في البكاء والتباكي..!ا

في البكاء والتباكي..!

منى أبو زيد

«دعوني أبكي، فما أكثر الضاحكين في مواقف البكاء».. عبد الله القصيمي!
توفيت جدتي – رحمها الله – في أيام طفولتنا المبكرة، وكنا يومها نهيم على وجوهنا بين فلول المعزيات الواقفات على عتبة بيتنا عندما اقتربت منا إحدى الجارات .. كانت تمازحنا وهي تضحك كعادتها كل يوم، لكنها ما أن دلفت إلى الداخل حتى بدأت ملامحها تتغيّر شيئاً فشيئاً .. ومع كل خطوة تخطوها كان وجهها يزداد عبوساً .. وكأنها «تُسخِّن» على طريقة لاعبي كرة القدم قبل نزولهم إلى ساحات اللعب .. ثم ما أن لمحت أهل العزاء وهم يطرقون في حزن بالغ حتى شرعت في البكاء والعويل ..!
كنت أرقبها بفضول الأطفال الذي يتجاوز حدود المعقول .. سائرة خلفها .. مأخوذة بتلك التحولات البديعة في ملامح وجهها .. وكانت تلك الجارة في أثناء بكائها كمن تؤدي رقصة تعبيرية بارعة .. ترسل يديها في الهواء وكأنها تتضرع وتبتهل .. ثم تضع كفيها على رأسها بطريقة مسرحية بديعة .. تبكي بدموع سخية .. تولول بحرقة بالغة .. وكأنها ليست ذات الخالة التي كانت تمازحنا وتضاحكنا قبل دقائق ..!
تلك المفارقة – في سلوك المعزية الباكية – أربكني كثيراً يومها، فظللت أتبعها طوال الوقت من غرفة إلى أخرى على أمل أن تعود إلى البكاء .. فأتأمل – من جديد – جسدها الفارع وهو يتلوى بتلك الرقصات التعبيرية المدهشة .. لكنها خيبت ظني تماماً .. فما أن توارت عن عيني أهل العزاء حتى أخذت زمام (الونسة) بحماسة واستمتاع شديدين.. وهي تروي القصص الطريفة وترسل الضحكات الرائقة – بنفس مطمئنة ما بين قصة وأخرى ..!
اليوم وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات لا تزال التقلُّبات المدهشة في ملامح وجه جارتنا تلك من الضحك إلى البكاء إلى معاودة الضحك في دقائق معدودات تسكن ذاكرتي .. وكأنها لوحة داخل إطار .. أستعيد غرابتها كلما تعثرت بذات السلوك النسائي المتوارث في بيوت العزاء ..!
ومع أن الدعاء للميت بالرحمة ولذويه بالصبر أجدى وأولى من التمثيل وادعاء الحزن، لا يزال مسلك النساء في بيوت البكاء السودانية لوحة سوريالية ناطقة بغرابة مواقف بعض البشر الخطائين .. ولا يزال منظر النساء المتأنقات المتزينات الضاحكات المقهقهات بعد فراغهن من نوبات البكاء الحادة – التي تلازم طقوس أداء واجب العزاء – صورة فوتوغرافية زاخرة بالانفعالات الإنسانية المتناقضة والمتلاحقة في آن معاً ..!
يكفي أن تقارن بين مشهد وصف إحداهن لحالها بالسجم والرماد، بعد رحيل المرحوم – وهي تئن وتنتحب أمام أهل بيته، حتى يكثر من حولها النهي والزجر .. أن يا فلانة .. أرجعي! – وبين ضحكاتها المسترسلة، بعد وقت قصير من ذلك، وهي تجلس وسط صويحباتها اللاتي حذون حذوها – على مسرح العزاء – قبل أن يسبقنها في (الرجوع) إلى أرض الواقع ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. اولآ .. ماعندك موضوع .؟؟
    ثانيآ .. الضحك والونسه في بيوت العزاء عادات دخيله علي مجتمعنا{ جديدة } يعني ممكن نقول في التسعينيات ١٩٩٠ ؟
    ثالثآ .. اذا كنتي تحسبين هذا مقال صحفي فانتي غلطان ؟؟ ممكن نقول محاوله لكتابة قصه قصيرة .
    رابعآ .. مدحتي نفسك كثيرآ وكأنك تودين ان تقولي للقاري اني متفردة ولبيبه ونابغه منذ الطفولة { كنت أرقبها بفضول الأطفال الذي يتجاوز حدود المعقول .. سائرة خلفها .} وكذلك { أربكني كثيراً يومها، فظللت أتبعها طوال الوقت من غرفة إلى أخرى } وأيضآ { فأتأمل – من جديد – جسدها الفارع وهو يتلوى بتلك الرقصات التعبيرية المدهشة .. لكنها خيبت ظني تماماً ..} بطلي نظريات وفلسفة ياارسطو ؟؟

  2. وحكينا القصة دى ليييييه !!! عشان نعرف إنو طفيان النور بالليل للطيارات !! لامن الناس تكون بتصلى فى العشا !!والجنيه سعرو متذبذب !! سد مروى أبلغ رد للخونة !! ثورة لاحسى الكوع الشحادين !! مسك العصاية من النص !! أمبيكى ولا أم كيكى !! أوباما يا خاين عهود حبك !!
    أركزوا زينب وراكم !!!!
    اللهم أرحمنا برحمتك الواسعة وأرخص أسعار أقوات المسلمين !!!!!!!!

  3. اول .. آعجبآ ؟؟؟ فهم قاصر جدآ ياعثمان [اسهل من كدة انو لو في كاتب ما بعجبك كلامو ما تقرا ليهو.} الم تسمع بالنقد بعد ؟؟؟
    ثانيآ .. فرقتنا ؟؟ [الكلمات المحبطة ومن انت لتحكم قل خيرا او فاصمت} واسألك نفس السؤال من انت لتحكم بان الاسلوب جميل وعكست الواقع في سياق جميل والبستة رداءا بهيء بلون هادئ يسر الناظرين ؟؟؟؟ من انت ؟؟؟ احلال عليك المدح وحرام علي الذم ؟؟
    ثالثآ .. لقد حللت الموضوع من وجهه نظري واري بانه تحليل منطقي انظراء معي متي بداءات وانتشرت تلك العادة القبيحة تدخل علينا في بيوت العزاء إنها دخيله حديثة علي المجتمع لا تتعدي عمرها العشرين عامآ وكل من يقول غير ذلك منافق للحقيقة فهل الاستاذة عمرها اثنين وعشرون عامآ ؟؟ ياربي من مواليد الاول من يناير ١٩٩٠ ؟؟
    نعم هذا ليس بمقال انه قصه قصيرة حاولت فيه الكاتبة التلميح بانها موهوبه ومميزة منذ الطفوله ؟؟
    اذا كنتي تحبين كتابه الروايه والقصص القصيرة ارجعي الي روايات الدكتور بشري الفاضل وزاكري جيدآ حكاية البنت التي طارت عصافيرها ؟؟؟ لعل تاتي مي زيادة سودانية او فدوي طوقان او نازك الملائكة ؟؟

  4. ده كلام ما مقصود بيه ناسنا ديل …ده مقصود بيه شخص معين تعرفه الكاتبة .. لأنو والله قدر ما ودينا وجبنا ما لقينا في المقال ده حاجة ممكن نطلع بيها … الموضوع مهبوش من المسرحيين واصحاب النكتة البجقلبو كل يوم في قناة وكل يوم في مكان … وللأسف لم تتكمن من معالجته بشيء جديد. يعني أسحبيه من مفكرتك يا منو …

  5. عبد الله القصيمي مفكر سعودي بدأ حياته متدينا ومدافعا عن الاسلام و السلفية و لكنه انتهى الى الالحاد و العياذ بالله و مما قاله بعد الحاده: طبيعة المتدين غالياً طبيعة فاترة فاقدة للحرارة المولدة للحركة المولدة للأبداع ، ومن ثم فانك غير واجد أعجز ولا أوهى من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية .
    النياحة هي رفع الصوت بالبكاء على الميت و قد كانت متفشية في السودان بين النساء و كان الكثير من المعزيات يتصنعهنها حتى لا يقال انها لم تحزن لحزن اهل الميت قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: “أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة” و قال :”النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب” رواه مسلم في صحيحه

  6. “كنت أرقبها بفضول الأطفال الذي يتجاوز حدود المعقول .. سائرة خلفها .. مأخوذة بتلك التحولات البديعة في ملامح وجهها ” أيه التناقض دا يا استاذة … كيف يمكنك رؤية وجهها وانت تسيرين خلفها؟؟؟؟

  7. (زحواا)…..اشارة لقراءة عميقة وجهد مقل …لما فهمته من مغزى النواح وبكاء النائحات… فهلموا ……معي …

    البكاء والتباكي ..على الوطن بعد ضياع الجنوب ..البكاء على الوطن في صورة ..شجب وولولات وبكاء على اللبن المسكوب في مسرحية واضحة تنتهجها الحكومة للتعبئة كلما نزلت على الوطن مصيبة ماقبل احداث امدرمان وهجليج واخيرا اليرموك .. اليست الحكومة تولول وتبكي في مسرحية واضحة ..وكلنا نقرأ ونتابع تجمعات الحكومة لحشد المواطنين من استهداف للوطن وكرامة الوطن .. اليس هذا البكاء على الوطن تارة بتارة كمثل حال النائحة …اظن انني لم اجتهد كثيرا في وصلكم برؤية الكاتبة .

    ..وعذرا للذين يحاولون من هدم القامات …والبكاء ايضا كمثل حال ود اوسلو… لا يعرف امثاله الا البكاء وقد كثر منتقدوك اخي الفاضل ..نريد منك ومن الجميع ان نفسح المجال للذين يمدوننا بروح الامل ..والوثبة الفاضلة نحو حياة ملؤها الصدق ونكران الذات …نحتاج ان نمد ايدينا بيضاء لاي مبدع ولكل وطني غيور ..على وطنه وأن لا نشكك ابدا ابدا مهما اختلفنا …في وطنيته او اهليته لكل انسان الحق في التعبير ..وما اجمل ما اقرأ لمثل هذه الكاتبة ..وهم كثر …يعجبني الانسان الذي يرى نفسه في مرآة الآخر .. ان تقاعست به السبل .

    سيدي ود اوسلو …. الحياة جدا قصيرة ..فعلينا ان نكون فاعلين للخير ملبين للحق ولصوت الحق فالتاريخ الانساني والسوداني .. فاغراً فاه..للذين يسطرون للاجيال..ما معنى ان نعيش وننتصر ..ارقب ان اراك علماً يشع نوره بيننا ..ارجو الا يكثر المتفرجون .. فالحياة مسرح جميل كما صورته لنا الاديبة منى .. ولكم جميعا خالص الود…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..