الترابي.. في العاشرة مساء..!ا

الترابي.. في العاشرة مساء!

ضياء الدين بلال
[email protected]

جلست لأكثر من ساعة في متابعة برنامج (العاشرة مساء) الذي تقدمه الإعلامية المصرية المتميزة منى الشاذلي بقناة دريم. وكان دكتور حسن الترابي هو ضيف ذلك البرنامج عالي المشاهدة.
والترابي قائد سياسي ومفكر خاطف للأبصار، له دربة فائقة في التعامل مع الحوارات الصحافية.. يجيد الاستماع ويختار لحظات المقاطعة ويعرف متى يواجه الأسئلة في عين العاصفة ومتى يلتف عليها بعبارات زئبقية وهو على استعداد دائم لاختراق التساؤلات الصعبة عبر سهام السخرية أو القفز من فوقها للعموم والمطلق!!
وإذا كانت الحوارات الاحترافية توصف بأنها معركة العض على الأصابع، فيندر أن يخرج الترابي خاسراً في تلك الساحة. فهو إذا أعجزته الحجة تنصره الصورة!
أذكر ملاحظة نابهة لصديقي العزيز فقيد الشباب الراحل سيف الدولة زين العابدين أبو جديري وهو يقارن بين دكتور الترابي ودكتور محمد جلال العظم على قناة الجزيرة في برنامج (الاتجاه المعاكس)، قال سيف إنه عندما شاهد الحلقة في التلفاز خرج بقناعة أن الترابي قد (التهم العظم) تماماً ولكن عندما رجع لنص الحلقة في نسختها الورقية بموقع الجزيرة نت وجد أن حجج ومنطق (العظم) كانت أقوى من حجج ومنطق الترابي، وأن الأخير قد استعان على قهر الأول عبر الأداء البصري الرفيع.
هذه الملاحظة لا تقلل من مقدرات وقدرات الترابي التفكيرية، فهو رجل له خبرات وتجارب ومعارف ومعلومات تمكنه من بناء حججه وآرائه بصورة صلدة تصعب محاولات النيل منها.
في العاشرة مساء كان الترابي بذات مقدراته التلفازية الباهرة، جلباب أنيق وشال مطرز ولسان مبين، وما أعانه أكثر على السطوع عدم إلمام منى الشاذلي بتفاصيل الشأن السوداني وضيق إنائها في المعرفة الإسلامية وعدم معرفتها بمنطلقات الترابي في قضايا الفكر والتجديد ولكن كانت الإطلالة الحسناء لمنى ومهارتها الأدائية الباسمة كافيتين لستر قصور الإعداد وشح المادة البحثية.
بنهاية الحلقة اقتنعت تماماً بأن الترابي في حاجة ملحة لإجراء تسوية صادقة مع إرشيفه السياسي.. (مواقف وتصريحات وآراء)، بصورة أكثر جراءة ومباشرة في النقد الذاتي والاعتراف.
الرهان على ضعف ذاكرة الجماهير لا يجدي نفعاً في ظل ثورة التوثيق وضوابط المعلومات.. عدد من السائلين تعاملوا مع الترابي كأنه لا يزال على سدة الحكم، فأبصار هؤلاء لم تغادر مسرح الأمس بعد، لأن السجون ليست وحدها القادرة على تطهير المواقف ولا على رسم الفواصل بين تجربتين لذات الشخص.
الترابي ظل يضطرب في التعامل مع إرشيفه السياسي بين الاعتراف والتبرير، في العاشرة مساء كان يبرر لانقلاب الإنقاذ وفي العاشرة ودقيقتين كان يعتذر عنه على استحياء!
كان مع منى الشاذلي يدعو للديمقراطية وفي ذات الحلقة يعترض ويشكك في منتجاتها إذ إنها في 1986 جاءت بالطائفية والقبلية!
ينادي بإسقاط النظام ويعترض على أن يتم ذلك عبر الثورة الشعبية لأنها ستمزق البلاد ويستبعد الانقلابات لأنه يكره العساكر من معاوية أبي سفيان إلى الرئيس البشير ويمتنع عن إسقاطها عبر صناديق الاقتراع. يحدد الهدف ويعجز عن اختيار الوسيلة وتحديد الطريق!
أذكر قبل سنتين التقى وفد زعامي إفريقي بدكتور الترابي، وعندما سُئل أحد أعضاء الوفد عن انطباعه، لخص الترابي في كلمتين قال: (إنه رجل غاضب)!
أشعر بكثير من الحزن والأسى أن تهدر طاقة وتجارب وأفكار وخبرات رجل مثل دكتور الترابي في مغالطات التاريخ ومرارات الراهن مع العجز التام عن صناعة الآمال!!

تعليق واحد

  1. يا اخ ضياء انا فى اعتقادى السودان لو كان على راس الحكم فيه مواطن عادى ساكت متوسط التعليم او انشاء الله بيفك الخط ساكت زى راعى او مزارع او تاجر او مصدر او صناعى كان احسن من المهرطقين و بالذات الاسلاميين العملوا الاولوية للجهاد و وين فى بلد اغلبها مسلمين!!! الناس العاديين الذكرتهم اعلاه كان بيكون اهتمامهم بمشاكل الناس الحقيقية و كيفية حلها بمساعدة التكنوقراط و الفنيين كل فى تخصصه و الدول الشقيقة و الصديقة و المتطورة و كله ب افيدنى و افيدك يعنى لغة المصالح المشتركة و العالم بره معظمه دينه الاقتصاد اما الاسلام و الاخلاق الاسلامية فالشعب السودانى بالفطرة متمسك بها و ان كان هناك بعض المعاصى فهذا ليس بالمشكلة حتى فى ايام الاسلام الاولى و الى ان تقوم الساعة المعاصى موجودة!! هسع عليك الله السودان كان مشكلته فى الاسلام ولا لحام النسيج القومى و التنمية البشرية و المادية فى جميع النواحى و بالتالى زيادة الانتاج و الاستغلال الامثل للموارد لرفاهية المواطن و خلق دولة قوية اقتصاديا و بالتالى مؤثرة اقليميا و دوليا؟؟ الاحزاب العقائدية بقت بضاعة بايرة و ما تسوى نكلة و خارج الشبكة!!! انتو الجماعة العاملين فيها قادة و متعلمين و منظرين و متفلسفين اصلو ما بيقروا تاريخ و لا بيتعلموا من التجارب الفاشلة لانواع الحكم الساقطة؟؟؟ يا راجل ديل طلعوا اى كلام

  2. ياضياء الترابي بالامس كذب كثيرا وتهرب اكثر كعادته

    كذب في نفيه مساندة النميري في قوانين سبتمبر وكذب في تبريره لانقلاب الانقاذ وكذب في معرفته بمحمود محمد طه وبما قاله عن رفضه لشريعة محمد ودعوته لشريعة محمود على حد قوله وكذب عن اخ محمود استاذ الفنون الذي اعتكف في مغارة ووو الخ واستغل ضعف معلومات مقدمة البرنامج عن التاريخ الحديث للسودان اسوأ استغلال ، اما عدم معرفته بمحاولة اغتيال الفرعون فلا تعفيه عن المسئولية ابدا !!!1
    الترابي بعيد عن الدين لاهتمامه بالشوفونية العالية لديه وحديثه عن نفسه وعن تعليمه الغربي وتخصصه بالقانون والفقه الدستوري ! وان عدت لللقاء ثانية وحسبت حديثه عن نفسه وعلمه وسنوات سجنه لعلمت يقينا كم هي امراض الرجل كثيييييييييييييييييييييييرة
    صدقت حين قلت ان الرجل محتاج لمراجعة نقدية ذاتية لتاريخه القريب والبعيد !!!1

    الرجل مضطرب جدا ويقول الشيء ونقيضه ولا ترتجف له شعرة واحدة من احد جفنيه !!!

  3. لاننكر بأن د.حسن الترابى شخص متعلم ومثقف ولكنه إختار أن يستعمل الشعب السودانى (فئران مختبر ) ليجرب فيهم نظريته ( دولة الخلافة) وإثباتها وقد تكون نظريته صحيحة لو إختار الطريق السهل والصحيح وهو موجود فى القرآن الكريم ( بالحكمة والموعظة الحسنة ) ولسؤ حظه وقع بين ( تلاميذ) ناكرين للجميل وميولهم للدنيا ومتاعها وتكديس للأموال والنساء أكبر من مشروعهم الذى يدعون إليه ! من أكبر أخطائه التى لاتغتفر ولاينساها إختياره ( للعسكر ) لتنفيذ خططه ويعرف جيداً بأن الشعب السودانى لن ينسى مهما فعل له – ولم يفعل – بأن وجودهم فى السلطة كان محض ( إنقلاب ) عسكرى ولازالوا يعتمدون على ( البندقية ) للحفاظ على الحكم ! لن ينسى الشعب السودانى – مع تعقد موضوع الجنوب – بأنهم كانوا السبب فى ضياع ثلث مساحة السودان وثلث السكان وثلث الدخل القومى ولازال الباب مفتوحاً لمزيد من الخسران !
    كنت أتمنى أن يكون رئيسنا د. عبدالله الطيب ( رحمة الله عليه ) فالشعب السودانى يستحق ذلك وليس ( الهنود ) بأحسن مننا فرئيسهم ( عالم ذرة) ! أما نحن فأبتلينا بضباط الجيش وعلماؤنا ( المهرطقين ) ومثقفينا ( السكرانيين ) !

  4. خاطف للابصار ..يجيد الاداء البصرى .. مستمع جيد.. منى الشاذلى لاتعرف الشأن السودانى . وضياء نفسة مأخوذ لاكثر من ساعة ليخرج لنا بهذا المقال .. شتائم . عودة بدر الدين ليقتل الترابى .. مطاردة الترابى فى الداخل والخارج لاغتيالة سياسيا .. رجل شغل محيطة والعالم .. هذا قدرة .. لماذا كل هذا الاهتمام السلبى ومسايرة الغرب لاعدامة ..سجنة العسكر لاكثر من 13 عاما ولكن ظل يشع من وراء القضبان.. نتعامل مع ظاهرة الترابى بايجابية .. مازلت اتفطر حزننا على عبدالخالق والشفيع و28 ضابطا راحوا فى لحظة ..فقط لان الانقلاب فشل .وانت نجحت ..الموسف هناك من تمرد وقتل 50 عاما ولم يستطع دخل جوبا واو ملكال .. دخل القصر الجمهورى وخرج ليستلم مساحة لايعرف حدودها .. الان تمرد جديد الحلو عرمان عقار .. ونيفاشا 2 .. قبل ايام الدوحة ومن قبل مناوى .. وخليل وعبد الواحد خارج السرب .. ياجماعة فى غلط كبير وازمة ..كيف ندير البلد

  5. مقال جيد بحق

    لكن …

    ليس الترابي وحده من يحتاج للصدق مع النفس

    كل الساسة السودانية معنيين بهذا التوجه

    ليس الساسة فقط بل كلنا نحتاجه

    وانت يا ضياء تحتاج الى كثير من الصدق مع نفسك

  6. ضياء .. لا زلتم وستظلون إلى أبد الآبدين فى جلباب الترابى .. لن يخرج منكم أبداً سحره .. فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. مقالك يحكى عنك وعن شيخ شيوخك فى آن .. فى العاشره قال الترابى كذا وفى العاشرة ودقيقتين قال كذا ّّ فى السطر قبل الأخير تهكمت على شيخ شيوخك وفى السطر الأخير تتباكى عليه وتتمنى له العودة لكم …

    ضياء هناك أشياء فى الطبيعه لا نسأل عن آثارها المتخلفه .. النار والزلازل والفيضانات وأخيراً حسن الترابى .. فكوها سيره ياخ .. لسنا فى حاجة لعرضحالات الترابى المعروفة سلفا لنا حتى وإن دبجتموها بالمفكر والمجدد والمطلع زيتنا .. لكم الله أيها الصغار المبهورون بالحمم ….

  7. ضياء انت وشيخك الترابي سي الذكر عندما تتكلمون عن الصحابة يجب ان يكون بادب واحترام ولو كنت ناقل لكلام سي الذكر التراب .تتكللمون عن الصحابي الجليل سيدنا معاوية بن ابي سفيان كانه احد اعوانكم . تادبو مع الصحابة فهم خير الناس واصطفاهم رب العباد لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

  8. تميزت غيظا حتى منتصف المقال وكدت ادير المؤشر خارجا وبعد الصبر قليلا اتى الفرج . طيب يا ضياء النمروذ بن كنعان دا يمعملو معاه وفيه شنو ؟ . وبعدين فى حاجة ملفتة . الجماعة الطيبين ديل البشوف نفسو طول شوية يخلع على نفسه صفة خبير وعندما ياتى ذكر قادة المعارضة يطلق عليهم عواجيز . صدقنى لو ما بقى المكيال واحد البلد حتروح ودا سبب البلاوى

  9. ليتك تكون بنفس الجرأة عندما تتحدث عن اولياء نعمتك ، بالرغم مما يدور حولك من كوارث وفساد لم تجد سوى هذا الموضوع ؟؟؟!!انتقائية عجيبة لارضاء اولياء النعمه ، يا من تبحثون عن الشهرة والمال على حساب الشعب المكلوم توبوا كما تاب الترابي ثم تصالحوا مع الشعب ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمي بحجر

  10. كعادته يحاول ضياء الدين بلال الكتابة بتلك الطريقة الفطيرة مع استخدام عبارات وجمل لايدري معناها مثل (زئبقية )وغيرها.
    ضياء صحفي محدود القدرات والعبارات حتي! ومصمنوع صناعة..ورغم كل محاولات التخفي خلف ثوب الحياد فهو يعلن عن حقيقته حين يحاول التخفي! المقال خال من أيه فكرة، اللهم انني اكتب اذا انا موجود.. ياخسارة الراتب الذي يتجاوز ال12 مليون بالقديم!

  11. كهكهكههه يا ضياء يا أخوي الترابي وامثالوا ديل صنعوا عشان احاربوا الشيوعيين عشان كده كل جهدهم وتفكيرهم في تقليد الشيوعيين في ثقافتهم وتفكيرهم ونظريتهم وأخيرا انتهت الشيوعية وصعدوا الى الحكم والان ظهر كل شيء ناس فراغ ما عندها فكرة ولا اسلامي ولا غيري اسلامي وكل نظرية عندهم من مسروقة من الشيوعيين ولا تشبه بالشيوعيين الترابي وزمرتوا عقدهم في الدنيا الشيوعية لكن لا مفكر ولا هو غير هو مجرد وكيل حصري لمحاربة الفكري الاشتراكي ليس لديهم اي برنامج حكم لا سياسة ولا اقتصاد واجتماع .. شوف حاجة تاني غير الترابي ديل عندهم في انفصال في الشخصية وتبلد حسي ..

  12. معظم الكتابات عن الترابى (المقال او التعليقات) تتسم بالسطحية وعدم الموضوعية والعواطف الموجبة والسالبة نتمنى حوار يركز على الموضوع أكثر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..