سياسة دفن الرؤوس في الرمال.متى تنصر الحكومة سودانيا خارج الحدود؟

سياسة دفن الرؤوس في الرمال.متى تنصر الحكومة سودانيا خارج الحدود؟

مجذوب محمد عبدالرحيم منصور
[email][email protected][/email]

فكرت اكثر من مرة قبل ان اكتب مقالي هذا عن مايتعرض له المواطن السوداني خارج حدود البلد من معاملة سيئة وامتهان لادميته وكرامته في بعض الاقطار .ومعلوم انك اذا حللت ضيفا على دولة معينة بصورة رسمية عليك احترام الانظمة المعمول بها في الدولة المعينة واحترام عاداتها وتقاليدها ومن واجب الدولة المضيفة ايضا توفير الحماية لك باعتبارك مقيما بها بصورة رسمية وتتبع الانظمة المعمول بها.احدهم قال لي لماذا انت مستاء مما يتعرض له السودانيون خارج حدود الوطن فما يعانيه المواطن داخل الوطن اكثر مما يعانيه السوداني المقيم خارج حدود الوطن.ولعل صاحبي لم يفرق بين معاناة الداخل ومعاناة الخارج.نعم المواطن داخل حدود الوطن يعاني من الغلاء ويعاني في تعليم ابنائه ويعاني في علاجه ولكنه لا يحس بالدونية في بلده ولايعامل معاملة تنضح بالعنصرية البغيضة.
نماذج كثيرة لحالات تعرض فيها سودانيين لمعاملة سيئة تتطلبت تدخل الحكومة عبر سفاراتنا في الخارج ولكن للاسف الشديد حكومتنا تمارس سياسة دفن الرؤوس في الرمال فلم اسمع يوما ان وزارة الخارجية عبر سفارتنا في اي دولة قد احتجت على معاملة سيئة تعرض لها اي مواطن سوداني او تحرك سفيرنا في اي دولة لزيارة سوداني يعاني من ازمة معينة في الدولة التي يقيم فيها وبكل اسف سفاراتنا لا تفتح لك ابوابها الا لتدفع لهم جباياتهم المتعددة.تعرضت خادمة اندونيسية تعمل في دولة خليجية لمعاملة سيئة من مخدمتها فوصل الموضوع الي الحكومة الاندونيسية فاوفدت وزير خارجيتها للوقوف على حقيقة الامر وتعرض عامل فلبيني لمعاملة سيئة من مخدمه في دولة خليجية فتولت سفارة الفلبين الموضوع وصارت هي خصم المواطن الخليجي لك ان تتخيل ماتعرض له سودانيون جماعات وفرادى فماذا فعلت حكومتنا؟ لماذا الحكومة حريصة على مشاعر المسئولين والمواطنين في دول اخرى وليست حريصة على كرامة المواطن السوداني التي صارات تنتهك من كل قاصي وداني ومن اناس وقفنا بجانبهم في احلك ظروفهم ونحن ظروفنا احلك واسوا منهم ولكن للحكومة تقديراتها في موضوع تقديم الدعم لهذه الدول وهو دعم احق به سودانيين داخل حدود الوطن ولسنا هنا في مجال تبرئة الحكومة او ادانتها بتفضيلها اخرون على مواطنيها ولكن مايهمنا الا تمارس الحكومة سياسة الانبطاح مع هذه الدول وان تتعامل معها بالندية وان تخلق لنفسها وللسودان مكانة مرموقة بالفعل والعمل الملومس وليس بالخطب الرنانة والقسم ورفع الصوت وغيره من الادوات التي لا تقدم ولا تاخر.
لا اريد ان ادخل في تفاصيل ماتعرض له عدد من السودانين في دول مختلفة من اهانة وغيرها فمجالس السودانين خارج حدود البلد تحكي كل يوم عن حادثة تعرض لها سوداني او سودانية في محل اقامته وموقف سافراتنا في هذه الدول في التعامل مع الاحداث .وانا هنا لا اقصد اي سوداني جاء بعمل مخالف للنظام والقانون في الدولة التي يقيم فيها فمن حق اي دولة ان تبسط هيبتها وتطبق قانونها على كل من يقيم على اراضها ومن يخالف النظام والقانون يعاقب مواطنا في هذه الدولة او ضيفا عليها ولكن مااعنيه هو اشكالات من نوع اخر مثل الاختفاء المفاجئ او خلاف مع صاحب العمل او غيرها من الخلافات التي لاتكون للدولة المضيفة يد فيها ولكن بتواصل الدول عبر قنواتها الرسمية يمكن لحوكمتنا المساعدة في حل ازمات كثير من السودانين في دول المهجر لكنها لا تفعل ذلك.
وكمنوذج للتعامل السئ الجماعي ما حصل للسودانيين في القاهرة فهم في نهاية الامر سودانيون بغط النظر عن ولائهم للحكومة من عدمه والادهى والامر مايحدث الان لبعض السودانيين في ليبيا حسب ماتاتي به الاخبار .فحكومتنا اعلنت انها لعبت دورا في سقوط نظام القذافي ولعلها محقة فيما اقدمت عليه فالرجل كان يكيل بمكيالين وهو نفسه لا يامن للحكومة السودانية جانبا فقام بطرد واغلاق القنصلية السودانية في الكفرة قبيل سقوطه والاطباء السودانيون سيروا قافلة طبية حسب علمي المتواضع في ذروة العنف والصراع في ليبيا كان اطفال ونساء دارفور وغيرها من مناطق السودان هم احق بها واحوج اليها ولكن الشعب الليبي كان في ظروف استثنائية .فعلى الحكومة في ليبيا ان توقف هذا العبث الذي يمارس ضد السودانيين هناك وعلى حكومتنا ان تغير سياسة الغلظة والشدة الداخلية وتغير سياسة الانكسار الخارجي مع تلك الدول التي لا تتحرك لوقف الممارسات الخاطئة من مواطنيها افرادا او جماعات ضد السودانيين فهي بسياساتها تلك لن تنال حتى احترام حكومات تلك الدول اذا لم تتحرك وتتخذ من التدابير ماهو كفيل بوقف تلك الممارسات والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان.
مجذوب محمد عبدالرحيم منصور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مصداقا لما قلت اخي محجوب فقد مررت بتجربة شخصية في السعودية
    طلبت من صاحب العمل ان يعطيني جوازي لارجع الي وطني نسبة لتاخر رواتبه الي اكثر من ثمانية شهور فرفض مع العلم انني اعمل مهندس فذهبت الي القنصلية في جده ورويت لهم ما حصل معي وانني لا اريد البقاء لان الالتزامات سواء بند التعليم او العلاج في وطنيي الحبيب لا ترحم ولا استطيع ان امضغ الصبر لاكثر من ثمانية شهور فقالت لي الموظفة (لبني ) بالنص ( يا تحنسو ولا تحنسو ) وقد ظننت وان بعض الظن اثم ان سفارتي سوف تتدافع عن حقوقي باعتباري احد مواطنين السودان ولكن ههيات والغريب في الامر ان عمالي الهنود قد ذهبوا الي سفارتهم وفي التو واللحظة اتصل السفير الهندي بصاحب العمل وامهله ثمانية واربعين ساعة والا اضطر الي تسفيرهم بفيزة اضطرارية وارسال فاتورة بكامل حقوقهم الي وزارة الخارجية السعودية (الي الامير سعود الفيصل ) وفعلا تم ترحيلهم الي وطنهم بشكل حضاري لان السعوديين يرتعبون من ذكر الامراء .
    فهل فعلا اصبح المواطن السوداني من دون قيمة بالنسبة لحكومتنا لا اطال الله عمرها .
    ملحوظة :
    سيارة القنصلية السودانية بجده هي السيارة الوحيدة من سيارات القنصليات التي تجوب مدينة جدة ومكة المكرمة بحثا عن الفول المصلح في كا فتريا الخرطوم بمكة او الشية المكربة بمطعم الشباب بجدة .
    اللهم لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..