفكا لإحتكار الدولة للخدمات العامة وغيرها وهذا من حق سيادتها الأصيلة!
نعم صاحب ذلك إرتفاع في الرواتب لكن السباق المحموم بين التكاليف والدخول جعل المغترب السوداني كالبقرة التي كانت حلوبا و بات ضرعها ينضب بالقدر الذي لا يفي حاجة أسرته من الحليب !
الآن الدولة السودانية تسعى لإستقطاب المستثمرين من الإخوة العرب وغيرهم من أصحاب الأموال والأفكار الإستثمارية على مختلف صنوفها مما جعلها تلتفت بعيدا عن حالة المغتربين لا سيما الذين يعدون أشرعة مراكبهم في إتجاه رياح العودة الى الوطن لسبب أو اخر ..وتصريحات المسئؤلين الأخيرة في هذا الصدد تقول إن المرحلة المقبلة ربما تكون عصيبة على من ستنتهي علاقتهم بدول المهجر وهي تصريحات تفرط في لغة الإنشاء اللفظي أكثر من كونها تطرح حلولا عملية لهؤلاء الذين أفنوا زهرة شبابهم خارج الوطن ولم يبخلوا على الداخل بشي!
فلماذا لاتربط الدولة مصادقتها على مشروعات المستثمرين الأجانب باستيعاب هذه الكفاءات الزاما بحصة معينة للعمل في مشاريعهم خاصة من الشباب القادرين على العطاء و فرض جانب آخر من الشراكة الفعلية في الإستثمار لمن لديهم القدرة المالية من المغتربين ليصبحوا شركاء حقيقين لا كفلاء شكليين .. مثلما تلزم بعض دول مجلس التعاون شركات القطاع الخاص بتعين نسبة من مواطنيها تخفيفا للضغط على دواوين الحكومة التي تقوم بدورها كاملا تجاه مواطنيها من الجنسين المؤهلين لشغل حاجتها من مختلف الوظائف والمهن !
لقد إتسعت دائرة مجتمعات المغتربين ومنهم من تقطعت بهم السبل من الآسر المتعففة وأصبح دفن الموتى هو أرض الإ غتراب فيما كانت عودة الجثامين في الصناديق للدفن في ثرى الوطن هي مطلب الأسر التي تصحب فقيدها مودعة سنوات الشتات ..على عكس الحاضر الأليم الذي جعل الكثيرين لا يملكون هذا الخيار .. و أصداء الخوف و الإستسلام لذلك الواقع المرير تردد في أعماقهم ..مقولة ويقام المأتم بنادي الجالية بعد الدفن مباشرة ..وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. جهاز المغتربين و اجهزة الدوله التي لها علاقه بالاغتراب لازالت بعيده جدا عن فهم حقيقه اوضاع المغتربين الان و سابقا و ليس لديها تصور عن المستقبل بناء علي المعطيات الحادثه منذ اكثر من اربعين عاما و حتي الان اكاد اجزم بان كل الحكومات التي مرت علي السودان لم تعرف كيف تسفيد و تفيد من المهاجرون و المغتربون لاتوجد بيانات و لااحصاءات و لاتعرف دخول المغتربين كيف و ماهي تصنيفاتهم وكم هي وكيف تصرف و لم تعد دراسات جدوي لمشاريع تفيد الجانبين كل ما فكرو فيه الضرائب الزكاه الخدمات مسميات لا علاقه لها بالعدل او المنطق و الفائده كان يمكن ان يستفاد من شريحه المغتربون استفاده جمه لو تم ادارة ملف الاغتراب و الهجره بالشكل الصحيح

  2. الفكرة التي طرحها المقال فكرة جيدة ، ويمكن للحكومة تنفيذها إذا كانت الحكومة قلبها على المواطن السوداني أو على الوطن وأبناءه .
    لكن لدي ملاحظة في عبارة (الطيور المغردة خارج السرب) هذه العبارة تُستحدم إشارة لمن يخرج من النص أو (إيقاعه فالت) أو يصدق عليه (الناس في شنو والحسانية في شنو) أو على النغمة النشاذ فاقدة الهارموني الجماعي ….. ولكنها لا تُطلق على المغترب إطلاقاً إلا إن كنت تعني المعنى الحرفي للعبارة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..