هارون و الحلو .. (نقطوها يا الفالحين؟)أ

اليكم ……………….الطاهر ساتي
هارون و الحلو … ( نقطوها يا الفالحين ؟)

** ومن اللطائف التي قرأتها للرائع شوقي بدري، حكاية الشيخ مصطفى الأمين – رحمة الله عليه – مع أحد تجار جنوب كردفان..حيث سلمه الشيخ شيكا مصرفيا ليصرفه، ولم يكن يضع النقاط على حروف اسمه عند التوقيع على الشيك..فذهب التاجر بالشيك الي المصرف، ولكن بعد أن وضع النقاط على حروف اسم (الشيخ )، بمظان أن الشيخ نسى وضع تلك النقاط ..وكان طبيعا أن يرفض المصرف تمرير الشيك لعدم تطابق التوقيع، فعاد التاجر الي الشيخ مصطفى غاضبا وصائحا : البنك رجع الشيك)، فقال له الشيخ دون النظر الي الشيك : ( أها، نقطها يا الفالح ؟) ..!!)
** وهكذا تقريبا لسان حال الصحف وأقسام أخبارها – منذ الجمعة الفائتة – مع أبطال إنتخابات جنوب كردفان ..حيث صدرت صحف الجمعة بأخبار تؤكد فوز مرشح الوطني بمنصب الوالي بفارق كبير من أصوات تفصله عن مرشح الحركة الشعبية لذات المنصب..ولكن قبل أن ينتصف نهار الجمعة ذاتها، فأجات ذات المصادر صحفها بأخبار تؤكد فوز مرشح الحركة الشعبية بمنصب الوالي بفارق أصوات تفصله عن مرشح المؤتمر الوطني.. فأحتارت أقسام الأخبار أمام هذا التناقض، ولكنها سرعان ما إكتشفت سر التناقض، وها هي منذ البارحة تسأل أولئك الأبطال دون إنتظار إعلان النتائج النهائية : ( أها، نقطوها يا الفالحين ؟)..طبعا مع الإختلاف حول مغزى التنقيط هنا وهناك ، أي تاجر جنوب كردفان لم ينقط حروف اسم الشيخ بقصد التزوير..!!
** وعليه، ما يحدث في إنتخابات جنوب كردفان بمثابة صورة – طبق الأصل – لماحدث في إنتخابات النيل الأزرق..نفس السيناريو ونفس الإخراج ونفس (الخج) ، ولم يتغير إلا مسرح الحدث..نعم، هناك أيضا – بالنيل الأزرق – تلقت مصادر الصحف قبل منتصف الليل بساعة خبرا يفيد بإكتساح مرشح المؤتمر الوطني فرح عقار.. ولكن قبل أن تطبع الصحف هذا الخبر، باغتت ذات المصادر الصحف ذاتها بخبر إكتساح مرشح الحركة الشعبية مالك عقار..وهذا الإكتساح لم يكن مدهشا لمن تابع تصريح مالك عقار قبل إعلان النتائج بساعة ، حيث قال نصا : ( انا ما زي مولانا الميرغني، أنا عندى جيش، وباستخدمو لو زوروا الإنتخابات).. وأمام تصريح كهذا، لم يكن هناك مفرا غير تنقيط بعض بطاقات الإقتراع ، لتصدر الصحف بخبر يتساءل : ( نقطوها ليك يا مالك ).. ولأن عبد العزيز الحلو تقدم منذ البارحة على أحمد هارون الذي كان متقدما عليه أول البارحة، فترقب – يا صديق – صحف الأثنين التي ستصدر بخبر من شاكلة : ( نقطوها ليك يا الحلو ؟)..هذا ما سيحدث، أي تنقيط بعض مقاعد المجلس التشريعي أو ربما تنقيط منصب الوالي ذاته، خاصة أن الهتاف المفضل لأنصار الحلو هو : ( النجمة أو الهجمة)..ومن الحكمة إتقاء الهجمة بتنقيط حروف النجمة، أو هكذا سيناريو الشريكين المرتقب ..!!
** المهم ..لم يكن هناك داع لكل هذه الخسائر المالية التي صرفت في حملة الشريكين والمفوضية، وما يحدث حاليا كان يمكن أن يحدث بلا صرف، وليتهم وجهوا كل هذه الخسائر المالية إلى بنود المياه والكهرباء والمدارس والمشافي بجنوب كردفان، فالتنقيط – والخج – ليس بحاجة إلى اهدار مال عام ..و.. المهم، المؤتمر الوطني يحدق مليا في مقاعد المجلس التشريعي، حيث تلك المقاعد هي الموكلة بصياغة التقرير الختامي للمشورة الشعبية، ثم التوقيع عليه..وليس مهما، للمؤتمر الوطني، بأن يكون الوالي مرشحه أو مرشح الحركة الشعبية، وسيان هذا وذاك في سلطة التوقيع على التقرير الختامي للمشورة الشعبية، حيث لا سلطة لهما ..ولذلك، ترقبوا بأن يلتهم المؤتمر مقاعد المجلس التشريعي بمنتهى الشراهة، وربما يتكرم بمقعد الوالي وبعض مقاعد المجلس للحركة الشعبية، مراعاة لحق الشراكة وتقديرا لسنوات التشاكس السابقة.. ربما، أي ما لم يطمع ويلتهم كل المقاعد بما فيها مقعد الوالي ذاته، كما فعل بالخرطوم وبقية ولايات الشمال، ولن يفعل ذلك ما لم تكن إرتضت الحركة الشعبية بأن تكون ( مساعد ياي)، أو كما هي الآن، وما لم تكن لديها الطموح بأن تكون ( ياي )، كما هي في النيل الأزرق ..على كل حال، المشهد يوحي بأنهم يضعون النقاط على بطاقات الإقتراع، وليس للصحف ثم الرأي العام غير عكس ما يحدث بلسان حال قائل : ( أها، نقطوها يا الفالحين ؟) .. وهذا ما يسمى – عالميا – بالإنتخابات ..!!
…………………….
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. رغم ان الحركة الشعبية سجم ورماد مثلها مثل المؤتمر الوطني الا انني لا أظنها سترضى بمنصب الوالي وأقلية في المجلس التشريعي

    لأنه وببساطة التصويت للوالي والمجلس التشريعي يتم في نفس المركز فلا يمكن عمليا أن يصوت ناخب للحلو كوالي ويختار في نفس الوقت نواب المؤتمر الوطني للمجلس التشريعي

    ولا يمكن عمليا أن يصوت ناخب لهارون كوالي ويصوت في نفس الوقت لنواب الحركة.

    البيصوت للمؤتمر الوطني بيصوت ليه كومبليت ( والي مجلس تشريعي أي مصيبة زمان تانية في التصويت )

    ونفس الشئ يفعله من يصوت للحركة

    The winner takes it ALL

  2. ياناس نتبهوا ناس المؤتمر عملوها ظاهره حفلات هنا وهنا وحفلات في الداخليات دايرين يلهو السباب قول ليهم علي منو العبو غيره

  3. الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة ولا يكب الناس في النار الا حصائد ألسنتهم – ولعنة الله علي من يوقظ فينا الفتن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..