مقالات سياسية

اعتذار للشعب السوداني عن كارثية الوضع الصحي

يوسف السندي

الا يخجل السيد وزير الصحة من الوضع الكارثي للصحة! كيف ينام هذا الرجل ومئات الأسر تبحث لاهثة عن مجرد مستشفى تستقبل مريضهم ! مجرد طبيب يعاين الحالة ! مجرد دواء يزيل ألم المريض ويعيد البسمة لهذه الاسر !! من أين جاء هذا الوزير البارد الذي لا يشبه السودانيين ولا طقسهم ولا شمسهم ولا نخوتهم !! نخجل والله ان يكون هذا وزير صحة ثورة جاءت بعد ان فار الدم الحار في كل أوردة وشرايين الشعب السوداني وانفجر الطوفان.

اين السادة المكتب الموحد للاطباء من هذا العبث ؟ أين من قادوا أعظم الملاحم من نضالات الأطباء واضرابتهم ضد نظام المخلوع ووقفوا ( شوكة حوت ) في حلق النظام ، أين هم من هذا الوضع المخجل ؟!! أين لجنة الصيادلة المركزية التي كانت علما يدل على قوى وحدة الصيادلة في الثورة ؟! أين الاختصاصيين والاستشاريين؟! أين الكوادر الطبية المساعدة ؟ مخجل هذا الذي يحدث في امر الصحة، وعار على كل طبيب وكل من درس وعمل في المجالات الصحية، ونقطة سوداء لن يمحوها التاريخ من سجلاتنا جميعا ، ونحن نعجز بهذا الشكل الكارثي عن أن نسند شعبنا وأهلنا وهم يعانون الويلات من هذا الواقع الصحي الكارثي .

لا يمكنني أن أجد أي مبرر لهذه الكوارث الصحية ابتداءا من إغلاق المستشفيات العامة والخاصة واختفاء الأدوية في رفوف الصيدليات ولهث المرضى بين المستشفيات بحثا عن سرير او طبيب ! لا يمكنني تبرير هذا ، لا يمكنني اتهام الدولة العميقة ولا الكيزان ولا الإمبريالية العالمية ولا الماسونية ، لا يمكنني الهروب من هذا الواقع ورميه على شماعة ساذجة ، بل يجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا، ان نعترف بفشلنا الضخم في هذا المجال، ان نعتذر لهذا الشعب الذي يستحق أفضل من هذا ، وأن نسعى للمعالجة الشاملة .

المعالجة بالضرورة سوف تقتضي إعادة هيكلة وزارة الصحة ومؤسساتها ، والمجيء بوزير جديد ( ما عنده وجع ضهر ) ، وزير لا ينام وهناك مريض يسهر باحثا عن مستشفى وليس وزير ينام( للضحى ) وكأنه بلا هم ولا مشغلة . كذلك يتطلب التغيير انتخاب عاجل لنقابة اطباء السودان واختفاء المكتب الموحد للاطباء ، وفك احتكار نقابة الأطباء الشرعية لوزارة الصحة الاتحادية واستبدالها بنقابة شرعية بحق وحقيقة انتخبها الأطباء ولم تفرض عليهم ، وكذلك يتطلب الأمر انتخاب نقابة للصيادلة والقضاء على استهبال البعض بالأسماء الوهمية مثل ما يسمى بتجمع الصيادلة وهو عبارة عن واجهة لليساريين ، ونفس الأمر ينطبق على بقية المهن بانتخاب نقاباتها الشرعية ، لتقر جميع النقابات الجديدة مع وزارة الصحة الجديدة والحكومة الانتقالية سياسات متكاملة للصحة يضلع من خلالها الجميع بادوارهم وأعمالهم ، ويغيروا هذا الوضع الكارثي .

من المعالجات المهمة تعيين الولاة ومن ثم تعيين وزراء الصحة في الولايات وانتهاء عهد مدراء الصحة المتخبط ، ومن المعالجات الاستفادة من الجيوش الجرارة من الأطباء السودانيين بالخارج في الخليج واوربا وامريكا ، والذين هم رهن الإشارة وعلى استعداد لتقديم كل الحلول وأعظم المبادرات للمساهمة في تغيير هذا الواقع الكارثي للصحة ، وعلى رأس هذه المبادرات التطبيب عن بعض telemedicine ، باستيعاب آلاف الأطباء بالخارج في برنامج قومي يقدم من خلاله هؤلاء الاستشاريين والاختصاصيين خبراتهم لمساعدة المرضى بالداخل عبر تقنيات التواصل الرقمي المتطورة التي لا تكلف كثيرا ولكنها تحدث أثرا عظيما في تخفيف ومعالجة اثار هذا الوضع الصحي الكارثي.

من العيب أن تكون ردة فعل الجيش الأبيض تجاه ما يحدث في بلادنا من كوارث صحية بهذه السلبية ، من المخجل ان يكون الجيش الأبيض الذي قاد الثورة وكان موجودا دوما بين الرصاص والبمبان بين الدماء والدموع بين الموت والجراح بهذا الجمود وهذا السكوت ، ولكنه نتاج غياب القيادة ، فلجنة اطباء السودان المركزية ومن معها قادوا الثورة بحنكة واقتدار حين كانوا القادة ، اما الان فالقائد الذي اخترناه على قمة الهرم وزيرا للصحة لم يكن بحجم التطلعات ولا حجم الثورة ، عار ومؤسف ان يستمر الوضع بهذا السوء ونتحدث جميعا عن وجود ثورة ، عار ومؤسف ومخجل ونستحق عليه الخسف والسحق والسحل في الطرقات .

يوسف السندي
[email protected]

‫11 تعليقات

  1. I think you should apologise to the Sudanese poeple living in Sudan that you are not there to help them … You and the > 100,000 Sudanese educated doctors …

  2. و ماذا يفعل الوزير أكثر مما قاله و فعله. .لقد حذر مرارا و تكرارا من الوصول لهذا الوضع الكارثي و طالب الناس بالالتزام بالتوجيهات الصحية و لكن لا حياة لمن تنادي ..الشعب السوداني مستهتر جدا و لا بسمع الكلام ..رغم الحظر و منع الصلوات كثير من المساجد صلوات الجماعة و الجمعة مستمرة فيها ..التجمعات موجودة ..وباء كرونا له آثار سلبية جدا كان يمكن تجنبها لو التزم المواطنين بالإرشادات الصحية

  3. “لا يمكنني اتهام الدولة العميقة ولا الكيزان”
    “مثل ما يسمى بتجمع الصيادلة وهو عبارة عن واجهة لليساريين”

    من الذى دمًر الصحة و القطاع الحكومي للصحة على وجه الخصوص؟ كم في المائة من ميزانياتهم خصًص الكيزان للصحة طيلة فترة حكمهم؟ من الذي خلًف هذا الإرث البائس؟ يا ترى هل هم اليساريون؟
    نتمنى أن نقرأ لك يوماً شيئاً مفيداً و أنت كوز حتى لو كنت لا تدري

  4. البشوفك شانى حملة ضد الوزير يقول انحنا كنا فى نعيم ايام المخلوع يا اخى الوزير يعمل ليك شنو يعنى وزارة استلمها والمريض حتى الحقنة الفارغة لازم يشتريها من جيبه وحق الكشف حتى الحوادث كانت بالقروش ماعندك قروش ما تدخل الحوادث المرأة التى تريد الولادة لو ما دفعت ما تلد حتى ولو طبيعية يا اخى خاف ربك مرضى الكرونة ملو المستشفيات رغم ان الوزير حذرهم الاف المرات بالتباعد وعد م الاجتماعات ولكن لاحياة لمن تنادى يعنى الوزير ما ذا يفعل لهم شعب عديم الفهم مضيع نفسو ماذا يفعل له الوزير رجاءا اترك الوزير فى حالو لانو كلامك غير منطقى ومتحامل .

  5. السودان بقى خرابة والناس بقت أشباح ناس شدة ما بقن باهتة من كياة الضنك وشظف العيش ناهيك عن دواء وعلاج بحقك ما تلقاو.
    اي زول بدافع هن أكرم ده زول واطي ابن زنا ومن بيت مفكك عشان كدة لا يعرف ولا يريد ان يعرف عن معاناة الشعب السوداني وآلاف الضحايا ال ماتوا لانو مافي انسولين ومافي مستشفى تستقبلوا حتى.
    يعني باختصار لو عيان موت موتك ما عندنا بيك شغلة.

    1. يمكن تنشيط النظام الصحي بالتوعية والاستثمار فيه لمن يريد خير للبلد ممكن ننشاء صندوق بحسابات في البنوك نسميه سلامتك أولا ونراقب تعامل الناس نوزع كمامات صابون ماء هكذا

  6. هذا المنعرج مؤلم و قاسي لأنك تري ضحايا لا تستطيع أن تقدم لهم يد المساعدة و هذا الإنسان دكتور أكرم لو كان ممكن يقدم روحه لتنقذ كل المرضى و يحل كل مشاكل الصحة لما توانى في فعل هذا ولكن مثل من يكتبوا المقالات الوالد لو حملوه مسؤولية في دولتنا المنهارة هذي لصمت وانكتم لكن ما اسهل النقد و النق

  7. وزير الصحة قام بدوره بأكمل الوجه. التمويل من مسئولية وزارة المالية الذي تصرف الأموال في غير موضعها!!! في الوقت الذي يحشد العالم كل طاقات لدعم الصحة وزير المالية همه الأول والأخير الرواتب والمخصصات واختزل كل مشاكل التي تعاني منها البلد في الأجور

  8. مستشفياتك مافيها أجهزة تشخيص متطورة..ماعندك عربات إسعاف ولا مسعفين طوارئ ..مرتباتك للكوادر الصحية متدنيه جداً..واطبائك معظمهم هاجروا عشان حياه أفضل ومن حقهم.. الأدوية معدومه حتى الدربات..والحاصل ده من بدري من قبل مايجي اكرم زاتو …خلينا من اكرم ..انت حلها لينا ولا فالح بس في الإنتقادات

  9. محلية شيكان بولاية شمال كردفان سمحت للجوامع بمزاولة الصلاة بدون ان تضع التحوضات اللازمة التي يجب ان يلتزم بها القائمون علي هذه المساجد، مثل التباعد بين المصلين بمسافة متر ونصف بين الشخص والاخر،وعلي كل مصلي ان يحضر معه مصلاته، وان يلبس كمامة، وينبغي علي الائمة ان ينبهوا المصلين للالتزام بهذه الاجراءات حتي لا تنتقل العدوي بسرعة، ولكن تضرب بهذه الاجراءات عرض الحائط، والخوف الآن من انتشار العدوي. يا محلية شيكان راجعي قرارك أو راقبي المساجد، أو انكتمي. واما كلام السندي فهو دائما ضد التيار، ماذا يفعل لك وزير الصحة هذا الرجل المهذب اكثر من ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..