حريق أم روابة الى أى جحيم ؟

لا أحد يملك حسا وطنيا خالصا ووعيا سياسيا ثاقبا يمكن أن يسعد لأى حريق يمسك بطرف من ثوب الوطن ، مهما كانت الدوافع وفي ظل الفهم الذي بات راسخا في ذهن كل عاقل بان هذا النظام يتغذى من دخان الحرائق على مدى عمره وقد قضاه في اطفاء نيران الحروب بأخرى أكبر منها حتى بلغت الجبهات التي تشتعل في عدة أرجاء يصعب حصرها أو معرفة خسائرها الحقيقية من أرواح الأبرياء من المواطنين وحتى الجنود الذين باتوا آداة لتنفيذ أجندة جماعة تمثّل نظاما يلقي بهم في أتون التهلكلة ، فيما أهله منعمون في أفياء الهواء البارد لا يحاسبهم أحد ولا يدانيهم العقاب حيال كل
أو جه التقصير التي أدت الى اختراقات طالت من قبل عاصمة البلاد ومنشات هجليج ومن ثم ثغرها الهام في الشرق غير مرة ، و لازالت مأساة المناطق المشتعلة تزداد لهبا وهاهي خاصرة الغرب الأوسط تصل اليها حراب الدوامة اللعينة التي لن يفّوتها أهل الانقاذ كفرصة لتجديد الهرج الاعلامي لالهاء الناس لأسابيع أخرى و تجييش الشباب مغسولي الأدمغة بالمفهوم الخاطي للجهاد في خلط واضح بين ما هو استقطاب سياسي وصراع مصالح أو مظاهر مطلبية و بين ما هو زعم باستهداف العقيدة يتمترس وراءه قياصرة الحكم ومنافقوه كدرع قوامه السذج من الذين يندفعون بأجسادهم وأرواحهم لمقاتلة مواطنيين من بني جلدتهم وان كنا لا ننكر سعيهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة ولكننا بالطبع لا نقر أن يستهدفوا مقدرات المواطنين ومقومات خدماتهم على ضآلتها وشحها نكاية في الحكومة وضربا لكبريائها أو احراجها واستدراجها الى مربعات التنازلات عند طاولات حوارات الطرشان التي تنعقد وتنفض ، بين حكومة ليست منسجمة الرؤى تجاه التفاوض السلمي وحركات ليست موحدة البنى والقرارات في سعيها لتحقيق أهدافها الضبابية !
الان من الواضح أن القضايا السودانية والنزاعات الجهوية التي أسالت بحورا من الدماء قد تشعبت وأرهقت أهل البلاد في عدة مواضع مثلما أتعبت الوسطاء من كل حدب وصوب ، ولم يعد بالامكان حلها مجزأءة والا قادت الى تجزئة الوطن المبتور أصلا !
ولا فكاك من هذا المستنقع الأسن الوحل الا بانعقاد مؤتمر دستوري شامل لكل السودانيين حاكمين ومعارضين ومسلحين ليضعوا كل البيض في سلة واحدة ومن ثم يتم معالجته في حاضنة حسن النوايا للابقاء على ما تبقى منه كسودان جديد والتفاكر برؤية وتجرد عن الذات الضيقة لايجاد تصور لامكانية عودة تعايش أهله كما كانوا في روعة تنوعهم ورسم الصيغ المثلى لكيفية حكمه لا التنازع على من يحكمه ، لان ذلك ما يحدده الدستور التوافقي اذا ما أجمع عليه العقل والفهم وعبر ديمقراطية ليس فيها أقصاء أو تكفير بدين ولا انتقاص من وطنية احد في وطن واحد يسع الجميع ولا تبتلع خيراته فئة دون الأخريات،و يرعاه الاله الأوحد .
والا فسيصبح تراب هذا الوطن مثل الجسد المصاب بالغرغرينا ، لن يقف التخلص منها عند طرف واحد !
ولن تكون أم روابة المحطة الأخيرة ولو تقاربت من أديس أبابا مثل التصاق الساق والقدم !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ايها البرقاوي ماذا دهاك !!؟؟
    هل تساوي الظالم بالمظلوم !؟؟
    هل يتساوي عند القاتل والمقتول !؟؟
    ان اشاوس الجبهة الثورية رسل سلام وليس دعاة حرب ودمار
    لقد افلحت هذه الحكومة الفاسدة الفاشلة بالتها الاعلامية
    من خدع قطاع كبير من الشعب بل حتى من المثقفين امثالكم

  2. تقول ان الحل (بانعقاد مؤتمر دستوري شامل لكل السودانيين حاكمين ومعارضين ومسلحين)!! ، مؤتمر دســتوري سوف ياتي باهل الهامش بالاقلبية المكنيكية لذلك لن نرضى به ما دام فينا رجل واحـد رشــيد.انجزنا خلال الــ 24 ســنة الكثير والكثير ، اتريدنا ان نهد المعبد فوق رؤســنا

  3. سلمت يداك اخى فعلا هذا هو الحل ان يجلس الجميع للاتفاق على نظام سياسى جديد وعفا الله عما سلف ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر اما تدمير مقدرات الوطن وقتل الانفس التى حرم الله فهو طريق لاتجاه واحد هو تقسيم هذا البلد الى دويلات وما مثال جنوب السودان ببعيد عن الذهان …حفظ الله بلادنا من ابنائها قبل اعدائها (للاسف)!!!!

  4. لو تبنت الجبهة الثوريه ما تدعو اليه الان ان مصالح المواطنين والبنيه التحتيه خط احمر لما عمرت الانقاذ كل هذا الوقت ولنكشفت سؤاتها من عهد بعيد
    نحن مع حكومه اسلاميه نزيهة وذات كفاءة
    نحن مع حكومه علمانيه نزيهة وذات كفاءة
    نحن مع اى نظام حكم كان المهم المواطن البسيط له الحق فى ان يعيش وان تحفظ امكاناته ومقدراته
    ما تفعله الان ما تسمى الثوريه جريمه كامله فى حق الوطن تزداد به بعدا عن السودانى العادى اكثر مما هى بعيده الان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..