مقالات وآراء

عثمان ميرغني مرة أخرى

 

 

القراية أم دق

محمد عبد الماجد

(1)
       في العهد البائد كان إعلامنا ومنابرنا الإعلامية ونحن شركاء في ذلك ولا نعفي انفسنا، لا تملك الجرأة على انتقاد الحكومة او الحزب الحاكم ، لذلك كان الكل يتجه نحو مهاجمة (المعارضة) والأحزاب التى لا علاقة لها بالسلطة رغم ان الخلل في السلطة وليس في الاحزاب المعارضة.
       كان المؤتمر الوطني يغلط فنهاجم حزب الامة القومي ،يخفق الدكتور حسن الترابي  فننتقد الصادق المهدي .. يفشل ابراهيم غندور فنحاسب مريم الصادق المهدي.
       الصادق المهدي عملوا على اغتيال شخصيته .. صوّروه وهو يهرب بزي امرأة وقدموا لنا الدكتور جون قرن وهو في حانات اللهو والخمر ، عندما كان يحدث التحرش في السفارات الدبلوماسية.
       الحزب الشيوعي السوداني كان السبب في الغلاء والمعاناة وسياسات المؤتمر الوطني الفاشلة رغم ان الحزب الشيوعي كان بعيداً عن الساحة وكان يلاحق وهو في باطن الارض.
       نحن كنا جزءاً من شيوع ثقافة مهاجمة (المعارضة) حتى اصبح هذا الامر  من (طبائع) الشعب السوداني الذي كان لا يرى سوءة الحكومة ، وأصبح فينا بعد ذلك (عادة).
       خلقت الاذاعة والتلفزيون والصحافة ذلك الانطباع الذي يقضى بتعليق فشل الحكومة على محمد ابراهيم نقد والصادق المهدي وقرنق والميرغني.
       كانت الحكومة في العهد البائد تبيد في اهالي دارفور بصورة غير انسانية في الوقت الذي كانوا يلقون فيه بالقبض على بعض طلاب دارفور في الخرطوم لاتهامهم بمحاولة القيام بمحاولات تخريبية او تفجيرات يقصد بها ضرب العاصمة.
       ما زلت اذكر صورة بعض طلاب دارفور وهم يعرضون في تلفزيون السودان وفي نشرة الاخبار الرئيسية ليعترفوا بمحاولاتهم التخريبية بعد الاشارة الى ضبط خلية ارهابية من ابناء دارفور وفي حيازتها اسلحة ومتفجرات.
       ارتفاع الدولار كان بسبب مضاربات السماسرة وتجار العملة رغم ان رئيس الجمهورية نفسه كان يتاجر في العملة الصعبة.
       عدم هطل الامطار وفشل الخريف كان يرجع لأن الشعب انجرف وترك الصراط المستقيم .. اما الحكومة فهي لا ذنب لها في ذلك وهي تتعرض لابتلاء يجب ان يصبر الشعب عليه.
       عندما ينجح الخريف وتهطل الامطار بغزارة وتأتي السيول والفيضانات يخرج المسؤول ليشمر عن بنطاله ويخوض مع المواطنين في مياه الامطار والسيول في امبدة او الجرافة فيشكر على مشاركته للشعب الخوض في المياه.
(2)
       لا اتابع كتابات الاستاذ المهندس عثمان ميرغني بصورة دائمة ليس تقليلاً منه ولكن لأني لا استطيع ان امسك قلمي عندما اقرأ له فيستفزني ما يكتب. مع ذلك اشهد ان الاستاذ عثمان ميرغني يكتب بموضعية ولهذا نختلف معه حول (الموضعية) نفسها بعيداً عن شخصنة القضايا وللأمانة فان عثمان ميرغني يقبل ذلك بروح رياضية وأظن ان موقع عثمان ميرغني وتأثيره يفرض عليه ان نجادله فيما يكتب دون ان يفسد ذلك للود القضية.
       اجمل النقاشات والاختلافات هي التى تبنى على الاحترام والتقدير وتبعد عن المرامي الشخصية.
       احدى الاشياء التى تستفزني في عثمان ميرغني هو عرضه لبعض الاشكاليات وتقديمه لحلول (ساذجة) لها .. ينظر عثمان ميرغني للمشكلة وكأنها (مرض) وهو الطبيب الذي يملك ان يكتب (الروشتة) ويحدد لها (الدواء) دون حتى ان يشخص العلة.
       كتب عثمان ميرغني امس الاول في زاويته الشهيرة (حديث المدينة)  تحت عنوان (شكلة الحرية والتغيير).. سوف نفاصل عثمان فيما كتب ولكن قبل ذلك انظروا الى (الحلول) التى يعرضها عثمان ميرغني للمشكلة التى يتحدث عنها.. كتب عثمان : (مطلوب مائة امرأة ورجل في مقام رئيس وزراء.. وضعفهم في مقام وزير شؤون الرئاسة.. وثلاثة أضعافهم في كل منصب وزاري.. لا ليحلوا مشاكل الوطن بعبقرياتهم بل ليؤسسوا المؤسسات التي تدير الوطن.. فقد انتهى عهد الزعيم الملهم.. والمطلوب مؤسسات ملهمة تقود البلاد).. في هذا الحل الذي يقدمه عثمان للازمة اختلف جملة وتفصيلاً مع عثمان .. فليس هناك شيء اضر بالسودان غير هذا الكم من الذين يظنون في انفسهم الكفاءة والقدرة. علينا ان نتفق حول شخص او ان يكون التنافس بين اثنين او ثلاثة على اكثر حال وليس مائة لرئاسة الوزراء وضعفهم لوزير شؤون الرئاسة وثلاثة اضعافهم في كل منصب وزاري.. مشكلتنا الآن في الحل الذي يقدمه عثمان ميرغني .. الصراع على المناصب التى تحدث  عنها عثمان ميرغني صراع تعدى خانة الاحاد الى خانة المئات.
       في السودان الآن 120 حزباً وعشرات الحركات المسلحة كلها تتصارع على منصب رئيس الوزراء .. لو كنا مثل العالم الاول نملك حزبين فقط كبار كما في امريكا وانجلترا لما حدث للسودان هذا الانجراف.
       نظرة عثمان ميرغني هي التى انتجت لنا عشرة جيوش في عاصمة تغرق بعد هطل اول مطر في الخريف.
       معايير الجودة لا تحسب بالكم وإنما بالكيف.. ما جدوى ان يكون عندك مائة مرشح لرئيس الوزراء لا يصلح منهم واحد ان يكون وزيراً .. لمعلومية عثمان اذا صلح من المائة واحد فذلك يعني انسحاب الـ 99 الاخرين- هذه قاعدة رياضية ان لم تكن موجودة لاخترعتها فاحفظوا لي حق الاختراع.
(3)
       عثمان ميرغني كعادته لا يحاسب (العسكر) الذين يحكمون والذين اعطوا لنفسهم حق تحديد الكيفية التى يحكم بها السودان ومنحوا انفسهم كذلك حق اختيار الحكومة وتشكيلها والانقلاب عليها بعد ذلك.
       يهاجم عثمان ميرغني (الحرية والتغيير)  في وجود (10) جيوش في العاصمة لم تندمج حتى الآن رغم اتفاقية سلام جوبا الملزمة بذلك.
       كتب عثمان : (ما يجري في الساحة السياسية السودانية مجرد (شَكَلة) داخل الحرية والتغيير، فانقسمت إلى فريقين متضادين.. كل منهما يرى في نفسه “البطل” و في الآخر “الخائن”..).. الشكلة التى تحدث في (الحرية والتغيير) هي شكلة (طبيعية) فهذه طبيعة السياسة والأحزاب ، على عثمان ان ينظر للشكلة التى يمكن ان تحدث بين (الجيوش) التى توجد في العاصمة.
       نحن نبحث عن اتفاق بين الجيش وقوات الدعم السريع ليحدث الاندماج.. هذه هي المشكلة الحقيقية التى يعاني منها السودان.
       يعيدنا عثمان ميرغني للعهد البائد عندما كان يُهاجم الصادق المهدي ونقد والميرغني ويتهمون بالخيانة والعمالة في الوقت الذي كانت تفسد فيه السلطة وتتم المتاجرة بالدين وتحدث الابادة وينتشر المرض والفقر والجوع في ربوع البلاد.
       اذا كان عثمان ميرغني يبحث فعلاً عن الحل عليه ان يطعن في (الفيل) فليس هنالك شيء اضر بنا اكثر من الطعن في (الظل).
(4)
       بغم
       اتركوا (الحرية والتغيير) في حالها فهذا عملها وواجهوا ازماتكم ومشاكلكم بشجاعة بدلاً من ان تصنعوا لأنفسكم (ازمة) في حدود قدرتكم على التعامل معها.
       نحن دائماً لا نرى الازمات التى تخيفنا … نرى فقط الازمات التى نخيفها!!
       وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

الانتباهة

‫11 تعليقات

  1. محمد عبد الماجد
    تحاول دائما تلصق كتاباتك بكتابات الصحفيين الكبار عشان تكبر
    عليك الله راجع عمودك وشوف كم في المية نسبة مقالاتك المعتمدة على أعمدة صحفيين غيرك
    ياخ أي صحفي عندو جمهورو المعجب بأسلوبو وطرحو وحلولو ومفترحاتو حتى انت عندك جمهورك المعجب بكوميدياك البتنقل السياسة لطاولة الويست والحريق والكورة .
    يعني لو عثمان ميرغني قدم حلول ساذجة يبقى مادة صالحة لكتابة مقال ؟؟ ياخ من كل مية مقال في تلاتة مقالات قوية الباقي كلو – في نظري شخصياً – أفكار ساذجة وحلول ساذجة لمشكلة مشخصة خطأ – هل ديل كلهم تمسك أعمدتهم تعلق عليها .. ياخ كن أنت أنت ياخ

    1. عبد الماجد علق علي عثمان ميرغني …لان عثمان ميرغني كتاباته وآراءه خطره ف باسلوبه الذي يخلط الاوراق الي ان تتوه الحقايق علي الثوره والثوار … كتابات وازاء عثمان ميرغني تروق فقط للذين طاشين شبكه … مره شابكنا الوضع ذي فريقين كوره ومره واحد غرقان الخ

  2. لك التحية الاخ محمد عبدالماجد…
    اقولها انا والبقية معي…
    عثمان ميرغني مكجننوا من اياموا في مصر طلب… كوز ولن ينسلخ من جلدوا مهما قال ومهما كتب عنهم فهو كوز .. والكوز كوز وان بقي جك او حتي جردل..
    فيا حبيبي هذا ديدنهم وخلقهم التعالي و التكبر والادعاء مع باقي الصفات التانية
    فلا تتعب نفسك معاهوا

  3. قبل ان احول مؤشر الهاتف الى مقالك هذا اخ محمد كنت قد علقت عما كتبه المدعو صلاح عووضة لانه انتقد عمود لك ووصفت ذلك بالافلاس فالراى لا يتم الرد عليه
    فوجدتك تقول ذات الكلام وفى كاتب لا يستحق لانه معروف الهوى والميول فعثمان لم ينكر يوما انه ما كوز ولذلك طبيعى ان ينحاز للعسك وينشر حلول جزافية ويصور الشكلة وحتى الضرب تحت الركب فهو منزعج من بقاء احمد هارون بالسجن ولا يتناول الجنجويد رغم انهم السبب والمتمسكون باعتقاله كتعليمات طبعالان هارون يعنى له الكثير كيف لا وهو الذى استقبله فى قاعة السجن المكندشة بينما كان الاخرون من قادة الاحزاب يتزاحمو امام بوابات الخروج
    اما ما اسعدنى فى مقالك هذا هو تاكيد لما كتبته انا عنك فى بوست عووضة وانت تعترف بتحميل المعارضة لوزر اخطاء الانقاذ وتجميل المؤتمر الوطنى والان تركبون فى قطار الثورة الذى يعرف الخبيث من الطيب

  4. الأخ محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اود ان الفت انتباهكم ان عمودك لم يعد قراية ام دق ولا فائدة من قلم اصبح كضابط علاقات عامة مرة عووضة ومرة عثمان ميرغني اذا عجزت عن الكتابة ضع القلم وابحث لك عن وظيفة اخرى تسد رمقك بدلا من استاذي وشيخي وتعلمنا منكما هذا شانك
    اقرأ ماذا يكتب اصحاب الاعمدة الجميلة وكيف يخاطبون القراء وكيف يواسونه ويتحدثون باسمهم ويقفون معهم في الصف الواحد

  5. شكلك أكدا ذبت الكيزان قاتلهم الله في شخص عثمان ميرغني عشان كدا في تعليقات شاذة كشذوذ أفكارهم الكارهة للطبيعة الإنسانية والخلاق الكريمة كيف لا وهم تربية كتابات الهالك حسن البنا وبن قطب فإخوان الشيطان لا يرون في السودان شيئاً جميلاً ولا يعتبرونه شعباً يسنحق الإحترام طالما أنه لا يحمل فكرهم الإرهابي الفاسد

  6. لك كل الاحترام والتقدير الاستاذ محمد عبد الماجد لطالما تظهر في حقائق بني كوز والمتخفيين منهم فالمدعو عثمان ميرغني عينو للفيل ويطعن في ضلو فهو قد قام بلقاء مع رئيس الوزراء حمدوك بحقد لانو من الممكن كان يتمنيان يكون مكانه ولكن الدكتور حمدوك كان بن ناس وتقبل كلامه الخاوي والذي اراد ان يحرج به سعادته وانا اتسائل لماذ لم يجري لقاء مع البرهان او حميدتي رغما عن الاخر اعترف بفشل الانقلاب هذا سؤال يجب ان يجيب عليه المدعو عثمان ميرغني

  7. لك كل الاحترام والتقدير الاستاذ محمد عبد الماجد لطالما تظهر في حقائق بني كوز والمتخفيين منهم فالمدعو عثمان ميرغني عينو للفيل ويطعن في ضلو فهو قد قام بلقاء مع رئيس الوزراء حمدوك بحقد لانو من الممكن كان يتمني ان يكون مكانه ولكن الدكتور حمدوك كان بن ناس وتقبل كلامه الخاوي والذي اراد ان يحرج به سعادته وانا اتسائل لماذ لم يجري لقاء مع البرهان او حميدتي رغما عن الاخر اعترف بفشل الانقلاب هذا سؤال يجب ان يجيب عليه المدعو عثمان ميرغني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..